في الجنو.ب: قريتان خاليتان من السكان

  • Jun 30, 2024 - 7:39 am

بات لكل بلدة جنو.بية، لا بل لبنانية، قصة مع الاحتلا.ل والعد.وان الإسر.ائيلي، المتواصل على لبنان منذ احتلا.ل فلس.طين في العام 1948، إذ إن مخالب العد.وان الإجر.امية وبصماته لاتزال واضحة وراسخة على جبين العديد من القرى الجنو.بية، ومنها الحدو.دية كقرى البستان ويارين ومروحين، المحاذية للحد.ود مع فلس.طين في قضاء صور.

هذه القرى وجاراتها الأخرى معدومة الحياة والأمن، وتلفها المخاطر من كل حدب وصوب، المتأتية من المواقع الإسر.ائيلية التي تتربص بالبلدة، ونتيجة للحر.وب الإسر.ائيلية عليها، والتي لها تاريخ طويل في مآسي مسلسل التهجير، والذي كان آخره مع تاريخ بدء العد.وان في 8 أكتوبر من العام الماضي.

بلدة البستان التي لا تبعد سوى عشرات الأمتار عن المواقع الإسرا.ئيلية المقابلة عند الحدود، عرضة في شكل دائم لقص.ف تلك المواقع وعمليات التمشيط بالأسل.حة الرشا.شة.

تبعد البستان عن بيروت 140 كيلومترا وعن مركز المحافظة في صيدا 98 كيلومترا وعن مركز القضاء في صور 36 كيلومترا.

ارتبط اسمها ببركة المياه الزراعية الضخمة والتي تعرف ببركة ريشا، وقد طالتها يد الغدر والاجر.ام، حيث ارتكبت فيها إسرا.ئيل في العام 1977 مجزرة ذهب ضحيتها اكثر من 26 شهيدا، ولاتزال هذه الحادثة ماثلة في أذهان الجميع.

رئيس البلدية عدنان الأحمد شرح لـ «الأنباء» تاريخ ومراحل العد.وان الإسر.ائيلي على البلدة، فقال «انها من القرى الحدودية التي تقع على الخط الأزرق في قضاء صور، وقد تعرضت للقص.ف الفو.سفوري مع بداية الحر.ب مرات عدة، وأدت إلى اصا.بة العديد من الأهالي بحالات اخت.ناق».

ولفت إلى «ان موقعي بركة ريشا وحدب البستان، هما مصدر تهد.يد دائم للمنطقة، ويستهد.فان بقية مناطق القطاع الغربي والاوسط».

وأضاف الأحمد «عدد سكان البلدة حوالي 3000 نسمة، وعدد المقيمين في الأيام الطبيعية 1300، وحاليا هي من البلدات التي أخلاها سكانها كليا مع بدء العدوان، ولم يعد يوجد فيها سوى 3 عائلات تقوم بتربية الماشية».

وأكد رئيس البلدية «ان الغار.ات الإسرا.ئيلية وعمليات القص.ف، أدتا إلى تدمير عدد من المنازل، واحتراق مساحات زراعية واسعة نتيجة القص.ف بالقذ.ائف الفوسفو.رية والحا.رقة».

وأشار إلى «ان مواقع الاحتلال الإسر.ائيلي على الحد.ود، تقع ضمن نطاق وخراج البلدة العقاري».

ولفت إلى «ان الحد.ود مع فلس.طين كانت أبعد من ذلك، وبعمق 300 متر نحو الداخل الفلس.طيني، وان القوات الإسرا.ئيلية تعمد إلى قضم الأراضي اللبنانية تدريجيا، وهذا ما حصل مع بلدة البستان والقرى المحيطة لها، كنا نرى الحد.ود في السبعينيات أبعد من اليوم».

وذكر الأحمد انه «في العام 1977، تعرضت القرى الحد.ودية البستان ويارين ومروحين في قضاء صور وبلدة حانين في قضاء بنت جبيل، للتهجير الكلي على أيدي ميليشيا سعد حداد التي كانت تتعامل مع إسر.ائيل وقتذاك، حيث دخلت عناصر من تلك الميلي.شيا بتغطية من القوات الإسرا.ئيلية إلى تلك القرى، وارتكبت مجز.رة كبيرة في بلدتي البستان ويارين في 2 يوليو 1977، وذهب ضح.يتها 24 شخصا من النساء والأطفال، كما تم ته.جير اهالي بلدة حانين بزنار القص.ف المد.فعي».

وتابع «بين العامين 1983 و1984، وبعد الاجتيا.ح الإسر.ائيلي في العام 1982، عاد حوالي 10% من الاهالي إلى تلك القرى، وكان غالبيتهم من كبار السن، وقاموا بترميم منازلهم، إلى ان تمت العودة الكبرى العام 2000 بعد اندحار القوات الإسرا.ئيلية، وارتفع عدد سكان البلدة المقيمين زهاء 40%، أي بحدود 1200 نسمة».

وأضاف «في حر.ب العام 2006، تعرضت البلدة مجددا للتهجير، وبعدها عاد الاهالي وجددوا بناء منازلهم من مغتربين ومقيمين. وبالنسبة إلى بركة ريشا، فهي تابعة جغرافيا وعقاريا للبلدة وملك البلدية، وتقع على الخط الازرق مباشرة، وتبلغ مساحتها حوالي 7000م2، ومخصصة لري المزروعات في البلدة»، لافتا إلى ان الموقع الاسر.ائيلي يبعد عن البركة 70 مترا.

وشدد على «ان اسر.ائيل دولة توسعية ولا تريد السلام، ولا تحترم حقوق الانسان، وهي دولة تريد الحر.وب لقضم الأراضي العربية»، معتبرا «انه عندما تحل القضية الفلس.طينية، تحل جميع الامور والمشاكل».

وتمنى ان «تتوقف الحر.ب ويحل السلام ويعود الاهالي إلى قراهم وبلداتهم الجنو.بية، ولكن مع هذا العد.و ليس هناك من سلام، وقد تعودنا على الاعتد.اءات الإسر.ائيلية منذ قيام الكيان الص.هيوني في العام 1948».

مروحين

المشهد نفسه ينسحب على بقية البلدات الأخرى المحاذية للحد.ود، وبلدة مروحين التي تعتبر الاخيرة جغرافيا في قضاء صور لجهة بنت جبيل، تحدها بلدات: راميا وشيحين والزلوطية والبستان، وحد.ود فلس.طين المحتلة التي لا تبعد سوى 30 مترا، وتقابلها مستعمرة زرعيت في فلس.طين التي يوجد فيها مواقع إسرا.ئيلية عدة بالاضافة إلى موقع بركة ريشا، وتقوم بالاعتد.اء على البلدة وجوارها.

يبلغ عدد سكانها الاصليين 4000 نسمة، والمقيمين بشكل دائم 1200 نسمة، وقد كتب التاريخ انه في 10/10/2023 أخليت من السكان، ولم يبق فيها أي فرد.

رئيس البلدية محمد صالح غنام قال لـ «الأنباء» ان المنطقة لا تعرف الاستقرار والهدوء، وهي باتت تعيش في شكل دائم على وقع القص.ف المد.فعي وهدير الطائرات الحر.بية، منذ العام 1948. وأشار إلى «ان إسرا.ئيل تعمل على تد.مير القرى والبلدات الحد.ودية، لتصبح مناطق مكشوفة أمامها». ولفت إلى «انه أحصي تدمير 53 منزلا بشكل كلي، بينها مدرسة البلدة و37 منزلا دمارا جزئيا».

ولفت إلى ان «عدد العائلات المقيمة في البلدة 143 عائلة، وقد نزحت جميعها من البلدة باتجاه صور وبيروت، مع بداية الحر.ب الإسر.ائيلية».

ونظرا إلى صعوبة الوصول إلى البلدة، والخطر الذي يلف المنطقة جراء حركة الطائرات الحر.بية والمسيرات في الأجواء، قال غنام «نتابع أوضاع البلدة من خارجها، والمرة الاخيرة التي زرناها كانت في عيد الاضحى المبارك، بعد التنسيق مع قيادة الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية».

وتابع «قصتنا مع العد.و الإسر.ائيلي قديمة، ففي العام 2006 ارتكبت إسر.ائيل مجزرة في البلدة، وكانت حصيلتها عشرات الشهد.اء من النساء والأطفال، حيث طلبوا منا إخلاء البلدة خلال ساعتين، وفعلنا، وقد رافقت قافلة سيارات الاهالي طائرة إسرا.ئيلية حتى منطقة شمع ـ البياضة وهناك انقضت على قافلة الاهالي وألقت حممها على النساء والاطفال».

وأضاف «في العام 1977 تم إخلاء البلدة على أيدي عناصر ميلي.شيا سعد حداد، وبعد الاجتيا.ح عاد الاهالي، إلى ان تمت العودة الكبيرة العام 2000».

أحمد منصور – الأنباء الكويتية