لبنان يعود إلى “مسار هوكشتاين”… وهذا ما يسعى إليه

  • Jan 5, 2024 - 7:33 am

بعد الخطاب الأخير للأ.مين العام لحز.ب ال.له ح.سن ن.صر.ال.له، الذي أشار فيه بغاية الوضوح إلى عدم نيّة الحز.ب الذهاب إلى التصعيد أو الحر.ب الشاملة، عاد لبنان إلى الرهان على المسار الدولي والدبلوماسي لاستعادة الهدوء على الجبهة الجنو.بية، خصوصاً على المساعي الأميركية التي يقودها المبعوث الرئاسي الأميركي لشؤون أمن الطاقة آموس هوكشتاين، فيما يدور الحديث عن سلّة شاملة للحلول لا تقتصر على وقف المواجهات مع إسر.ائيل جنو.باً وإنهاء الفراغ الرئاسي المتمادي. 

ووصل هوكشتاين أمس، الى إسر.ائيل، ليبحث مع المسؤولين هناك سبل ضمان عدم الانزلاق الى تصعيد على الجبهة اللبنانية، وكذلك الشروط التي يمكن أن تضمن عودة الهدوء إلى الحد.ود التي شهدت حالة من الاستقرار منذ حر.ب 2006 حتى 7 أكتوبر 2023. وفيما يحضّر هوكشتاين لزيارة بيروت، وهو ما كشفت عنه «الجريدة» قبل حوالي أسبوع، لا يستبعد مراقبون أن يحصل تصعيد في الجنو.ب من قبل حز.ب ال.له أو الإسر.ائيليين، حيث يسعى كلا الطرفين إلى تحسين شروطهما لوضعها على طاولة المفاوضات غير المباشرة.

ورغم ذلك، أصبح من الواضح أن رهان اللبنانيين، بما في ذلك حز.ب ا.لله، على المساعي الدولية والدبلوماسية يتزايد، فرئيس مجلس النواب نبيه بري يشير بوضوح إلى رفض لبنان الذهاب إلى حر.ب، محملاً إسر.ائيل مسؤولية التصعيد وخرق القرار 1701. ويشدد بري على أن حز.ب ا.لله يأخذ بعين الاعتبار المصلحة الوطنية وظروف البلد القاسية والخيارات الضيقة، لذلك هو لا يريد الذهاب إلى الحر.ب، لأن تداعياتها ستكون سلبية جداً على البلد، وهو ما أشار اليه كذلك ن.صر.ال.له في خطابه أمس الأول. ويرى بري أن اغتيا.ل القيا.دي في «ح.ما.س»، صا.لح العا.رو.ري، بالضا.حية الجنو.بية لبيروت، هو تصعيد خطير من شأنه أن يوتر الأجواء على الرغم من الاتصالات التي تُجرى مع الحز.ب في سبيل تفادي التصعيد، لكنّه يلفت في الوقت نفسه الى أن العملية أظهرت بوضوح أن إسر.ائيل تخرق القرار 1701، وهذا يقوّي موقف لبنان التفاوضي.

وفي خطوة تسلّط الضوء على كيفية ترابط وتكامل الملفات في لبنان، كان بري يستعد للقيام بمبادرة رئاسية جديدة أو تحرّك رئاسي بعد عطلة الأعياد، لكنه اضطر الى الإرجاء، في انتظار تداعيات اغتيا.ل العار.وري.

وانطلاقاً من كلام بري وخطاب نص.رالله، فإن الوقائع تمنح فرصة جديدة لهوكشتاين، الذي أصبح الرهان اللبناني عليه جامعاً، للخروج من معادلة الاستنزاف القائمة، لكن حز.ب ال.له يجد نفسه غير قادر على التراجع خطوة إلى الوراء، مادامت الحر.ب على قطاع غ.ز.ة مستمرة. ومن هنا يمكن صد مسارين يحكمان المشهد، الأول التحضير لمرحلة ما بعد وقف إطلاق النا.ر في غ.ز.ة، والثاني ضمان عدم توسّع أو تصعيد الموا.جهات في جنو.ب لبنان. وهذا ما تتركز عليه الجهود السياسية والدبلوماسية اللبنانية رداً على كل الاتصالات الدولية التي تتلقاها بيروت، حيث يؤكد المسؤولون اللبنانيون أن حز.ب ال.له لا يزال يلتزم بنفس القواعد، بينما إسرا.ئيل هي التي تخرقها وتعمّق من استهد.افاتها وتنتقل إلى العمليات الأمنية والتصفيات.

ووفق المعلومات، سيطالب لبنان هوكشتاين بالضغط على إسر.ائيل لوقف هذا التصعيد، وإحياء معادلة كانت قد نوقشت معه سابقاً، لإبقاء نطاق المواجهة ضمن مسافة تتراوح بين 3 و5 كلم، وبحد أقصى 7 كلم، إلا أن اسر.ائيل لم تلتزم بها. وفي إسر.ائيل يعتزم مسؤولون إسرا.ئيليون إبلاغ هوكشتاين أنه من دون التوصل إلى اتفاق دبلوماسي لإبعاد حز.ب ال.له عن الحد.ود، فإنه لن يتمكن من إعادة السكان إلى البلدات الشمالية، حسبما ذكرت هيئة البث الإسرا.ئيلية (كان) أمس. وكانت إسرائيل طالبت بابتعاد الحز.ب 10 كيلومترات عن الحدود.

من جهة أخرى، يبقى الرهان على هوكشتاين مرتبطاً كذلك بوقف الحر.ب على غز.ة وإطلاق مسار سياسي لمعالجة النقاط التي أصبحت معروفة فيما يتصل بترسيم الحد.ود البرية بين لبنان واسر.ائيل والانسحاب من 13 نقطة حدودية متنازع عليها، إضافة إلى إيجاد صيغة لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر عبر وضعها تحت سيطرة الأمم المتحدة، على أن يكون ذلك مرتبطاً بمسار البحث عن تسوية رئاسية.

كل ذلك يبقى قائماً مادامت إسر.ائيل لم تلجأ الى تفجير الوضع في جنو.ب لبنان أو تكرار عملياتها الأمنية في مناطق متفرقة منه لتصفية قيادات ومسؤولين في حز.ب الله أو «حما.س».

منير الربيع – الجريدة