في لبنان: احذروا… آخر الحر.وب وأقساها

  • May 19, 2024 - 9:00 am

مع تصاعد العمليات الإسر.ائيلية ضد «حز.ب ال.له»، تحديداً عمليات اغتي.ال قياداته، وباختراق أمنى لافت، ويفوق اختراق إسر.ائيل لـ«ح.ما.س»، قناعتي أنه بحال حدوث حر.ب جديدة بين إسر.ائيل و«حز.ب ال.له» فإنها ستكون آخر الحرو.ب بينهم، وأقساها.

حدوث حر.ب إسرا.ئيلية مع «حز.ب ال.له»، وبعد حر.ب غز.ة، يعني مواجهة إسر.ائيلية حادة مع الغرب، والمجتمع الدولي ككل، وفي حال أقدم عليها جنرالات إسرا.ئيل، ولن أقول نتنياهو وحده، فإن لذلك مدلولات تؤكد أنها ستكون حر.باً وحشيةً.

هنا سيقول القارئ: كيف؟ ما رأيناه من وحشية إسر.ائيلية في غز.ة كانت له مدلولات واضحة، ومنها أن إسر.ائيل بعد «عملية الطو.فان» مثلها مثل الولايات المتحدة بعد أحداث سبتمبر، أي «ثور هائج» تسبب في سقوط نظام صدام حسين ونظام «طالبان».

وتريد إسر.ائيل بتلك الوحشية الإجر.امية استعادة هيبة الردع، وضمان عدم عودة «ح.ما.س» لحكم غز.ة التي دمرتها بشكل انتقامي، وخاضت وتخوض إسر.ائيل تلك الحر.ب وسط صدام مع المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة.

وبالتالي فإن اندلاع حر.ب فعلية بين إسر.ائيل و«حز.ب ال.له» الآن يعني أنها ستكون أكثر وحشيةً، وستخوضها إسر.ائيل بعقلية أنها يجب أن تكون الحر.ب الأخيرة بينها وبين الحز.ب، لأن ما بعدها سيكون الحر.ب مع إير.ان.

اليوم أخرجت إسر.ائيل، ولو مؤقتاً بانتظار الحلول السياسية، جبهة غز.ة التي كانت تستخدمها إيران من خلال «ح.ما.س» وغيرها من الفصائل، فهل ستكون حال لبنان أفضل؟ لا أعتقد، لأن إسرائيل تريد إلغاء جبهة «حز.ب ال.له» أيضاً وتدميرها استعداداً لمواجهة إيران.

وسبق لوزير الدفاع الإسر.ائيلي، يوآف غالانت، أن قال بأن «طائرات سلا.ح الجو التي تحلق في سماء لبنان تحمل قنا.بل أثقل لأهداف أبعد»، مضيفاً: «لقد صعدنا أمام (حز.ب ال.له) درجة من أصل 10 درجات مما نستطيع فعله».

وقال: «لا يمكننا الهجو.م بعمق 20 كيلومتراً فقط، بل بعمق 50 كيلومتراً أيضاً، في بيروت وأي مكان آخر» قاصداً سوريا، ولذلك نرى الهدوء الإير.اني بسوريا بعد ضرب قنصلية طهران هناك، ورغم العمليات الإسرا.ئيلية المستمرة بسوريا.

هذا الهدوء الإير.اني بسوريا يظهر أن طهران استوعبت تماماً خطر ما يحدث، ولجأت للهدوء خشية على النظام في سوريا، وخوفاً على «حز.ب ال.له»، وهذا خطر استراتيجي بالنسبة لإير.ان، لأن الحز.ب هو خط دفاعها الأول ضد إسر.ائيل.

ولذا فإن وقعت الحر.ب بين إسر.ائيل والحز.ب فإنها ستكون الأقسى، ومدمرة فعلياً، وليس استعادة هيبة ردع، أو إعادة ضبط توازنات، بل بمثابة نقلة شطرنج قا.تلة لإزاحة القلعة، أو ما يعادلها أهمية.

ويبدو أن إيران و«حز.ب ال.له» يستوعبان ذلك، ولذا يتحمل الحز.ب كل هذه الضربات، خصوصاً عمليات الاغتي.ال التي تأتي بسبب اختراقات محرجة للحز.ب الذي باتت حاضنته بحالة تململ وقلق.

ما يحدث في جنو.ب لبنان خطر حقيقي، والأكيد أن الإسرا.ئيليين يرون الآن أن نقطة قوة إير.ان بالمنطقة باتت نقطة ضعفها، أي «حز.ب ال.له»، والقصة ليست في حكمة حسن نص.ر ال.له بقدر ما أنها رغبة نتنياهو بالبقاء السياسي. ومن يواجه بايدن سياسياً لن يتردد عن مواجهة حس.ن نص.ر ال.له عسكرياً.

طارق الحميد- “الشرق الأوسط”