الحجار: يبقى التمويل الأصغر أداة أساسية لتعزيز الاقتصاد المحلي

  • Dec 9, 2023 - 11:34 am

وزعت مؤسسة ميشال عيسى للتنمية المحلية وشركة ڤيتاس برعاية وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال الدكتور هكتور حجار وحضوره الى راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون شهادات انجاز المشاريع الممولة، ضمن برنامج دعم وتمويل المشاريع الصغيرة في قضاء جبيل ، خلال احتفال اقيم في قاعة كنيسة مار زخيا في بلدة عمشيت تحت شعار “معا للتنمية المحلية في قضاء جبيل “، شارك فيه الرئيس الفخري للمؤسسة ميشال عيسى والرئيس الدكتور طوني عيسى ، مدير شركة ڤيتاس زياد الحلبي والمسؤولة الميدانية للشركة عن قضاء جبيل ردينة الرحباني ، خادم الرعية الخوري شربل ابي العز وعدد من كهنة الرعايا واصحاب المشاريع.

بعد النشيد الوطني وفيلم وثائقي عن عمل المؤسسة القت عريفة الاحتفال رنا صياح كلمة اشارت فيها الى ان هذه المشاريع ابصرت النور بفضل نشر كهنة الرعايا خطوط المشروع على اهالي قضاء جبيل مؤكدة ان هذا المشروع اظهر مدى التزامنا القوي لتعزيز التنمية المستدامة ، وهو جزء من جهودنا لدعم الاعمال الصغيرة وتحفيز الاقتصاد المحلي .

واعتبر عيسى في كلمته ان “التنمية المحلية هي في الاحوال الطبيعية حاجة دائمة وملحة ، فكم بالحري في احوالنا هذه مشيرا الى انها ليست مجرد توفير مساعدة او تقديم دعم ، بل هي ابعد من ذلك بكثير ، لا بل يكاد يكون لها ابعاد وجودية لمجتمعنا ولبلدنا “.

وقال: “قبل الاحوال التي نعيشها اليوم ، كان الحديث عن وجوب عدم تفريغ القرى والبلدات الصغيرة من سكانها وتجنب نزوحهم الى المدن الكبيرة ، اليوم صار الحديث اخطر بكثير حيث يكثر الحديث عن تفريغ البلد برمته ، وعن هجرة ابنائه ونزوحهم نحو بلدان الاغتراب ، وانطلاقا من ذلك ، المسؤولية كبيرة على عاتق الجميع” .

ولفت الى ان “مؤسسة ميشال عيسى للتنمية المحلية ، انشأناها قبل الظروف الاخيرة على خلفية دعم المجتمع المحلي والتنمية المحلية ، مؤكدا ان دورها رأيناه كبيرا منذ ذلك الحين . فكم بالحري اليوم” .

وقال : “آلية القروض الصغيرة او ما يعرف بالتمويل ودعم المشاريع والمهن والحرف والاعمال الصغيرة اثبتت فعاليتها في كونها رافعة مهمة ضمن المجتمعات المحلية ، فهي لا ترتكز فقط على مجرد الدعم المالي ، بل ان هذا الدعم هو جزء من كل ، اذ تبدأ بدراسة الحاجات ومساعدة المستفدين على اعداد خطة اعمال ودراسة جدوى ثم ترافقهم في كل المراحل التحضيرية والتنفيذية وصولا الى الاستمرار في تقييم النتائج بعد انجاز المشاريع” .

واضاف: “ليس هذا المشروع هو الاول الذي ننفذه . الجديد هذه المرة هو اننا ننفذه في مثل هذه الظروف الاستثنائية ، وهذا ما دفعنا صوب ان نتوجه مطرانية جبيل المارونية ولسيادة راعي الابرشية” .

وشكر حجار لرعايته هذا الاحتفال آملا استمرار التعاون لما فيه خير ابناء الوطن .

ولفت الحلبي في كلمته الى اننا “نجتمع اليوم في ظل ظروف غير مسبوقة، حيث يواجه لبنان واحدة من أصعب الأزمات المالية في تاريخه المعاصر فالوضع الذي نمر به ليس مجرد تحدٍ اقتصادي، بل هو اختبار حقيقي لمرونتنا وقدرتنا على الإستمرار.

ورأى ان هذه الأزمة، بكل تعقيداتها وتداعياتها، أثرت بشكل عميق على جميع أطياف المجتمع اللبناني، وبخاصة المجتمعات الريفية التي وجدت نفسها اليوم أمام تحديات كبرى نذكر منها الظروف الاقتصادية المتدهورة، والتقلبات في سوق العمل، وانخفاض القوة الشرائية، مما أثر سلبًا على قدرتها على الإنتاجية والنمو. مؤكدا انه في مواجهة هذه الظروف الصعبة، يبقى التمويل الأصغر أداة أساسية لتعزيز الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل من خلال دعم الأعمال الصغيرة، التي تُعد ركيزة أساسية في المجتمعات الهشة لضمان العيش بكرامة، خاصةً النساء والشرائح الأكثر ضعفاً.

وقال : من هنا أتت الشراكة مع مؤسسة ميشال عيسى للتنمية المحلية ، ننتشارك وأياهم نفس أهداف التطوير والدعم والتنمية ، تمحورت هذه الشراكة كسابقاتها حول صرف دفعة جديدة من القروض المدعومة من مؤسسة ميشال عيسى للتنمية المحلية لتمويل أصحاب المشاريع الصغيرة من مزارعين وتجار, واصحاب مصالح في بلاد جبيل ، واليوم، بينما نختتم هذا المشروع الإنمائي، أود أن أشكر مؤسسة ميشال عيسى للتنمية المحلية على هذه الشراكة البناءة التي دامت لأكثر من عشر سنوات.إن هذه الشراكة نموذجاً مميزاً للتعاون نحو تحقيق أهدافنا المشتركة في دعم التنمية المحلية في بلاد جبيل ونتطلع قدماً لمواصلة هذا المسار، املين بتجديد هذه الشراكة لخير المنطقة واهلها

وتحدثت الرحباني عن مجريات المشروع والمراحل التي قطعها وقالت : المستفيدون , أصحاب مشاريع منذ اكثر من سنة , من منطقة جبيل أو مقيمين فيها, وليس لديهم أية مشاكل مصرفية . من شبان وشابات , آمنا بأن توجههم لعمل مشاريع خاصة بهم , يصقل مهاراتهم .الى سيدات , سعينا جاهدات في هذه الظروف الصعبة , للمساهمة في مداخيل عائلاتهم من خلال مهنهم التي اتقنوها في قراهم , مؤمنين أن النحلة التي تعمل , ليس لها وقت أن تحزن . وآباء ابوا ان يتركوا بلدهم وقراهم , وسعوا بكل جهد الى تطوير مشاريعهم”.

وبعدها تمت دراسة الملفات من قبل اللجان المختصة , ليتم اختيار 80 مستفيدا بين قروض مدعومة وهبات .

واضافت: “ها نحن اليوم , بعد صرف القروض والهبات بفترة شهرين , نقطف سويا” ثمار نجاح هذا العمل , خاصة” بعد ان عاينا خلال الزيارة الثانية , ان كلا منهم قد حقق ما كان يطمح اليه في مشروعه، فكان النجاح مشتركا” .

وختمت : “نهنئكم جميعا” مساهمين ومستفيدين , فقد اثبتم ان ان ابجدية النجاح , هي الجرأة والقدرة والابداع , ومهما ساء الزمن , فذوو الإرادة الطيبة يزيلون كل العثرات”.

واعتبر المطران عون في كلمته انه عندما تلتقي محبة الانسان مع الكرم والمهنية عندها نستطيع ان نرى ثمارا مستدامة مباركا هذا المشروع .

وقال: عندما اخذت مؤسسة ميشال عيسى للتنمية هذا الخيار بعيدا عن الشعبوية بهدف مساعدة اي شخص يفكر الانطلاق بمشروع يستطيع من خلاله تكبيره وتوسيعه فاننا نأمل ان تكون هذه المبادرات موجودة على مساحة الوطن باكمله كي لا يبقى هناك انسان محتاج ، ويشعر ان لديه كرامة في حياته لنستطيع جميعا تخطي الظروف الصعبة التي نعيشها .

وشدد على التعاون الذي قام بين المؤسسة والابرشية من خلال كهنة الراعايا لمئ الاستثمارات بعيدا عن ان حسابات خاصة مؤكدا اهمية المعابير الانسانية المطلوبة والتي اعتمدت في هذا الخصوص .

وتحدث عن الفكر التنموي للوزير حجار من خلال المشاريع التي نعرفها عن قرب من خلال ” رسالة سلام ” آملا اللقاء دائما في مثل هذه المناسبات يبقى الانسان بكرامته هو الاساس .

والقى حجار كلمة قال فيها : “لبنان يمر اليوم بمرحلة صعبة جدا فمنذ العام 2019 حتى اليوم حيث يعاني من مجموعات مشاكل اذا جمعناها مع بعضها البعض فان مفعولها اكبر من قنابل نووية ، فهناك الازمة السياسية والاقتصادية والمالية ، انفجار مرفا بيروت ووباء كورونا ، والعدد الكبير من النازحين السوريين المنتشرين في كل انحاء لبنان وهذا النزوح فاق طاقة لبنان ، واليوم المشكلة الكبيرة في ظل ما يجري على الحدود الجنوبية” .

وتابع : “امام هذا الواقع هناك استجابة للقايم بما يسمى الدعم النقدي ، حيث العائلات التي فقدت اموالها في المصارف ، والذين اصابهم ما اصابهم جراء انفجار مرفأ بيروت ، وما يجري في الجنوب فكل هذه العائلات بحاجة الى دعم ومالي وغذائي ولكن هذا الدعم عليه ان يكون مشروطا ومؤقتا ومربوط ببرنامج تخريج من الفقر” .

واكد ان “الدولة منذ تسلمه وزارة شؤون الاجتماعية تدعم 175 الف عائلة لبنانية بمبلغ يتراوح بين المئة دولار و145 دولار اي ربع الشعب اللبناني مشيرا الى انه عندما توقفت المساعدات كانت ردة الفعل سلبية من قبل تلك العائلات في حين انه لو كان لدينا برنامجا رديفا للدعم النقدي لتمكين هذه العائلات للخروج من الفقر لكنا خرجنا عددا من الـ 175 عائلة ، يتكل على ذاته او ندعمه بشكل اقل”.

ووصف ما قامت به مؤسسة ميشال عيسى للتنمية بالعمل الانساني بعيدا كل البعد عن الزبائنية والعمل السياسي ، فذهبت بالتخريج من الفقر بدعم مالي مبني على التخصص وادارة مالية مستقلة وتنقيته المشاريع .

وقال : “بدأنا في وزارة الشؤون الاجتماعية منذ اشهر في مؤسسة عملية الخروج من الفكر وعقدنا اجتماعات مع عدد كبير من الجمعيات لنفكر معا كيف يمكننا في العام 2024 ان نأخذ اشخاصا مستفيدين من برامج الدعم المادي ومساعدتهم وتمكينهم وبخاصة النساء وذوي الاعاقة ، وان نمأسس في لقب الدولة كيفية حصول عملية التمكين واعطاء شهادات تخريج على مستويات مختلفة وكيفية تأمين المبالغ المالية لتكون الداعم الاول للعمل سواء اقتصاديا او اجتماعيا” .

واعرب عن سروره كيف ان القطاع الخاص كان السباق في هذا المضمار آملا قيام هذه الشراكة بين الوزارة ومؤسسة ميشال عيسى للتنمية وشركة فيتاس ومع باقي المؤسسات والمبادرات في لبنان وصولا الى مساعدة العائلات المحتاجة كلها .

وكشف ان “العمل جار مع وزير الصناعة لاصدار رخص حرفية موحدة من وزارة الشؤون الاجتماعية موقعة من وزارة الصناعة ليستطيع الحرفيون والعائلات التي استفادت من هذه الاموال فتح باب تصدير لمنتجاتهم” . وشكر للمطران عون “التعاون ووضع الاطار الرعوي كضامن لنجاح هذا المشروع مثنيا على دوره في خدمة الابرشية على كافة المستويات” .

وختم : “بمثل هذه المبادرات سيكون لبنان في المستقبل” .

بعد ذلك تم توزيع الشهادات وقدم عيسى دروع تقديرية بإسم المؤسسة لكل من الوزير حجار والمطران عون وتم قطع قالب حلوى وشرب الجميع نخب المؤسسة

ثم زار حجار الكنيسة واطلع من عيسى ومن خادمها على مراحل بنائها وتجهيزها .