كتبت يولا هاشم في “المركزية”:
بعد استعصاء حلّ أزمة النزوح السوري وفشل الجهود لإعادتهم إلى بلادهم، في ظل الموقف الدولي والاقليمي غير المبالي، تتساءل أوساط سياسية عمّا إذا كانت الدولة تعتزم التحرك دولياً لمواجهة ملف النازحين، عبر وفد يزور الامم المتحدة ويقدّم مذكرة يطلب فيها لبنان من المنظمة الدولية انقاذه من الطغيان البشري السوري وقد باتت نسبته تتجاوز 40% من الشعب اللبناني وتشكل هذه النسبة مع اللاجئين الفلسطينيين وعاملات المنازل والعمال الموسميين اكثر من نصف الشعب اللبناني.شأن يهدد كيان ووجود لبنان.
واقترحت الاوساط ان يطلب لبنان من الامم المتحدة رعاية الخروج السوري م
ن لبنان، على ان تواكب هذه الخطوة وفود سيادية تزور عواصم القرار والفاتيكان لدعم خطة عودة النازحين السوريين، خصوصا وان سوريا لا تقدم اي جهد لإعادة رعاياها . فهل يتحرك لبنان دولياً لدفع الملف؟
النائب بلال الحشيمي، الذي شارك الوفد النيابي في جولة على الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها من دول صنع القرار، يؤكد لـ”المركزية” ان الاوروبيين في الوقت الحاضر يعتبرون ان الوضع في سوريا غير آمن، لذلك ليسوا في صدد طرح إعادة السوريين الى بلادهم.
ويعتبر ان “اللجوء الى الامم المتحدة طرح جيد، لأن معظم الدول التي زرناها بمعية النائب فؤاد مخزومي أبلغتنا ان الوضع السوري غير آمن، ولذلك لا يمكنها الدخول في هذا الموضوع حاليا لإعادتهم، وسمعنا الحديث نفسه من كل الأطراف التي التقيناها”.
وعما إذا كانت الامم المتحدة قادرة على المساعدة، يجيب: “برأيي، في الوقت الحاضر سيكون للجميع الرأي نفسه، والامم المتحدة لا يمكنها القيام بأي امر. يمكنها وقف الدفع للنازحين، لربما من شأن ذلك ان يساعد على عودة قسم منهم الى سوريا، لكن في الوقت الحاضر، أصبح من الواضح ان قضية النازحين غير مطروحة على اي طاولة. وكل من التقيناهم طلبوا منا المحافظة عليهم في لبنان، وهناك خوف لدى اوروبا من تدفقهم اليها، ويفضلون تركهم في لبنان. كما ان الكلفة أقل، لأنها بدل ان تدفع الفي دولار للنازح شهريا في اوروبا تدفع له 200 في لبنان”.
ويشير الحشيمي الى ان ” الملف مجمد بانتظار ان تهدأ الامور في سوريا، لكن كلنا نذكر عندما خرج الرئيس السوري بشار الاسد منذ فترة وقال بأن “اصبح هناك نوع من التوازن في سوريا”. ما قاله ليس بسيطا، هذا يعني أنه مسرور لأن قسما كبيرا من الطائفة السنية تهجرت من دمشق وحلب وغيرها من المناطق. في العادة يهتم الرئيس بمواطنيه، لكن عندما نجد رئيساً لا يهتم ولا يطلبهم فهذا غير مريح، ومعناه أنه يريد ان يبقوا في بلدان مختلفة بعيدا عنه”.
ويختم: “عندما زرنا كوفد نيابي بمعية النائب فؤاد مخزومي، الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ومعظم الدول العربية وتحدثنا مع القوى السياسية الاساسية الفاعلة، تحدثنا اكثر عن قضية لبنان وعن صندوق النقد الدولي وليس تحديداً ملف النزوح، وبالتالي يمكن تشكيل وفد الى الامم المتحدة يحمل هدفاً واضحاً، ويتحدث بشكل خاص في ملف النازحين وكيفية معالجته”.