الغارديان: “لا حل في الأفق”

  • Jun 17, 2024 - 7:04 am

قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية، إن الصراعات الجارية بين إسر.ائيل وحركة “حما.س” في غز.ة، وميلي.شيا “حز.ب الله” في لبنان مستمرة، دون أن يلوح أي حل في الأفق؛ ما يؤدي لتفاقم الوضع المعقد والمتقلب.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا العنف المستمر يأتي في أعقاب الهجو.م المفاجئ الذي شنته حما.س على إسر.ائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، والذي شهد حتى الآن تسعة أشهر من القتال العنيف على الجبهتين الجنوبية والشمالية.
وأوضحت أن قوات الدفاع الإسر.ائيلية، تحت قيادة رئيس الأركان السابق أفيف كوخافي، تصورت استراتيجية “النصر الحاسم”، مع التركيز على العمليات الهجومية السريعة بوحدات أصغر مدعومة بقوة نيران كبيرة لمواجهة التهديدات.

وأكدت الصحيفة أن الواقع أثبت أنه أكثر صعوبة بكثير، لا سيما مع عدم وجود نصر حاسم يلوح في الأفق على الرغم من الجهود العسكرية المكثفة، مبينة أن الوضع في غز.ة سيئ بشكل خاص، حيث تسبب الصراع في وقوع خسائر فادحة في صفوف المدنيين.

وأوضحت “الغارديان” أن الرسائل التي يُقال إنها من يحيى السنوار، زعيم حما.س في غز.ة، والتي يصف فيها هذه الخسائر البشرية بأنها “تضحية ضرورية”، تسلط الضوء على الاختلافات الجوهرية في الكيفية التي ينظر بها كل جانب إلى الصراع.

وأضافت أن حركة حما.س تشبه نضالها بحركات التحرير التاريخية، فترى نفسها في معركة طويلة الأمد تعتقد أنها ستؤدي في نهاية المطاف إلى النصر.

وحاولت الحكومة الإسر.ائيلية، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، منذ فترة طويلة إدارة الصراعات دون معالجة القضايا السياسية الأساسية، مثل المطالب الفلس.طينية بإقامة دولة، وواجه هذا التوجه انتقادات، ولاسيما أن العمليات العسكرية الإسر.ائيلية في غزة وضد حز.ب الله لم تسفر عن الانتصارات السريعة التي وعدت بها إسر.ائيل ذات يوم.

وأكدت الصحيفة أن استمرار الأعمال العدائية يعكس نظرة قاتمة، حيث يبدو أن إسر.ائيل وحما.س مستسلمتان للصراع المستمر، وكذلك لم تنجح الجهود الدبلوماسية للتفاوض على وقف إطلاق النا.ر حتى الآن، كما فشلت الضغوط الدولية، بما في ذلك قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والجهود التي تقودها الولايات المتحدة لإجراء محادثات هادفة لوقف إطلاق النا.ر، في التوصل إلى حل.

ولفتت إلى أن التكتيكات الإسر.ائيلية أدت إلى زيادة العزلة الدبلوماسية والاتهامات بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك مزاعم الإبا.دة الجماعية واستخدام التجويع كس.لاح، وهي الاتهامات التي تنفيها إسر.ائيل بشدة.

وفي الشمال، تصاعد الصراع مع حز.ب الله بالمثل، حيث تحول ما بدأ كتبادل محدود إلى حرب حدودية طويلة وخطيرة، ما أدى إلى نزوح الآلاف من الجانبين. ورغم أن حزب الله لا يسعى إلى حرب شاملة، إلا أنه يظل مستعدًا للصراع المستمر ما دام القتال في غز.ة مستمرًا.

وأكدت الصحيفة البريطانية أنه في خضم هذه التوترات، أدت التحولات السياسية داخل إسر.ائيل إلى زيادة تعقيد الوضع، حيث أدى رحيل بيني غانتس وحزبه من ائتلاف الطوارئ الذي يقوده نتنياهو إلى تعزيز اعتماد نتنياهو على الأحزاب اليمينية المتطرفة، التي تعارض بشدة وقف إطلاق النا.ر، لافتة إلى أن هذا لم يؤد إلا إلى تفاقم الموقف المتشدد للحكومة الإسر.ائيلية في المفاوضات.

وختمت الصحيفة بالقول إنه مع استمرار أعمال العنف، يظل احتمال التوصل إلى نتيجة سريعة أو حاسمة بعيد المنال.