اشتداد “ليّ الأذرع” في الإقليم اللاهب… وجبهة الجنو.ب على عَصْفها

  • Jan 18, 2024 - 8:00 am

على وقع اشتداد «لعبة ليّ الأذرع» في المنطقةِ بين طهر.ان وخصومها على تخوم «حر.ب غز.ة» والتي بات مسرحُها يمتدّ من جبهة جنو.ب لبنان، مروراً بسورية والعراق، وصولاً إلى إير.ان وباكستان، وبينها اليمن والبحر الأحمر، ارتفع «حَبْسُ الأنفاس» في ظلّ عدم قدرةِ أي جهةٍ على تَلَمُّسِ، ولو طرف خيْطٍ، في كيفية خروج الجميع، قوى دولية وإقليمية، من «الشِباك» وإعادة هدوءٍ إلى الشرق الأوسط يُخشى ألّا يكون حصوله ممكناً إلا على أنقاض انفجارٍ أوسع يتيح فتْح مَسارب لحلٍّ متعدد الساحة.

وعلى وهْج الضر.بات المحمّلة بالرسائل المتف.جّرة التي وجّهتْها طهر.ان، عبر الأراضي العراقية والسورية والباكستانية، واعتُبرت «بدلاً عن ضائع» اسمه تَفادي الاحتكاك المباشر مع كل من إسر.ائيل والولايات المتحدة ومحاولةً لإرساء تَوازُن ردْعٍ مع وضْع حلفائها وأذرعها في محور الممانعة في «سلّة واحدة» من استهدافاتٍ «بالمفرّق»، وذلك على قاعدة بدء استهداف مَن تعتبرهم إيران أذرعاً لخصومها في ساحاتٍ عدة، لم يكن ممكناً قراءة أفق الوضع في جنو.ب لبنان من خارج هذا «البازل» البالغ التعقيد والذي تتداخل قِطعه في شكل يصعّب استشرافَ «رسم تشبيهي» لمَخرج طوارئ يجنّب المنطقة الصِدام الكبير.

وفي حين خطفتْ الضر.باتُ الإير.انية «المتعددة الساحة» الأنظارَ عن مجريات حر.ب غز.ة و«أخواتها» ولا سيما على جبهة الجنو.ب التي شهدت غار.ات وقص.فاً إسرا.ئيلياً على بلدات عدة وعمليات من «حز.ب الله»، فإنّ علاماتِ استفهام كبرى تُطرح ليس فقط حول مجرياتِ الميدانِ المشتعلِ في القطاع الذي «يُحرق حياً» ومدى تأثير ما أعلنت واشنطن انه «تَحَوُّل إسر.ائيل الآن إلى مرحلة أقلّ شدة في جنو.ب وشمال غز.ة»، بل إزاء الأبعاد العميقة التي عبّر عنها أمران:

– اصطدامُ الولايات المتحدة بحقيقة مُرّة بدأ خصوم إدارة الرئيس جو بايدن، الأميركيين، يرشقونه بها لجهة عدم نجاحه في احتواء إير.ان ووقوعه في «فخ» إزالته الحوثيين باكراً عن قائمة الإر.هاب، وهو ما تداركه البيت الأبيض بمعاودة إدراج هؤلاء على القائمة نفسها، أمس.

– وَخَبُّط تل أبيب المستمرّ في مواجهةِ «فشلها الشامل» في التعامل مع القضية الفلس.طينية والذي انفجر بوجهها في 7 أكتوبر، ومضيّها في سلوكٍ أقرب إلى «التنين الهائج» في التعاطي مع «خطرٍ أخطبوطي» تراكَمت عناصره على مرّ الأعوام وارتسم بالنار حولها منذ «طو.فان الأ.قصى».

«جبهة ديبلوماسية»

وانشدّت بيروت أمس إلى «جبهة ديبلوماسية» ازدحمت بمواقف ولقاءات، عزّزت المَخاوف من آتٍ أعظم ما لم يحدث اختراقٌ سريع مازالت تلفّه «أسلاك شائكة» عدة، وأبرزها:

– إعلان وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن «أن هناك مخاطر كبيرة وواقعية لامتداد الحر.ب إلى جميع أنحاء الشرق الأوسط».

– تحذير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أنّ أيّ «مواجهة شاملة» بين لبنان وإسر.ائيل ستكون «كارثية تماماً».

– تشديد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الأهمية التي يوليها للبنان، مذكّراً بالجهود التي بذلتْها باريس بهدف تجنّب اتساع رقعة الحر.ب فيه. وقال: «بالنسبة إلى قرارت مجلس الأمن المتعلقة بحدود لبنان، عبّرنا عن حذرنا الشديد منذ البداية بهدف تجنُّب توسيع رقعة الحر.ب في المنطقة وتفادي أن يلتحق حز.ب الله بالحرب ويقوم بتهديد أمن أسر.ائيل وأن يمتدّ النز.اع في لبنان».

وأضاف ماكرون: «فرنسا متمسكة بسلام لبنان واستقراره وقمنا منذ البداية بتمرير ونقل رسائل مباشرة وغير مباشرة لجميع القوى السياسية اللبنانية، وجميع القوى العسكرية، وعملْنا كل ما يمكن لتجنّب التصعيد، وقدّمنا مقترحات عدّة في الأسابيع الماضية، إلى جانب الولايات المتحدة، للإسر.ائيليين من أجل التقدّم حول هذه المسألة، ونعتقد أنه لا بدّ من احترام القرارات، خصوصاً أن تتوقف الضر.بات التي شُنّت خلال الأسابيع الماضية وكذلك ان يتم وضع حدّ للتوغل، وان يتمّ احترام القرار 1701 من الجانبين (…) ورسالتنا لمختلف الجهات ضرورة تجنّب أيّ تصعيد لأنّه ليس في مصلحة أحد».

– ما كشفه وزير الخارجية الإير.اني حسين أمير عبداللهيان عن أنّ الأمين العام لـ «حز.ب الله» السيد حس.ن نص.رال.له أكّد له أنّ «هجما.ت الحز.ب على إسرا.ئيل ستتوقف إذا أوقفت حر.ب غز.ة»، مضيفاً أنّ «الحلّ هو وقف الحر.ب والتهجير القسري، وفتْح الممرات الإنسانية».

لقاءات منتدى دافوس

– تأكيد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في لقاءاته الديبلوماسية الدولية والعربية خلال مشاركته في أعمال «المنتدى الاقتصادي العالمي» في دافوس «أولوية العمل على وقف إطلاق النا.ر في غز.ة وإدخال المساعدات الإنسانية الى القطاع تمهيداً للعودة إلى البحث في حل سلمي من خلال الاعتراف بالحق الفلس.طيني بالعيش في وطن آمن»، داعياً «الدول الفاعلة إلى الضغط على إسر.ائيل لوقف تعدياتها على جنو.ب لبنان وانتهاكاتها المستمرة للسيادة اللبنانية».

وجدد ميقاتي «تأكيد التزام لبنان بمندرجات الـ 1701 وسائر القرارات الدولية»، مطالباً «بالضغط على إسرا.ئيل لتطبيق القرار كاملاً والعودة الى الالتزام بكل القرارات الدولية منذ اتفاقية الهدنة الموقّعة عام 1949».

وكانت لقاءات ميقاتي شملت الأمين العام للأمم المتحدة، وزير الخارجية الأميركي، وزير الخارجية الإيراني، رئيس وزراء الأردن بشر الخصاونة، رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني، رئيس وزراء تونس أحمد الحشاني، رئيس وزراء باكستان أنوار الحق كاكر، رئيس وزراء هولندا مارك روته، ووزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس.

وفي موازاة ذلك، بقيت مواقف أدلى بها ميقاتي لعدد من وسائل الإعلام العربية محور اهتمام وبينها قوله لقناة «الحدث» إن لبنان يدعو الى «تهدئة واستقرار طويل المدى على الحدود مع إسر.ائيل (…) وبدأنا التحضير لاستقرار طويل المدى في الجنو.ب»، وتشديده على أنّ «لبنان يجب أن يكون بعيداً عن أيّ صر.اع»، وتأكيده أن «قرار السلم في يد الدولة اللبنانية والحر.ب خسارة للجميع»، قبل أن يضيف: «إنّ قرار الحر.ب جاء من(حز.ب الله)وهو يردّ على الاستفزازات الإسر.ائيلية»، مع إشارته إلى «أن لبنان لا يستطيع أن يتحمل تبعات الحر.ب الآن».

وعلى وقع هذه التطورات، لم يهدأ الميدان جنو.باً وسط توقّفٍ عند ما أوردته وسائل إعلام إسر.ائيلية عن «أن حز.ب الله يفرض بالنيران حزاماً أمنياً يمتد عدة كيلومترات من الحدود والحكومة تردّ بخطابٍ فارغ».

ومساءً أعلنت «كتا.ئب القسا.م – لبنان» انها «قصفت ثكنة ليمان العسكرية في الجليل الغربي شمال فلس.طين المحتلة برشقةٍ صار.وخيةٍ من 20 صار.وخاً إنطلاقاً من جنو.ب لبنان، في سياق الرد على المجا.زر الصه.يونية بحق المدنيين في قطاع غز.ة واغتيا.ل القادة نائب رئيس المكتب السياسي في الحركة صا.لح العار.وري وإخوانه بالضا.حية الجنو.بية في لبنان».

“الراي” الكويتية