أوكرانيون وروس احتفلوا بعيد الميلاد الأرثوذكسي على وقع المعارك

  • Jan 7, 2023 - 10:47 pm

احتفل الأوكرانيون والروس، السبت، بعيد الميلاد الأرثوذكسي، فيما تستمر المعارك في عدة نقاط من جبهات القتال، رغم وقف إطلاق النار أحادي الجانب، الذي أعلنه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

وأكد الجيش الروسي، السبت، التزامه وقف إطلاق النار حتى منتصف ليل السبت (21:00 بتوقيت غرينتش)، مستنكرًا استمرار القصف المدفعي الأوكراني على مواقعه.

وأضاف أن القوات الروسية صدت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية عددا من الهجمات التي شنّها الجيش الأوكراني في شرق أوكرانيا وبأنها قتلت العشرات من الجنود الجمعة.

واعتبرت أوكرانيا الهدنة الروسية “ضربا دعائيا” لكسب الوقت، فيما نددت واشنطن وباريس ولندن وبرلين والاتحاد الأوروبي بالإعلان.

وسمع مراسلو وكالة فرانس برس في مدينة تشاسيف يار في شرق أوكرانيا دوي قصف متواصل طيلة فترة قبل الظهر.

وفي باخموت مركز المعارك شمالا من هذه المدينة، سجل مراسلو وكالة فرانس برس الجمعة تبادلا للقصف المدفعي من جانبي الجبهة في الساعات التي تلت بدء سريان وقف إطلاق انلار الإحادي الجانب. غير أنّ قوّة الضربات كانت أخفّ مقارنةً بالأيّام السابقة.

وأفادت النيابة العامة الأوكرانية، أن شخصان قتلا وأُصيب 13 آخرون الجمعة في باخموت التي أصبح جزء كبير منها مدمّر بسبب القتال وحيث مني المعسكران بخسائر كبيرة.

وقالت السلطات الأوكرانية إن القوات الروسية قصفت أيضًا منطقة خيرسون (جنوب) الجمعة، ما أسفر عن مقتل مسعف وإصابة سبعة أشخاص آخرين.

كنيسة أوكرانية مستقلة
ويحتفل البلدان السبت بعيد الميلاد الأرثوذكسي حسب التقويم الشرقي. ويشكل المسيحيون الأرثوذكس الغالبية في روسيا كما في أوكرانيا.

في روسيا، وقف  بوتين وحيدا خلال قداس منتصف الليل في كنيسة في الكرملين.

وهنأ في رسالة نشرها الكرملين، السبت، المسيحيين الأرثوذكس بالعيد قائلا إن المناسبة مصدر إلهام “للأفعال والتطلعات الطيبة”.

وقال إن جمعيات كنسية “تدعم جنودنا المشاركين في عملية عسكرية خاصة”، مستخدما التسمية الرسمية للكرملين للهجوم.

في أوكرانيا، شارك مئات المؤمنين في قداس في دير كهوف كييف الذي كان يخضع سابقًا لسلطة بطريركية موسكو لكنه أصبح في ديسمبر تحت سيطرة الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المستقلّة.

وأحيا القداس المتروبوليت إيبيفاني، وهو رئيس هذه الكنيسة التي استقلت عن بطريركية موسكو بين 2018 و2019.

وقالت قائدة الجوقة فيرونيكا مارتينيوك (19 عاما) لوكالة فرانس برس “انتظرنا وقتا طويلا قبل أن يتم تسليمنا هذا المكان. إنه حدث تاريخي بالفعل، كان ينتظره جميع الأوكرانيين”.

ومن جهتها، قالت المصلّية أوكسانا سوبكو (47 عاما) “لكلّ بلد كنيسته. ونحن لدينا كنيستنا الخاصة – هذا جيد جدًا، كنيسة أوكرانية، هكذا يجب أن تكون”.

 إرسال أسلحة
في تشاسيف يار، قرب جبهة القتال، تجمّع سكان محليون في قبو بدلً من الذهاب إلى الكنيسة في نهاية الشارع، خوفًا من القصف. ولم يبقَ من مجموعة المؤمنين الذين كان يزيد عددهم عن المئة في هذه المدينة إلّا تسعة.

وتقول زينايدا أرتيوخينا (62 عاما)، وهي العضو الوحيد المتبقي في جوقة الكنيسة، “الحمد الله، نحن مجتمعون. هذا يكفي”.

وحتى لو تم احترام إعلان وقف إطلاق النار الذي أعلنه بوتين، لم يكن ليوفّر إلّا 36 ساعة من الراحة في صراع شديد الحدة ومستمرّ منذ حوالى 11 شهرًا.

والجمعة، أعلنت الولايات المتحدة عن مساعدات عسكريّة لأوكرانيا بقيمة ثلاثة مليارات دولار، في حزمة قال البيت الأبيض إنّها ستتضمّن مدرّعات من طراز “برادلي” وناقلات جنود مدرّعة ومدافع هاوتزر ذاتيّة الدفع.

وقالت الرئاسة الأوكرانية إن “عام النصر هذا قد بدأ للتو”، مضيفة أن “الحزمة” الأميركية تشمل أيضًا صواريخ هيمارس الدقيقة وصواريخ سي سبارو المضادة للطائرات.

وجاء هذا بعد إعلان متحدّث باسم الحكومة الألمانيّة الجمعة أنّ بلاده ستُرسل 40 مدرّعة من طراز “ماردر” إلى الجيش الأوكراني في الربع الأوّل من 2023، في أوّل إعلان عن عمليّة تسليم ملموسة لهذا النوع من المعدّات.

وتعتبر إمدادات الأسلحة الغربية ضرورية لكييف وقد مكنتها خصوصا من تنفيذ هجوم مضاد فعال أبعد القوات الروسية من منطقة خاركيف في الشمال الشرقي ومن مدينة خيرسون في الجنوب.

وتجمّدت الجبهة إلى حد كبير بفعل فصل الشتاء، لكن أوكرانيا عبّرت عن خوفها من هجوم روسي جديد.

المصدر: فرانس برس