ميقاتي نحو فصل الساحات… و”الحز.ب”: مجرّد النقاش غير ممكن!

  • Apr 27, 2024 - 8:01 am

خلال اجتماع لجنة الشؤون الخارجية، فوجئ النواب بموقف لافت لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي يتعلق بفصل ساحة الجنو.ب عن حر.ب غز.ة وتحييدها، لأنّ الوضع لم يعد يحتمل مزيداً من الخراب والدمار. أسف ميقاتي لحجم الد.مار الهائل في القرى والبلدات الجنو.بية، وقال إنّ الأوضاع لا يمكن أن تستمر على ما هي عليه، مشيراً إلى أنّ فرنسا كما الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين سيعاودان طرح وقف جبهة الإسناد لغز.ة من الجنو.ب، خصوصاً أنّه لا يبدو أنّ هذه الحر.ب ستتوقف قريباً.

الاجتماع المخصص للبحث في ملف النازحين السوريين والاطلاع على الخطة التي أعدتها الحكومة لعرضها في الاجتماع المقرر الشهر المقبل في بروكسل، تحوّل في جانب منه إلى حلقة نقاش حول الحر.ب المشتعلة في الجنو.ب حيث عبّر نواب «القوات» و»التيار الوطني الحر» عن رأيهم في ضرورة وقف هذه الحر.ب تجنّباً لحر.ب اسرا.ئيلية واسعة على لبنان، فيما كان مفاجئاً تبدل موقف ميقاتي لناحية حديثه المستفيض عن الأضرار والد.مار الهائل الذي لحق بالبلدات في الجنو.ب نتيجة القص.ف الإسر.ائيلي، وهو يخرج عن قدرة لبنان في التعويض على الأهالي. كما كان مفاجئاً طرحه فصل الجنو.ب عن حر.ب إسرا.ئيل في غز.ة ووقف حر.ب الإسناد انطلاقاً من الجنو.ب، والمختلف عما يقوله ويعلنه من مواقف سبق وعبّر عنها من أنّ الحر.ب في الجنو.ب لا يمكن أن تنتهي إلا بوقف الحر.ب على غز.ة. ولمح ميقاتي خلال الاجتماع إلى أنّ فرنسا كما الولايات المتحدة الأميركية ستعاودان طرح مبدأ فصل الساحات بين غز.ة ولبنان.

ما قاله ميقاتي استدعى اعتراضاً من نائب «حزب الله» إبراهيم الموسوي الذي رفض ضبط ساعة لبنان على التوقيت الأميركي. وقال لرئيس الحكومة إنّ الموقف يفترض أن ينطلق من سيادتنا الوطنية ومصالحنا الإستراتيجية وضبط ساعتنا على وقع مصالحنا الوطنية والقومية وليس على وقع ما يقوله هوكشتاين وغيره وهو الذي يسعى في زيارته لبنان الى تحقيق مطالب اسرائيل وحماية مصالحها.

يلمس «حز.ب ال.له» وجود حملة تهويل قوية على لبنان الرسمي انطلاقاً من الحكومة في محاولة للضغط من أجل وقف المواجهة جنو.باً بينه وبين اسر.ائيل، خاصة أنّها غير قادرة على إعادة المستوطنين إلى الحدود الشمالية، وقد ضرب موسمها السياحي في الشمال وتوقفت الصناعات الأساسية، فضلاً عن الإستنزاف العسكري لجيشها. بدا ميقاتي الآتي من فرنسا أنه باتت لديه مقاربة مختلفة. وربطاً بزيارته فرنسا فإن كلام ميقاتي فُسّر على أنّه خلاصة ما تبلغه عقب لقائه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ويحمله وزير خارجيته ستيفان سيجورنيه للبحث عن فصل ساحة الجنو.ب عن غزة تحت التهديد بالحر.ب.

وتقول معلومات موثوق فيها إنّ زيارة الموفد الفرنسي إن حصلت فغايتها تقديم عرض يفصل ما تشهده غز.ة وما ستشهده ر.فح عن ساحة الجنو.ب، مع صيغة جديدة لتطبيق القرار 1701. ولا تستبعد أوساط ديبلوماسية أن يكون الموقف الفرنسي منسقاً مع الولايات المتحدة وغايته جس النبض حول امكانية البحث مع «حز.ب ال.له» في فك المسارات مقابل التزام اسر.ائيل الانسحاب إلى الحد.ود البرية المتفق عليها بعد أن تتعهد بوقف عد.وانها على لبنان. وتابعت المعلومات أنّ فرنسا، كما موفد الولايات المتحدة آموس هوكشتاين، سيسعيان إلى الضغط على لبنان لتجنيبه ضربة إسر.ائيلية محتملة متى فشل رئيس وزراء اسر.ائيل في تحقيق أهدافه في ر.فح. ولأجل ذلك عُلم أنّ ما يطرحه خلف الكواليس ليس متعلقاً بإنسحاب «حز.ب ال.له» كيلومترات شمال الليطاني، إنما إعادة تموضع وبحث في امكانية وضع صيغة جديدة تنهي الحر.ب وتؤمن الإستقرار على الحد.ود من الجهتين.

وإزاء «الحملة» عليها فقد أبلغ «حز.ب ال.له» رئيس حكومة تصريف الأعمال أنّه طالما العد.وان على غز.ة قائم فـ»حز.ب ال.له» سيستمر في حر.به ضد اسر.ائيل. أما في شأن ما سمعه من ميقاتي وآخرين عن طروحات فرنسية وأخرى أميركية تتعلق بتطبيق القرار 1701 وفصل الجبهتين، فإنّ مسألة الفصل غير واردة ولو من زاوية النقاش، أما الصيغ المتداولة فلم يتسلم صيغة جدية بعد ليكوّن موقفاً في شأنها.

أي صيغة جديدة فرنسية أو أميركية ستوضع في عهدة رئيسي الحكومة ومجلس النواب لإتخاذ الموقف منها. واذا كان ميقاتي عبّر عن موقفه أمام لجنة الشؤون الخارجية وصار يحتسب الحر.ب الدائرة في الجنو.ب بالخسائر فإنّ وزير خارجية فرنسا سيضع ما بحوزته في عهدة رئيس مجلس النواب نبيه بري، خصوصاً النقطة التي تتحدث عن عزل الجنو.ب عن حر.ب غز.ة، ولو أنّ الجواب صار في عهدة المعنيين مسبقاً. فأي جديد يحمله سيجورنيه؟ وهل تطور الوضع في رفح وفشل المفاوضات سيكونان سبباً لزيارة هوكشتاين؟ وهل ما يجري يتدارك ضربات إسر.ائيلية موجعة أو عملية عسكرية سريعة؟ أسئلة يرتئي «حز.ب ال.له» إرجاء الإجابة عليها إلى ما بعد زيارة الموفد الفرنسي الذي يقول إنّ هدف زيارته، وفق ما تبلغ، هو الوضع في الجنو.ب أولاً، ثم محاولة فصل الرئاسة عن الجنو.ب، أما الإنفصال عن غزة فهو «مرفوض. موقف نهائي لا نقاش فيه».

غادة حلاوي – نداء الوطن