زهرا: لا خلاص للبنان إلّا في مقاومة مشروع “الحزب”

  • Jul 26, 2023 - 11:01 pm

أكد النائب السابق أنطوان زهرا، أنّ “ما قبل اعتقال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وخلال تلك المرحلة وما بعدها، بقيت “القوات” مستمرّة في المقاومة دفاعاً عن فكرة لبنان الدولة السيدة الحرّة المستقلّة العادلة والحديثة. وتبلور نضالها في الاتّجاه الصحيح بدليل اندحار الاحتلال السوري أوّلاً وانكشاف مشروع “حزب الله” بمحاولة إخضاع لبنان واللبنانيين إلى ما لا يشبه التاريخ اللبناني وحاضره، وما لا يتطلّع إليه اللبنانيون مستقبلاً. هذا نهج “القوات” وتاريخها المؤتمن على نضالات وتضحيات دماء الشهداء لأجل الوصول إلى مشروع بناء الدولة”. وتتطلّع “القوات”، بحسب ما يقوله زهرا لـ”النهار”، إلى “اتّعاظ الآخرين الذين يتردّدون في اتّخاذ موقف واضح أو يعمدون إلى منطق المسايرة، مع آمالهم في تبديل الطبيعة العدوانية للمشروع المرتبط بفريق “حزب الله” في اتّجاه الدولة اللبنانية، وأن يكتشفوا ألّا سبيلاً لخلاص لبنان وتأمين استقراره وازدهاره إلّا في مقاومة مشروع “حزب الله” وما يشبهه من مشاريع يراد منها إلحاق لبنان بالمحور الممانع”.

ما استطاعت “القوات اللبنانية” تحقيقه بعد تحطيم السلاسل المقيّدة، تمثّل في “ربح أساسيّ” تضيء عليه مقاربة زهرا، لناحية “توسّع قواعدها الشعبية وتمثيلها النيابي من 5 نواب عام 2005 إلى أكبر كتلة نيابية على مستوى اللبناني بين كافة الطوائف. وإذ يؤكّد ذلك صوابية الخيارات التي انتهجتها “القوات”، يكمن الربح الكبير الآخر في كسر حلقة التعيين والفرض التي بدأت عام 1990 بعدما تحكّمت سوريا بالوضع اللبناني وحرفت اتّفاق الطائف عن نصوصه وأهدافه وروحيّته”. ويؤكّد زهرا “تصدّر “القوات” المعارضة الواضحة والبيّنة وقدرتها على إقناع مجموعة من المعارضات المتنوّعة التي لم يجمعها مشروع كامل حتى اللحظة، أن تكسر حلقة الرفض والابتزاز التي يمارسها “حزب الله” بعد حقبة الاحتلال السوري. ويُعتَبر ذلك ذات أهمية خلال مرحلة تضاؤل دور “حزب الله” المسلّح على مستوى الإقليم والصعيد المحليّ بعد التفاهم السعودي الإيراني الذي أنهى دوره كفصيل خارجي في الحرس الثوري الإيراني وأنهى انغماسه محلياً باعتباره الطرف الأساسي الذي سهّل ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل في اتّفاق دوليّ، وصولاً إلى إمساكه بالاقتصاد النقديّ كمشروع أصيب بنكسة كبرى ما شكّل ربحاً لـ”القوات” في التوقّف عن فرض ما يريده على مستوى الرئاسة والحكومة والسياسة الخارجية والدفاعية”.

وما لم تستطع “القوات” إحرازه رغم مشاركتها المباشرة في الحياة السياسية بعد 2005، يوجزه زهرا في “عدم الدخول إلى الدولة اللبنانية لأنّنا لم نستطع تكوين غالبية واضحة بل إنّ الغالبية النيابية التي حقّقتها قوى 14 آذار لم تستمرّ طويلاً نتيجة سياسة التنازلات بحسن نيّة ومن منطلق “إمّ الصبي”، في موازاة تعاظم نفوذ “حزب الله” وخطر الاهتزاز الأمنيّ والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. وقد أثبتت هذه السياسة عقمها، ونأمل أن يدرك حاملوا لواء العمل السياسي بأنّ المقاومة الحقيقية لأيّ مشروع يُراد منه تغيير وجه لبنان وهويّته وتاريخه هي السبيل الوحيد للازدهار والاستقرار”.​