ناصحا الحريري بعدم الاعتذار.. ميقاتي: عون يتصرف وكأنه لا يزال رئيساً للتيار الوطني الحر

  • Dec 28, 2020 - 10:53 pm

أكد رئيس الحكومة السابق ​نجيب ميقاتي​ أنه لا ينصح رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ بالإعتذار عن ​تأليف الحكومة​ لأنه لا يرى أن الأكثرية النيابية تريد سحب التكليف منه، لافتاً إلى أن المبادرة الفرنسية هي التي حركت إستقالة حكومة تصريف الأعمال برئاسة حسان دياب، مشيراً إلى أنه بعد ذلك تم تكليف السفير اللبناني في إلمانياً ​مصطفى أديب​، لأن شروطها كانت تتضمن تشكيل حكومة أخصائيين لها مهمات محددة ولفترة محددة.

واضاف ميقاتي في حديث لقناة “ال بي سي آي”  أنه عندما وجد أديب أن ال​سياسة​ ستدخل على الخط هو من قرر الإعتذار، مشيراً إلى أن الحريري بعد ذلك أعلن أنه مرشح طبيعي لرئاسة الحكومة، وقبل يوم واحد من الإستشارات أوحى رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ بأنه لا يبارك خطوة تكليف الحريري.

استغرب  ميقاتي  عدم القدرة على إيجاد حل في هذا الملف بعد 14 جولة من الإجتماعات بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، قائلاً: “أشعر بأن الكيدية دخلت على الخط وأن ليس هناك كيمياء بين الجانبين”، مؤكداً أن “هناك مصلحة بالتعاون بين الجانبين على أن يكون الحكم للدستور”.

وشدد رئيس الحكومة السابق على أن رئيس الجمهورية يجب أن يكون فوق كل الأفرقاء، معتبراً أن عون يتصرف كما لو أنه لا يزال رئيساً لـ”التيار الوطني الحر”، مؤكداً أن “الكلمة الفصل يجب أن تكون ل​مجلس النواب​، ورئيس الجمهورية لا يشارك في السلطة التنفيذية بل هو فوق كل السلطات”، مضيفاً: “يجب أن ننتهي من سياسة التعطيل”، سائلاً: “حتى لو تشكلت الحكومة، ما الذي يضمن نجاحها في ظل الكيدية المتبعة؟”

وأشار ميقاتي إلى أن الحريري قدم لرئيس الجمهورية تشكيلة حكومية من ثمانية عشر وزيراً، وكان لمس تجاوباً من فخامته ولكن تبين أن عون يبدل موقفه باستمرار، قائلاً: “لتشكل الحكومة وليحدد مجلس النواب موقفه من منح الثقة لها أو عدمه وليمارس كل فريق نيابي دوره في هذا المجال”.

وشدد ميقاتي على أن “صلاحيات رئيس الجمهورية الدستورية لا تحصى وله الكلمة الفصل في كل الأمور، لكنه هو الذي يعرقل من حساب سنوات عهده”، مضيفاً: “نصيحتي لعون أن يسرع في تشكيل حكومة تترك بصمة مميزة في نهاية عهده”.

وتوجه ميقاتي بالشكر للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على المبادرة التي قام بها، لافتاً إلى أنه بحسب كلامه، في عظته خلال عيد الميلاد وفي رسالة عيد الميلاد، هو متألم بسبب شعوره بعدم المسؤولية عند المسؤولين، مؤكداً أن المبادرة الفرنسية قد تجمد في بعض الوقت لكنها تبقى صالحة في ظل وجود الرئيس إيمانويل ماكرون، الحريص على مساعدة لبنان كلما سنحت الفرصة، إلا أنه شدد على أن المطلوب أيضاً من اللبنانيين مساعدة باريس.

ورأى رئيس الحكومة السابق أن “من المؤسف أن الغطاء العربي للبنان مجمد منذ فترة”، مشدداً على أن “هذا أمر محزن وحرام على الدول العربية أن تتخلى عن لبنان لأنه الأحب الى قلوبهم وهم الأحب الى قلوبنا”.

ورداً على سؤال، اعتبر ميقاتي أن “المطالب التي طرحها الناس في بداية الثورة مطالب محقة ويجب الاستماع إليها ومنها طرح الانتخابات النيابية المبكرة”.

كما شدد ميقاتي على أنه “لا خيار لنا إلا اتفاق الطائف وإذا تم تطبيقه بشكل جيد فهو الأفضل”، معتبراً أن موازين القوى حالياً لا تسمح بتغيير هذا الإتفاق.

بالنسبة إلى التحقيقات في إنفجار مرفأ بيروت، شدد رئيس الحكومة السابق على أنه أمام الدم الذي سقط والتفجير الذي هدم العاصمة لا خط أحمر على أحد، مشيراً إلى أن “الهبة التي حصلت هي عبارة عن موضوع الدستور”.

وأوضح ميقاتي أنه “عندما قرر قاضي التحقيق العدلي القاضي فادي صوان الإستماع إلى رئيس حكومة تصرف الأعمال والوزراء لم يعترض أحد، لكن عندما يدعي الدستور حدد محكمة خاصة لمحاكمة الرؤساء الوزراء”، مذكراً بأن رؤساء الحكومات السابقين هم أول من كان دعا إلى لجنة تحقيق دولية من أجل معرفة حقيقة ما حصل.

وأكد ميقاتي أنه مستعد للإدلاء بإفادته في موضوع دخول الباخرة الى المرفأ في مرحلة تصريف الأعمال أيام حكومته، مع أن البضاعة تم إفراغها عند تشكيل الحكومة الجديدة، مشدداً على أنه لم يتلق أي مراسلة في موضوع الباخرة ولا مسؤولية له كرئيس للحكومة في دخول البواخر الى المرفأ.