هل سيستعيد حفيد النمر أمجاد جده في دائرة بعبدا؟

  • Jan 31, 2022 - 1:24 pm

لم يكن مستغربًا، وبحسب أوساط مراقبة للعمليّة الإنتخابيّة، ترشح رئيس حزب الوطنيين الأحرار كميل دوري شمعون، عن المقعد المارونيّ في دائرة جبل لبنان الثالثة (بعبدا)، الى جانب حزب القوات اللبنانيّة، معلنًا تحالفه مع الأخير في مختلف الدوائر التي سيكون لحزبه مرشحون فيها.
تاريخيًّا، شكلت دائرة بعبدا، وبحسب الأوساط عينها، معقلًا أساسيًّا لحزب الوطنيين الأحرار، ضاهت بأهميتها دائرة الشوف، مسقط رأس مؤسس الحزب، فخامة الرئيس كميل شمعون. وقد تمكن الأخير هناك، وبفعل مواقفه الوطنيّة المتميّزة، والكاريزما القياديّة التي كان يتمتع بها، من إستقطاب مناصرين وحزبيين، من مختلف الطوائف وليس فقط المسيحيّة منها، كالشيعة والدروز، لدرجة أنه كان ينافس زعماءهم حينها، بمحبة الناس له، كالزعيم كمال جنبلاط والمير مجيد إرسلان، والسيّد موسى الصدر والرئيس كامل الأسعد وغيرهم.
وبالعودة الى أرقام دورة 1968، والتي كانت تعتبر الأكثر حماوة في تاريخ لبنان المعاصر، بشهادة أكثر من مراقب سياسيّ، إستطاع حزب الوطنيين الأحرار، والذي كان ركنًا أساسيًّا في الحلف الثلاثي (الكتائب اللبنانيّة، الوطنيين الأحرار، الكتلة الوطنيّة) بمواجهة “النهج”، أن يحصد في دائرة بعبدا ثلاثة مقاعد نيابيّة من أصل خمسة، قسمت البقية بين حزبيّ الكتائب اللبنانيّة والكتلة الوطنيّة.

وكانت لافتة في تلك الدائرة، وبحسب أرقام تلك الدورة، قدرة حزب الوطنيين الأحرار، ومن ورائه الرئيس كميل شمعون، على إيصال نائب حزبيّ شيعيّ الى الندوة البرلمانيّة، هو محمود عمار، ونائب آخر درزي هو بشير الأعور، والذي كان مستقلّاً إنما مقرب من الحزب.

من ناحية أخرى، رجحت الأوساط المتابعة، أن يكون لأحداث الطيونة، تأثير كبير في أذهان الناخبين المسيحيين أثناء توجههم الى مراكز الإقتراع، خاصة في دائرة بعبدا، لما ذكّرتهم بالحرب اللبنانيّة، حين أخذت الأحزاب المسيحيّة على عاتقها، ومن بينها حزب الوطنيين الأحرار والكتائب اللبنانيّة وغيرهما، مسؤوليّة الدفاع عن تلك المناطق وحمايتها، والتي كانت تسمى حينها بخطوط التماس، بعدما تخلت الدولة عن واجباتها.
وبناء عليه، وفي حال فوز مرشحي الأحرار، في الإنتخابات النيابيّة، فهل سيكون عملهم مع نواب القوات، تحت إطار الجبهة السياديّة، التي أعلنوا عن إنشائها منذ بضعة أشهر؟