هل ينقذ العرف ما افسدته السياسة ؟ نقابة مختبرات الاسنان ونتائج بالف سؤال

  • Aug 21, 2021 - 1:55 pm
 
فعلا لم نعد نعلم اين نعيش : في دولة، في مزرعة أم في غابة ؟! يبدو اننا ابتكرنا نموذجا جديدا إذ لكل الفئات المذكورة دستور وقوانين وحتى أعراف باتت بحكم المقدسة ، أما عندنا فالدستور غب الطلب والقانون يحتاج إلى قانون ، أما الأعراف فتطل برأسها حين تستدعي الحاجة.
هذا فعلا ما ثبت في نتائج إنتخابات نقيب اختصاصيي علوم مختبرات الاسنان، التي تحولت إلى معركة كسر عظم عرف المداورة بحثا عن مكسب لا نعلم إلى اي مدى يساهم في حل ولو جزء من الأزمات التي نغرق فيها.
نقابة اختصاصيي علوم مختبرات الاسنان، نقابة فتية عمرها ٢٥ سنة، ساد فيها عرف المداورة على مركز النقيب بين المسلمين والمسيحيين منذ ١٢ عاما، وهذا العام كان يجب أن يكون من حصة المسيحيين لكن مصيبة خسارة النقابات الكبرى على ما يبدو ، فتحت شهية التيارات السياسية التي تتصارع في العلن
وعلى الشاشات على العناوين الكبرى ، فيما تسعى بالتكافل والتضامن إلى
التسلل عبر الزواريب الضيقة بحثا عن مقعد من هنا او مكسب من هناك.
في التفاصيل حصد مرشح #تيار_المستقبل وليد جابر مركز النقيب بفارق السن ، وانتزع الفوز من المرشح المستقل روني خوري في معركة كانت الكلمة الفصل فيها لتحالف التيارين الازرق والبرتقالي من تحت الطاولة ، فكسر العرف وتسلم النقابة مسلم من مسلم .
واذ اشتعلت حرب البيانات، ذكر خوري تيار المستقبل بانه عندما أعلن في بيان سابق قبل الانتخابات رفضه التصويت #للتيار_الوطني_الحر، لم يذكر انه سيصوّت لمرشحه لأنه كان على يقين بالمداورة وأنّ مركز النقيب هذه المرة سيكون من حق المسيحيين، ولكن عندما ضمن الفوز بمنصب النقيب قلب الطاولة على المسيحيين ليفوز بهذا المنصب.
تيار المستقبل من جهته أكد في بيان أن فوز مرشحه وليد جابر جاء بعد تعادله والمرشح خوري بـ 5 أصوات لجابر 3 مستقبل و2 مستقلين، مقابل 5 لخوري من أصل 12 صوتاً، بعد تصويت ممثلي “التيار الوطني الحر” الاثنين في مجلس النقابة بورقة بيضاء لتحسم النتيجة بعد التعادل لصالح جابر كونه الاكبر سناً. هنا يرد خوري على رواية المستقبل التي اعتبر فيها الكثير من المغالطات المقصودة ويفند تفاصيل ما حصل، فيشير الى أنه وخلافاً لرواية المستقبل فان جابر حصل على صوتين من تياره السياسي وليس ثلاثة، والاصوات الثلاثة الاخرى حصل عليها من الأعضاء الممثلين للتيار الوطني الحر في النقابة، كما لم تكن هناك ورقتان بيضاوان بل ورقتان ملغاتان لا تعود لممثلي التيار الوطني الحر في النقابة، مذكراً التيار الازرق بانّ ملحم نصار مرشح التيار الوطني الحر لم ينل صوتاً واحداً، ما يعني انه لم يصوت لنفسه.
في الخلاصة مركز النقيب حتى الساعة للمستقبل وأمانة السر للوطني الحر ، أما المستقلون وأولهم المرشح روني خوري فيتمسكون بالأمل بأن يلبي الأعضاء المسلمون قبل المسيحيين نداء مطالبة النقيب الجديد بتصحيح الخطأ والاستقالة حفاظا على العرف وصيغة العيش المشترك ، لتبفى النقابة وتستمر ولا تقع فريسة المصالح السياسية، سيما وأن لبنان يواجه موجة هجرة الاختصاصات من الباب العريض؟!
موقع tawasal.com سأل المعنيين عن المرحلة المقبلة في حال عدم التراجع ، فكان الجواب مليئا بالأمل مع التلويح بخطوات تصعيدية ليكون القانون المرجعية الأولى والأخيرة.
في الختام عبرة بسيطة وخلاصة موجعة اذا كنا في القرن الحادي والعشرين عدنا إلى الشمعة ونلهث خلف رغيف خبر وقطرة ماء هل نستغرب العودة إلى لغة مسلم ومسيحي وكسر عرف او طعن دستور ؟ بكل اسف نحن في لبنان !!!!!