من يضمن اتفاق الترسيم “ميدانيا”؟

  • Sep 13, 2022 - 7:46 am

بدا واضحاً خلال الساعات الأخيرة إرباك السلطة في مقاربة مستجدات ملف الترسيم البحري مع إسرائيل وتكتمها عن كشف الطروحات الجديدة التي حملها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين خلال زيارته بيروت نهاية الأٍسبوع الفائت، سيّما وأنّ المعطيات الموثوق بها والتي كشفت “نداء الوطن” النقاب عنها غداة الزيارة، تفيد بأنّ الاقتراح الذي وضعه هوكشتاين على طاولة البحث مع المسؤولين يؤسس لاتفاق ترسيم “برمائي” كما وصفته مصادر واسعة الاطلاع، بمعنى أن “الخط المطروح ينطلق من رأس الناقورة عند نقطة B1 البرّية ليشق طريقه نحو البحر بالاستناد إلى “خط العوامات” المعروف بالخط الأزرق البحري، وعلى هذا الأساس تسلّم لبنان الرسمي إحداثيات خريطة العوامات البحرية من الوسيط الأميركي الذي بات راهناً ينتظر الجواب اللبناني عليها”.

ونقلت المصادر أنّ “هوكشتاين كان قد فاتح الرؤساء الثلاثة بهذا الاقتراح، فطلب منه رئيس الجمهورية تزويد لبنان بإحداثيات العوامات المطروحة لدراستها وتحديد الموقف منها”، لافتةً إلى أنّ “إسرائيل بادرت بذلك إلى الرد على الطرح اللبناني المتمسك باعتماد الخط 23 البحري لحدود لبنان البحرية مع كامل حقل قانا ضمناً، بتقديم طرح اعتماد “خط العوامات” بحجة أنه يجنّب دخول الترسيم البحري في خطوط متعرجة لضم حقل قانا إلى الحدود اللبنانية”.

وإذ أعربت عن قناعتها بأنّ “الجواب اللبناني الرسمي سيرفض هذا الطرح وسيبقى متمسكاً بـ”الخط 23 + حقل قانا”، باعتباره أقصى ما يمكن لبنان القبول به من تنازلات في عملية الترسيم البحري”، أشارت المصادر أنّ “الإسرائيليين يسعون إلى رهن قبولهم بالتنازل في منطقة الحدود البحرية بتقديم لبنان تنازلات في منطقة الحدود البرية، لا سيما وأنّ الطرح المستجد سيؤدي في حال اعتماده إلى نسف كل نقاط التحفظ اللبناني على طول الخط الأزرق بشكل سيغيّر معالم الحدود اللبنانية براً وبحراً، ويعيد لبنان إلى نقاط ترسيم بحرية هي أقرب إلى ما كان يُعرف بـ”خط هوف” الذي جرى طرحه ورفضه في المرحلة السابقة”، مرجحةً في ضوء ذلك أنّ يكون الموقف اللبناني رداً على الطرح الجديد “إعادة التأكيد على ضرورة الإسراع بالعودة إلى طاولة المفاوضات غير المباشرة في الناقورة بوساطة أميركية ورعاية أممية لاستكمال عملية التفاوض من حيث انتهت في جولتها الأخيرة”.

من جهة أخرى، أكدت مصادر سياسية مطلعة لـ»اللواء» أن الأحداثيات المتصلة بالخط الأزرق البحري والتي أرسلها الوسيط الأميركي إلى نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب يدقق بها الفريق التقني ويدرس مطابقتها مع الخرائط التي يملكها ، كاشفة أن ما تتم المطالبة به هو المساحة الصغيرة من أجل أن تكون منطقة بحرية آمنة بين لبنان وإسرائيل منعا لأي تعديات أو إشكالات. وأشارت إلى أن في حال كان لبنان موافقا بتم إبلاغ الأميركيين بذلك.

وأكدت أن هوكشتاين لم يأتِ على ذكر موضوع الرعاية الدولية لكن من ضمن الأمور التي قامت الطروحات بشأنها ولكن لم تحسم أو تحدد أن القوة البحرية التابعة للأمم المتحدة تتولى الإشراف على تطبيق الاتفاق بين لبنان وإسرائيل وهناك كما معلوم قوة لليونيفيل تقوم بمهام مراقبة السفن وغير ذلك يمكن أن يصار إلى توسيع مهمتها أو زيادتها لجهة مراقبة الحدود البحرية.

وقالت إنها مجرد فكرة خصوصا بعد الكلام عن الجهة الضامنة ، والسؤال الذي برز هو عمن يضمن الاتفاف عمليًا ، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تضمنه سياسيا في حال أبرم الاتفاق لكن يبقى السؤال من يضمنه ميدانيا، مكررا القول أنه مجرد طرح ليس إلا وليس من ضمن آلية التفاوض مع الأميركيين حتى الساعة. وأعادت القول أن هوكشتاين لم يطرح الأمر.

من جهة ثانية، اكدت مصادر معنية بملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل لـ»الجمهورية» ان لا شيء جديدا في هذا الملف، وزيارة الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت لم تؤسس الى اية ايجابيات في المدى المنظور.
وفيما اعلن وزير الخارجية عبدالله بو حبيب امس انّ الوسيط الاميركي قدم طروحات جديدة لكن لا استطيع ان اكشف عنها، كشفت مصادر موثوقة لـ»الجمهورية» انّ الاساس في ما طرحه هوكشتاين هو نقطة الـ»B1»، وهو طرح لا نَصِفه الّا بالطرح المُلتبس. وقالت: ما بات مؤكدا لدينا ان الجانب الآخر ليس مستعجلا، ولو كان هوكشتاين بما يمثّل مستعجلا على الحسم، لاختلف الامر، ولمّا كنا نتنقّل من اجتماع الى اجتماع، وندور في حلقة مفرغة.
اضافت المصادر: كل ما يجري هو كناية عن تقديم طروحات، يدركون سلفاً ان الجانب اللبناني سيرفضها، وبناء على ذلك نخشى ان تكون هناك محاولة خفية من خلف هكذا طروحات مرفوضة، لأن يبدو لبنان هو سبب التعثر وتأخير بلوغ اتفاق نهائي حول ترسيم الحدود البحرية».
وكشفت المصادر انّ هوكشتاين في زيارته الاخيرة، وبعدما قدّم الطرح المتعلق بنقطة الـ»B1» كضرورة امنية لإسرائيل، ابلغ الجانب اللبناني بأن اسرائيل مستعدة لتوقيع اتفاق مع لبنان خلال اسبوعين. وهو امر لا نصدقه. لأنّ التجارب السابقة تدفعنا الى ذلك. كل ما نراه امامنا هو محاولة «تمغيط بالوقت» من قبلهم، ويقدمون لنا طروحات نرفضها لكي يقال ان التأخير من لبنان. في خلاصة الامر لا نرى استعجالا من قبل الاميركيين والاسرائيليين للبت النهائي بهذا الملف.

الى ذلك، قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن فريقاً متخصصاً سيتولى مهمة التدقيق في الإحداثيات التي تسلّمها لبنان لدراستها والتأكد من مدى تطابقها مع الخرائط والمطالب اللبنانية بانتظار ما سيقدمه مجدداً هوكشتاين الذي زار بيروت الأسبوع الماضي.