ما تأثيرات قانون قيصر على المساعدات الأميركية للجيش اللبناني؟

  • Jun 19, 2020 - 8:07 am

وسط ما يحكى عن قانون قيصر ورد اسم الجيش اللبناني او المساعدات العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة الأميركية الى اليرزة من ضمن لائحة العقوبات المحتملة وان الجيش لن يكون بمنأى عن تاثيرات قانون قيصر إذا لزم الأمر، وقد جرى ربط ذلك بحركة السفيرة الأميركية الداخلية دوروتي شيا ومواقفها خصوصا ان السفيرة شيا زارت قبل فترة قصر بعبدا بعد صدور توصية الكونغرس الأميركي على ابواب المرحلة التنفيذية للمباشرة بقانون قيصر الذي يطال حلفاء حزب الله في الداخل، والتسريبات ان العقوبات الأميركية قد تتطور في اتجاه وقف المساعدات العسكرية للجيش اللبناني.

وفق مصادر مطلعة لم يتبلغ الجانب اللبناني او اليرزة اي معلومات او تفاصيل في شأن العقوبات وما قيل عن وقف المساعدات الأميركية وبرامج الدعم العسكرية من ضمن خطة التسلح بين اليرزة وواشنطن هو مجرد أخبار ليس أكثر ومن ضمن الشائعات التضليلية والتهويل السياسي، ولم تنجح الضغوط التي حصلت في مراحل ماضية واستمرت المساعدات على شكل تقديم السلاح او التدريب العسكري حيث ثبت ان هناك قراراً واضحاً من قبل الأميركيين لتحييد العلاقة بين واشنطن واليرزة عن الصراع بين لبنان و اسرائيل من جهة وعن التوتر بين الأميركيين وحزب الله.

وفق محللين استراتيجيين فان هناك علاقة عسكرية بين وزارة الدفاع الاميركية والجيش رغم الضغوط الاسرئيلية المتكررة والتقارير الاستخباراتية التي كانت تدفع لخربطتها بالحديث عن تأثيرات ونفوذ حزب الله داخل المؤسسة العسكرية، الا ان العلاقة لم تتأثر على اعتبار ان دعم واشنطن للجيش منفصل كليا عن النظرة الاميركية لحزب الله، فالعلاقة بين اليرزة والولايات المتحدة الاميركية قائمة على الثقة وتنظر واشنطن الى الجيش اللبناني على انه حليف استراتيجي لها في قضايا مكافحة الارهاب في المنطقة ، وقد زار قائد الجيش العماد جوزف عون واشنطن عدة مرات منذ تسلمه قيادة الجيش وغالبا ما يشارك السفراء الأميركيون في المناورات العسكرية حيث كانت تسجل علاقة جيدة للسفراء الاميركيين باليرزة .

زودت الولايات المتحدة الاميركية القوى المسلحة اللبنانية بسلاح ساعد الجيش في مهامه القتالية وحروبه على الارهاب الذي تسلل الى العمق اللبناني وساهمت في تقوية عمل الاجهزة الامنية وقدراتها المخابراتية والعسكرية، وكذلك فعلت فرنسا وبريطانيا ولو بصورة محدودة وأقل من الاميركيين وكان واضحا في محطات كثيرة ان المساعدات تخطت اطار الهبات المتواضعة وصارت اكثر شمولية وبسلاح نوعي

وفق اوساط ديبلوماسية هناك قناعة ان الجانب الاميركي لن يوقف مساعداته للجيش من منطلق ان الجيش ينفذ القوانين الدولية و مهمات محددة ولم ينخرط في اعتداءات او مواجهات مباشرة ضد دول معينة ويلتزم المواثيق الدولية كما تأكد ان الجيش اللبناني استعمل السلاح الذي أعطي له في مهمات داخلية معقدة وهو قام بدوره كجيش قوي من فئة الجيوش الكبرى في قتال ارهاب داعش في الجرود ومعركتي عرسال ونهر البارد وضرب الحالة الأسيرية وتوقيف ارهابيين .

استمرار المساعدات العسكرية الدولية الى لبنان تعني ان هناك رضى دولياً على دور الجيش في حماية الاستقرار وان لبنان يحظى بدعم الدول الكبرى في هذا المجال خصوصاً ان القوى المسلحة اللبنانية اثبتت جدارة في التعامل مع الاحداث الأمنية والمجموعات الارهابية .

في السابق كان التنافس الدولي لدعم الجيش واضحا بين اميركا والاوروبيين، فالقرار الغربي بتسليح الجيش يعود الى عشرات السنين فالولايات المتحدة الأميريكية بدأت دعم الجيش منذ العام 2004 وليس هناك اشارات برغبتها ابطاء او وقف مساعداتها ولا مضاعفة وتيرتها .

استمرار الدعم الاميركي اليوم مرتبط بعدة عوامل، ان يبقى الجيش على الحياد السابق في المسائل السابقة وعدم التورط في صراعات المنطقة ، والحفاظ على العلاقة السابقة ارتياح الأميركيين لدور الجيش واداء المؤسسة العسكرية خصوصاً ان الجيش يملك عقولاً قتالية ويتميز ضباطه وعناصره بقدرات كبيرة وعلاقة واشنطن بالقيادة العسكرية في افضل حالاتها ويمكن الركون الى الاستقبال الاخير لقائد الجيش ولقاءاته مع المسؤولين في الزيارة الاخيرة له الى واشنطن لتبيان الثقة بالمؤسسة العسكرية والاهمية التي توليها الولايات المتحدة الاميركية لدور الجيش اللبناني في حفظ الامن والاستقرار.

ابتسام شديد – الديار