كباش التأليف بين بعبدا والإليزيه: عون لن “يبصم”.. وهل يفعلها الحريري؟

  • Feb 11, 2021 - 8:04 am

بمعزل عن اللقاء بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، تتصرف دوائر الرئاسة الأولى على أساس أنّ الكلمة الفصل الأخيرة في التأليف ستبقى بيد رئيس الجمهورية ميشال عون، وكل جولات الحريري لن تغنيه عن الرضوخ في نهاية المطاف للشروط التي تخوله نيل توقيع عون على تشكيلته… على اعتبار أنّ كل “المشاورات الخارجية لا بد وأن تصبّ في مسار يصل في نهاية المطاف إلى مكتب رئيس الجمهورية، فإما يقتنع فيوقّع أو لا يقتنع فلا يوقّع”.

وما لم تقله الرسالة “عبر الأثير” عن كباش التأليف الحاصل بين بعبدا والإليزيه، نقلته مصادر ميرنا الشالوحي “بصريح العبارة” قائلةً: “على الجميع أن يعلم جيداً أنّ الرئيس عون لن يكون “باش كاتب” عند أحد لا في الداخل ولا في الخارج، وهو لن “يبصم” على أي تفاهمات داخلية ولا خارجية ما لم تمتثل لمطالبه باحترام الأصول الدستورية، وبالتالي ليس على الرئيس المكلف سوى أن يتعامل مع أمر واقع لا مفر له منه، ولو جال القارات السبع، وهو أنّ طريق التأليف يمرّ من بعبدا”.

وترى مصادر مراقبة في قراءتها لتصلّب الموقف العوني أنه يستند إلى خط الإسناد الذي يؤمنه “حزب الله” لـ”التيار الوطني الحر” في معركته الحكومية ضد الرئيس المكلف، موضحةً أنّ إيران تخوض راهناً هجوماً عسكرياً وسياسياً يمتد من اليمن إلى لبنان في الوقت الضائع بعد تولي جو بايدن زمام الإدارة الأميركية، وعليه فإنّه من المتوقع أن تشهد هذه المرحلة هجوماً مزدوجاً من “التيار” و”الحزب” على الحريري لدفعه إلى تقديم التنازلات كما حصل إبان تأليف الحكومة التي أعقبت انتخابات العام 2018 عندما تم حلّ عقدة تمثيل “القوات اللبنانية” ثم ما لبث أن اصطدم بعقدة تمثيل سنّة 8 آذار وتم دفعه إلى التنازل عن مقعد من حصته لصالح “اللقاء التشاوري”، ليبقى السؤال اليوم: “هل يفعلها الحريري ويتنازل مجدداً؟ سيّما وأنّ مصدر قوته الوحيد يكمن في استمراره بمعادلة عدم التنازل وعدم الاعتذار؟”.

نداء الوطن