العين على مقاربة فرنسية جديدة ستنتجها الجلسة

  • Jun 14, 2023 - 8:07 am

تُعقد جلسة الانتخاب الرئاسية اليوم، على وقع شدّ الحبال والتصعيد السياسي الأكبر منذ تاريخ بداية الفراغ، فكل طرف يسعى الى فرض نفسه لاعباً أساسياً في الاستحقاق، الذي لا يزال ينتظر التسوية الخارجية أولاً، فمن دون هذه التسوية التي ترسم المسار المستقبلي، لن يتراجع أي طرف عن مواقفه، على اعتبار أن التراجع المجاني لن يخدم احداً.

من حيث المبدأ، المسار الأهم بعد جلسة إنتخاب رئيس الجمهورية اليوم، سيكون على المستوى الدولي، انطلاقاً من النتائج التي ستفرزها التوازنات المحلية، على اعتبار أن هذا الأمر من الممكن أن يكون مقدمة لحراك خارجي جديد، يقوم على أساس الدفع نحو إنجاز الاستحقاق الرئاسي في وقت قريب

من هذا المنطلق، يمكن فهم تحديد الإدارة الفرنسية موعداً لزيارة المبعوث الرئاسي جان إيف لودريان بعد موعد هذه الجلسة لا قبلها، حيث سيكون عليه البحث في مسار الاستحقاق بعد أن تكون القوى المحلية قد أنجزت استعراض القوة التي تتحضر له، خصوصاً أن لنتائج جلسة اليوم، بغض النظر عما ستكون عليه، تداعيات لا يستهان بها على الاستحقاق.

في المقابل، لا يمكن تجاهل ما قد يحصل على المستوى المحلي، نظراً إلى أن جميع الأفرقاء كانوا في الأيام الماضية، يسعون إلى زيادة عدد الأصوات التي من الممكن أن ينالها مرشحهم، لكن الأهم هو تسليم القسم الأكبر منهم بالحاجة إلى الحوار من أجل الخروج من الأزمة. وهنا قد يكون بارزاً تخلي رئيس المجلس النيابي نبيه بري عن دوره في هذا المجال، رامياً الكرة في ملعب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الأمر الذي قد يعود إلى قناعة بري بأن الظروف حتى الآن، لا تسمح بإجراء حوار جدي من هذا النوع.

في هذا السياق، تتوقف مصادر سياسية متابعة عند الزيارة الفرنسية الى بيروت بعد الجلسة، كونها تعدّ التحرك الدولي الأول بعد الاصطفاف الحاد بين مرشحين اثنين، مشيرة الى أن الفرنسيين سيحضرون الى لبنان لبدء مقاربة جديدة رئاسياً، لن تكون بالضرورة بالتخلي عن دعم ترشيح سليمان فرنجية، إنما ستنطلق بكل تأكيد من وجود مرشحين لا مرشح واحد، ومن هذه النقطة سيبدأ البحث عن الحل.

كذلك تكشف المصادر أن القطريين ليسوا بعيدين عن التحرك أيضاً، إنما هم بانتظار ما ستفرزه جلسة اليوم قبل تحديد المواعيد وآلية التحرك، لذلك تتوقع المصادر أن تسيطر فترة من الجمود لبضعة أيام بعد الجلسة، تليها محاولات جديدة لتحريك المياه الراكدة.

في هذا السياق، لا يرى الفريق الداعم لفرنجية حتى اللحظة «تسوية» أفضل من رئاسة الجمهورية مقابل رئاسة الحكومة، وعليه فإن هذا الفريق سينتظر ما سيحمله الموفد الفرنسي إليه، وما الدعوات للحوار التي يطلقها رئيس المجلس نبيه بري الا رسالة للجميع بأن هذا الفريق جاهز للحوار دون شروط مسبقة، بعيداً عن الاتهامات السياسية التي تُطلق بوجهه بأنه يريد الحوار لفرض سليمان فرنجية.

لا رئيس دون تسوية، هذا ما كنا نؤكده سابقاً، والحديث هنا للمصادر عن تسوية خارجية بالدرجة الأولى، لأن الحل بلبنان لن يكون إلا عبر سلة متكاملة، تبدأ من الخارج وتنعكس على الداخل بانتخاب الرئيس، وما يليها من خطوات للخروج من المستنقع، إذ لا نفع لأي انتخاب دون خارطة طريق واضحة تليه، ولا تسليم للأسلحة السياسية والأمنية بما يتعلق بالمنطقة الا بحلّ شامل.

محمد علوش- الديار