قال عضو كتلة «التنمية والتحرير» طبيب القلب والشرايين النائب ميشال موسى في حديث إلى «الأنباء»: «استمرار إسرائيل بالاعتداء على جنوب لبنان وإمعانها في هدم منازل اللبنانيين وقطع الاشجار وجرف الاتربة، ليس مستغربا لطالما اشتهر الكيان الإسرائيلي بنقض الاتفاقيات وعدم الالتزام بالقرارات الأممية». وأضاف: «على الدول الراعية لاتفاقية الهدنة ووقف إطلاق النار، والممثلة بأعضاء اللجنة الخماسية المكلفة مراقبة تنفيذ كامل بنودها، ممارسة اقصى الضغوط على إسرائيل لإجبارها على وقف اعتداءاتها غير المبررة، وحثها بالتالي على احترام الاتفاقية المذكورة».
وتابع موسى: «نعلم ان لدى الكيان الاسرائيلي أطماعا كبيرة في لبنان والمنطقة. وما تمزيق بنيامين نتنياهو ميثاق الأمم المتحدة على مرأى العالم ومسمعه، سوى خير دليل على ان هذا الكيان لا يلتزم الا بما تمليه عليه مصالحه وأطماعه. والخشية بالتالي من ان تضرب إسرائيل عرض الحائط باتفاقية وقف إطلاق النار موجودة ومشمولة بتوقعات اللبنانيين. لكننا لا نعتمد على ما تبيته إسرائيل من نيات سيئة تجاه لبنان عموما والجنوب خصوصا، بل نعتمد في ترسيخ وتثبيت وقف النار على المرجعيات الدولية القادرة والمؤثرة في الكيان الإسرائيلي، لاسيما الراعية منها لاتفاقية الهدنة».
على صعيد مختلف وعن توقعاته لمصير جلسة انتخاب رئيس للجمهورية مطلع السنة الجديدة 2025 والمحددة في التاسع من الشهر الجاري، قال موسى: «آن الأوان لإخراج لبنان من نفق الشغور الرئاسي وعودة الانتظام العام إلى مؤسساته الدستورية. ولا بد بالتالي من ان يكون للبنان رئيس يواكب إلى جانب سلطة تنفيذية مكتملة الصلاحيات، الاحداث والتطورات والمتغيرات الحاصلة في المنطقة الإقليمية، وينطلق بالتعاون مع الحكومة ومجلس النواب كل بحسب دوره وصلاحياته، إلى معالجة الملفات المتراكمة وأبرزها النزوح السوري والانهيار الاقتصادي واستعادة المودعين اضافة إلى معالجة ذيول وتداعيات الحرب الأخيرة». وتابع: «يعمل جاهدا رئيس مجلس النواب نبيه بري انطلاقا من اصراره على اكتمال العقد الدستوري بانتخاب رئيس خلال الجلسة المذكورة، وذلك بالتوازي مع حراك داخلي ولقاءات ثنائية وجماعية لتقريب المسافات ووجهات النظر بين الأفرقاء السياسيين، خاصة الممثلين منهم في الندوة النيابية. لكن وعلى الرغم من عدم توصل هذا الحراك وتلك اللقاءات حتى الساعة إلى وضوح ملموس في المواقف والتصورات، يبقى الأمل في نجاح أو إنجاح الجلسة أكبر بكثير من كل التوقعات والتكهنات السلبية، خصوصا ان الحلول في لبنان غالبا ما تتأخر عوامل نضوجها حتى الأيام الاخيرة التي تسبق المواعيد المضروبة لإنجاز الاستحقاقات لاسيما الدستورية منها».
وختم موسى قائلا: «نمر في مرحلة دقيقة للغاية، وعلينا كلبنانيين مسؤولين أمام الله، والشعب والتاريخ ان نلتقي على كلمة سواء تعيد وضع القطار اللبناني على سكة الاستقرار والازدهار والنمو والتطور، عبر انتخاب رئيس توافقي يجمع اللبنانيين، ويدير اللعبة السياسية بما يؤمن مصالح لبنان، ويدير الحوار الوطني المنشود الذي من شأنه انتاج استقرار سياسي وأمني حقيقي كامل الأوصاف والمواصفات».
زينة طبارة – الانباء