الدعم عالقٌ في عنق المماطلة… واللبناني يواجه مصيراً أسوداً

  • Dec 16, 2020 - 8:35 am

في حين تدور ملفات ترشيد الدعم في أروقة المماطلة في مجلس الوزراء بإنتظار ‏إتخاذ القرارات الجريئة التي من شأنها معالجة الأزمة حتى تشكيل حكومة، كشف رئيس الإتحاد العمالي العام بشارة ‏الأسمر في حديث مع جريدة “الأنباء” الالكترونية عن “نية الحكومة رفع إقتراحات قوانين ذات الصلة الى مجلس ‏النواب من أجل إقرارها”، لافتا الى أن “الإتحاد أجرى إتصالات مع مختلف المعنيين في الساعات الأخيرة، قضت إلى ‏التوصل نحو تفاهمات من المفترض أن تدخل حيز التنفيذ قريبا‎”.‎

وأوضح الأسمر أن “التفاهمات نصّت على نقاط أساسية، منها المحافظة على سعر الطحين بكافة أنواعه وعدم رفع ‏الدعم عنه، ما يعني أن المنتجات المصنوعة من الطحين ستبقى أسعارها على حالها، على أن تُسلم الكميات نفسها التي ‏كانت تُسلم في السابق، اي لا خوف على رغيف الخبز والمعجنات بمختلف أنواعها‎”.‎

أما في ما خص الدواء، فأشار الأسمر إلى أن “الإتحاد، وفي إجتماعاته مع وزير الصحة، توصّل إلى تفاهم يقوم على ‏تخفيض حجم فاتورة الإستيراد بنسبة 20%، أي ما يوازي 200-250 مليون دولار، وذلك عبر الإعتماد على الدواء ‏الجينيريك اللبناني، وتخفيف عدد الجينيريك المستورد ومراقبة الأسعار، إضافة إلى مبدأ المعاملة بالمثل، أي إستيراد ‏الجينيريك من دولة وإبرام إتفاق معها على تصدير جينيريك لبناني، وغيرها من الإجراءات‎”.‎

وأعلن الأسمر عن “موافقة دياب على الطروحات المقدمة، وعزمه ترجمتها إلى مشاريع قوانين في المجلس النيابي، ‏وبناءً عليه، رفعنا إضرابنا، إلّا أنه خيار متاح دائما، وسيكون الإضراب أقسى في حال عاد المعنيون عن وعودهم”، ‏منوها بـ”فعالية تحرّك الإتحاد وتهديده بالإضراب الذي دفع إلى التوجه في المسار المذكور‎”.‎

إلّا أن الأسمر لفت إلى أن “الحلول المطروحة جميعها آنية قد تستمر لأشهر معدودة، ويبقى الحل بتشكيل حكومة ‏لتتحمل مسؤولياتها‎”.‎

من جهته، رأى رئيس جمعية حماية المستهلك زهير برو في إتصال مع جريدة “الأنباء” الالكترونية أن “الأمور لا ‏زالت تركد مكانها، ولم يتم إتخاذ أي قرار بعد في ملف الدعم، والحكومة تنتظر حاليا الجهة التي ستستمر في تمويل ‏الدعم، أكان مصرف لبنان أم وزارة المالية”، معتبرا أن “سياسة الدعم الحالية أربكت العملية الإقتصادية للبلاد برمتها‎”.‎

إلّا أن برو أبدى تفاؤله “لجهة مناقشة الحكومة إحتمال التوجه نحو البطاقة التموينية، التي تعني توجيه الدعم المباشر ‏للعائلات الأكثر فقرا، وإلغاء كافة أشكال الدعم على السلع”، لكنه شدّد على “ضرورة وضع آلية عادلة بالنسبة لتوزيع ‏المبالغ على الأُسر، وإجراء دراسة دقيقة لتقسيم هذه العائلات وفق شطور، تبعا لعدد أفراد العائلة، حجم إنتاجها ‏وحاجاتها”، كما تخوّف من الفساد والزبائنية‎.‎

أما لجهة دعم المحروقات، وبعد الحديث عن إحتمال إستيراد النفط من العراق على أن يتم السداد لاحقا، كشف عضو ‏نقابة أصحاب المحطات جورج براكس في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية أن “الحكومة العراقية موافقة ضمنيا ‏على هذا التوجّه، والتباحث يجري حاليا على الأسعار”. إلّا أن معوقات عدة ذكرها براكس تعترض مسار نجاح العملية، ‏‏”فهل سيرسل العراق نفطا مكررا أم خاما؟ في حال تم الإتفاق على النفط المكرر، فتكلفة نقله بحرا مكلفة جدا، أما في ‏حال إستيراده خاما، عبر الضخ بأنابيب من العراق مرورا بسوريا وصولا إلى طرابلس، فأين نكرر النفط؟ علما أن ‏مصفاة طرابلس غير صالحة للتكرير، بل هي مستودعات للتخزين فحسب‎”.‎

وتوقّع براكس “إستمرار الأمور على ما هي عليه حتى السنة الجديدة، لكن وفي حال إنتهت الكتلة النقدية الأجنبية، ‏فاللبناني سيواجه مصيرا أسودا، يتمثل في إنقطاع مختلف المواد، من المحروقات إلى المواد الغذائية وغيرها، ولا ‏يمكن حل الأزمة الحالية إلّا عند التوجّه نحو حكومة‎”.‎