رويترز: حزب الله يستعدّ لسيناريو “الانهيار”!!!

  • Apr 16, 2021 - 5:26 pm

ذكرت ثلاثة مصادر مطلعة لوكالة “رويترز”، أن “حزب الله” يقوم باستعدادات تحسباً لانهيار تام للبلد، عبر إصدار بطاقات حصص غذائية واستيراد أدوية وتجهيز صهاريج لتخزين الوقود من إيران.

هذه الخطوة التي تعدّ استجابة لأزمة اقتصادية خطيرة، ستمثل توسعاً في الخدمات التي يقدمها الحزب إلى قاعدة دعمه الشيعية الكبيرة، بشبكة تشمل جمعيات خيرية وشركة بناء ونظام تعويضات.

تلقي هذه الخطوات الضوء على المخاوف المتزايدة من انهيار الدولة اللبنانية، وهو الوضع الذي تصبح السلطات فيه غير قادرة على استيراد الغذاء أو الوقود من أجل تفادي الظلام. كما تبرز الدور المتنامي لـ”حزب الله” في التعامل مع الأزمة بخدمات يوفرها عادة ما تكون من اختصاصات الحكومة.

تعكس هذه الخطة أيضاً، المخاوف في لبنان من أن يدفع الانهيار الناس إلى الاعتماد على الأحزاب السياسية للحصول على الغذاء والأمن، كما كان الحال مع المليشيات خلال الحرب الأهلية.

وردّاً على سؤال لـ”رويترز” حول خطط “حزب الله”، قالت مستشارة رئيس حكومة تصريف الأعمال، ليلى حاطوم، إن البلاد “ليست في وضع يسمح لها برفض المساعدة”، بغضّ النظر عن السياسة.

كما قالت المصادر المؤيدة لـ”حزب الله”، والتي طلبت عدم نشر أسمائها، إن الخطة التي من شأنها التحضير للسيناريو الأسوأ المحتمل تسارعت مع اقتراب رفع الدعم في الأشهر المقبلة، مما يثير أشباح الجوع والاضطرابات.

انهارت العملة اللبنانية مع نفاد الدولار في البلاد، وعدم وجود أي خطة إنقاذ للدولة في الأفق. وارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 400 بالمئة. وأصبح الشجار في محلات السوبر ماركت شائعا الآن، وكذلك صور الأشخاص الذين ينبشون في القمامة بحثا عن الطعام. كما أسفر شجار حول مساعدات غذائية هذا الأسبوع عن مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين.

من شأن خطة “حزب الله” أن تساعد على حماية مجتمعاته – ليس فقط الأعضاء، ولكن أيضاً السكان الشيعة في المناطق التي لدى الحزب نفوذ فيها – من أسوأ ما يمكن أن ينتج عن الأزمة. ويقول المحللون إن الخطة يمكن أن تساعد على احتواء أي اضطراب في قاعدة “حزب الله” الأساسية.

وقال أحد المصادر، وهو مسؤول كبير، لـ”رويترز”: “الاستعدادات بدأت للمرحلة المقبلة. إنها بالفعل خطة معركة اقتصادية”.

شبكة ضخمة

وقالت المصادر إن بطاقة “حزب الله” التموينية الجديدة، تساعد بالفعل مئات الأشخاص على شراء السلع الأساسية بالليرة اللبنانية، وهي عبارة عن مواد إيرانية ولبنانية وسورية بسعر أرخص إلى حد كبير وبخصم يصل إلى 40 بالمئة بدعم من الحزب. ويمكن استخدام البطاقة، في تعاونيات بعضها جديد في ضواحي بيروت الجنوبية وأجزاء من جنوب لبنان حيث نفوذ “حزب الله”.

ولم تتطرق المصادر إلى تفاصيل الميزانية أو المستفيدين.

في السياق، قال الباحث الذي كتب كتاباً عن الاقتصاد السياسي لـ”حزب الله”، جوزف ضاهر: “كلهم يفعلون ذلك (…) لكن نطاق (حزب الله) أكبر وأقوى بكثير ولديه موارد للتعامل مع الأزمة.” وأضاف: “هذا يتعلق أكثر بالحد من الكارثة لقاعدته الشعبية. هذا يعني أن الاعتماد على (حزب الله) بشكل خاص سيزداد”.

العتمة والجوع

انتشرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي لأرفف مكدسة بالبضائع المعلبة، وقيل إنها من إحدى التعاونيات التابعة لـ”حزب الله” في لبنان، الأسبوع الماضي.

في هذا الإطار، قالت فاطمة حمود وهي في الخمسينيات من عمرها، إن البطاقة التموينية تسمح لها مرة واحدة في الشهر بشراء الحبوب والزيوت ومواد التنظيف لأسرتها المكونة من ثمانية أفراد. وأضافت: “إنهم يعلمون أننا في حالة سيئة. من دونهم، ما الذي كنا سنفعله في هذه الأوقات الصعبة؟”.

وقال مصدر شيعي ثانٍ إن “حزب الله” ملأ المستودعات ووزع البطاقات لتقديم الخدمات إلى عائلات لا تنتمي إلى الحزب، كما سدّ الثغرات في السوق اللبنانية حيث المواد البديلة‭‭‭ ‬‬‬عموماً تعدّ أرخص وأكثر شيوعاً من ما قبل الأزمة. وأشار إلى أن البطاقة تقدم حصة، على أساس حجم الأسرة، لاحتياجات مثل السكر والطحين.

هذه البضائع مدعومة من “حزب الله” أو تستوردها شركات حليفة له، أو تأتي من دون رسوم جمركية عبر الحدود مع سوريا.

وأضاف المصدر أن “حزب الله” لديه خطط مماثلة لاستيراد الأدوية. وقال بعض الصيادلة في الضاحية الجنوبية لبيروت إنهم تلقوا تدريبات على التعامل مع ماركات إيرانية وسورية جديدة ظهرت على الرفوف في الأشهر الأخيرة.

كما ذكر مصدران لـ”رويترز”، أن الخطة تشمل تخزين الوقود من إيران، فيما تحذر وزارة الطاقة اللبنانية من احتمال انقطاع التيار الكهربائي. وقال المسؤول الكبير إن “حزب الله” يسعى لإيجاد أماكن تخزين الوقود في سوريا المجاورة، مضيفاً: “عندما نصل إلى مرحلة العتمة والجوع، ستجدون أن (حزب الله) اتّجه نحو الخيار الثاني وهذا قرار خطير. عندها الحزب سيقوم مقام الدولة”.

وتابع: “إذا وصلنا إلى ذلك الوقت يكون الحزب قد اتخذ احتياطاته لمنع الفراغ”.