ميقاتي: لبنان يدفع الثّمن

  • Nov 11, 2023 - 6:16 pm

ألقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي كلمة لبنان في”القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية” في الرياض بالمملكة العربية السعودية وجاء فيها: “على وقع الد.م العربي المتدفِّقِ في فلس.طين ولبنان من دون رادع، وبكاءِ الأطفالِ والنساءِ الثكالى فوقَ أشلاءِ الذين استُش.هدوا من أهلِنا، نجتمع اليوم لنؤكّد لأنفسنا أولاً ولكل العالم تاليًا، محورية قضية فلس.طين أرضاً وشعباً، وما تختزنه من قيم نؤمن بها جميعاً”.

وأضاف “أمام صورة المشهد الدا.مي في قطاع غ.ز.ة، وأمام مشهد الطفولة التي تُنْحَرُ هناك مع سبق الإصرار والترصد، وامام مشهد الاعتد.اء الاسرا.ئيلي القا.تل على الصحافيين والفتيات الثلاث اللاتي استش.هدن مع جدتهن بالغدر الاسرا.ئيلي في جنو.ب لبنان، وأمام مشهد التد.مير الممنهج… تسقط ُكلُّ مفردات الإدانة التي أثبتت الأيام أن إسرا.ئيل لا تقيم لها وزناً، ولا يردعها قانون دولي ولا ضمير انساني. لذلك، في هذه اللحظة التي تجمعُنا في بلاد الحرمين الشريفين، نحن مدعوون إلى التضامن والعمل المشترك من أجل إنقاذ فلس.طين وغ.ز.ة. كلنا استعرضنا الوضع الكارثي ولكن علينا أن ننتقل الى مربع القرار. فغ.ز.ة تستغيثكم فلا تردوها خائبة.

وتابع “فلس.طين قضية عربية أولًا وأخيرًا، ونكبتُها نزلَت بعالمنا العربي ومزَّقَت شرقَه عن غربِه، ومشروعُ التوسّعِ والت.هجير ما زال أساس السياسة الإسرا.ئيلية. لذلك، نحن مدعوون لأن نُطلق صرخة انسانية واحدة، بأن وجعَ فلس.طين هو وجعُنا، ود.مَها د.مُنا، ومصيرَها مصيرنا، فهي مهد السيد المسيح ومسرى الرسول عليه الصلاة والسلام. فعلينا العملُ معاً لوقف فوري غير مشروط لإطلاق النا.ر، وفتح المعابر وإدخال المساعدات لإخواننا في غ.ز.ة، واطلاق مسار سياسي جدّي وفعّال يدفع باتجاه حل عادل وشامل ودائم لقضيتنا المحورية. ومن أجل التوصُّل إلى حل للصر.زاع العربي الإسرا.ئيلي، يبقى “حل الدولتيْن” بمثابة أفضل المسارات للمضي قُدُماً والسعي إلى بناء مستقبلٍ أفضل لنا جميعاً على أساس “مبادرة السلام العربية” التي اطلقت في قمة بيروت عام 2002″.

وأضاف “إن ما يشهده جنو.ب لبنان حاليًّا من أحداث، وإن اعتُبِرَتْ في العمق صدىً للمآسي في قطاع غ.ز.ة، ليست في حقيقتِها سوى نتيجةٍ لتفاقم اعتدا.زءات إسرا.ئيل على السيادة الوطنية وخرقها المستمر والمتمادي للقرار الدولي رقم 1701. ولقد بادرت شخصيًّا منذ اندلا.ع أحداث غ.ز.ة إلى إطلاق النداءات العلنية للحفاظ على الهدوء ولضبط النفس على الحدود الجنوبية، ووجَّهْتُ التحذيراتِ، من تمدد الحر.ب التد.ميرية في غ.ز.ة إلى جنو.ب لبنان، ومنه إلى المنطقة. إن خيارنا في لبنان كان ولا يزال هو السلام، وثقافتنا هي ثقافة سلام مبنيةٌ على الحق والعدالة وعلى القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. لكننا شعب ما رَضِي، ولن يرضى بالاعتدا.ءات على سيادته وعلى كرامته الوطنية وسلامة أراضيه، وعلى المدنيين من أبنائه، وبخاصة الأطفال والنساء. وبالرغم من كل هذا وذاك، نُجدّد اليوم أمامكم التزام لبنان الشرعية الدولية – لا سيما القرار 1701 – ونُشدّد على ضرورة الضغط على إسرا.ئيل لتنفيذ كافة مندرجاته وإلزامها بوقف استفزا.زاتها وعد.وانها على وطننا”.

وختم “كنا في لبنان ولا نزال مع فلس.طين، ودفعنا – وما زِلْنا – ثمنَ العد.وان الإسرا.ئيلي. وما الوهنُ البادي على بنية دولتنا إلا بسبب وقوعِها على هذا الفالق الزلزالي الذي أدّى بها إلى الإيغالِ في الفراغ والتفريغ. لكننا تعوَّدْنا منكُم النجدة وأنتم أهلها، ولست بحاجة إلى التأكيد على أن جميع اللبنانيين من دون استثناء يقفون إلى جانب غ.ز.ة وفلس.طين، وهم يأملون أن يكون لهم جميع العرب حضنًا وحصنا لدرء الانهيار”.