ما هي القدرة المتبقية لدى الشعب اللبناني للصمود؟

  • Nov 19, 2020 - 4:39 pm

عندما سميّت المبادرة الفرنسيّة، ب”الفرصة الأخيرة” للبنان، لم يكن ذلك من عبث، إنما من معطيات سياسيّة تفيد، أن الحصار الدولي، المفروض على الدولة اللبنانيّة، سيزداد مع الأيام القادمة وقد جاءت تلك المبادرة لتشكل نافذة صغيرة تفتح في جدار ذلك الحصار، علّ الشعب اللبناني يتنفس الصعداء من خلالها ليستمر على قيد الحياة. وفي هذا الإطار، أشارت أوساط سياسيّة متابعة، الى أن الطبقة السياسية الحاكمة، إستخفت بتلك الفرصة التي منحت لها، على أثر إنفجار مرفأ بيروت، وبقيت تحتال عليها لحين أُفرِغت من مضمونها. وتضيف، إن ما حصل في الأيام القليلة الماضية، من تصريحات للسفيرة الأميركيّة دوروثي شيا، عن إحتمال وقف الدعم للمؤسسات اللبنانيّة وعلى رأسها الجيش اللبناني، مرورًا بسحب بعض السفراء العرب من بيروت، وصولًا الى الإنكفاء التكتيكي الفرنسي عن الشؤون اللبنانيّة، والذي ترجم في لقاء الإيليزي بين المسؤولين الفرنسيين ووزير خارجية أميريكا مايكل بومبيو حيث كان الملف اللبناني على الهامش، كلها إشارات تدل على أن حصارًا دوليًّا شديدًا، سيزداد يوميًّا، والسلطة السياسيّة المحليّة، لا تواجهه سوى بالمزيد من المراوحة الحكومية والتعطيل.
في المقابل، وعلى عتبة مرور شهر على تكليف الرئيس الحريري تأليف الحكومة، ما زالت الشروط والشروط المضادة سيدة الموقف. فبعد أن كنا على قاب قوسين أو أدنى من إعلان مراسيم تأليف الحكومة الجديدة من قصر بعبدا، يبدو أن الأمور عادت الى المربع الأول، إن من حيث الحجم والمضمون. وبحسب المعطيات، لم يعد هناك من توافق على أبسط الأمور الحكوميّة، لا من حيث الحجم، ولا على من يسمي الوزراء المسيحيين، كما على مبدأ المداورة، وقد جاءت العقوبات الأميركيّة على رئيس التيار الوكني الحر لتزيد الطين ماء.
بناء على كل ذلك، يبقى السؤال: ما هي القدرة المتبقية لدى الشعب اللبناني للصمود، في مواجهة كلّ تلك العوامل، وهو العالق بين سندان كورونا المتفشية في كلّ منزل، وبين مطرقة طبقة سياسيّة، لا ترى أبعد من أنفها ومن مصالحها الخاصة لمعالجة أبسط المشاكل اليوميّة؟