أما وقد صار الطلاق بائنا ولاعودة عنه، بين “التيار الوطني الحر” ونواب كتلته الأربعة الخارجين منه فصلا بموجب توصية من مجلس الحكماء في التنظيم، كما حال النائبين الياس بوصعب والان عون او من خلال استقالة طوعية ومعللة للنائبين سيمون أبي رميا وابراهيم كنعان، فلقد انتفت تلقائيا قيمة الحديث والنقاشات التي برزت بكثافة حول خلفيات ما جرى، وهو ما احتاج إلى أكثر من أربعة أشهر لتطوى صفحته، كما صار أمرا ضئيل القيمة، تحديد الخاسر والرابح، ليضحي السؤال الأهم: ماذا يمكن هؤلاء الأربعة الذين لهم حثياتهم السياسية وتجربتهم الغنية، أن يضيفوا إلى المشهد السياسي الوطني المكتظ؟ واستطرادا، أي قيمة نوعية يمكن أن يجلبوها إلى الساحة السياسية المسيحية، وهم ظلوا مدى أعوام مديدة من “فرسان” تنظيم مسيحي الهوى كان بارزا وفاعلا؟
وفي أول إطلالة إعلامية له بعد قرار فصله من التيار وتكتله النيابي (لبنان القوي) يقول النائب عون، الضلع الرابع في التكتل المولود لتوه لـ”النهار”: “إن تموضعنا حُسم أخيرا تحت سقف الثوابت الوطنية لبكركي، ونحن نعتبر هذا الأمر بمثابة رد على كل حملات التخوين والتشويش والإساءة إلى السمعة التي سعى (رئيس
التيار الوطني الحر) جبران باسيل وماكينته الخاصة (وليس التيار) بكل قوة إلى أن يلحقوها ويلصقوها بنا خدمة لغايات باتت مكشوفة للقاصي والداني”.
ويستطرد: “يمكننا القول إننا أحرزنا نجاحا أوليا ورددنا على التحدي الذي أطلقه البعض في وجهنا جميعا عندما زعموا أننا أعجز من أن نخطو أي خطوة واحدة، وذلك من خلال قيامنا معا (النواب الأربعة) بأول خطوة عملية، تشكل بالنسبة إلينا انطلاقة ضرورية، وهي التحرك معا بتناغم تام وانسجام بالشكل والمضمون”.
وردا على سؤال، يؤكد عون “أن الهدف الأساسي الذي شئنا أن نظهره من خلال تحركنا الذي اخترنا أن تكون الديمان منطلقه ومحطته الأولى، هو كسر الجمود الفارض نفسه بقوة في الملف الرئاسي، وأن نعلن بدء سعينا إلى لقاء تشاوري مسيحي وطني يخرج الرئاسة من دائرة الفراغ القاتل”.
وعن الخطوات التي قام بها النواب الأربعة بعد زيارة الديمان، يجيب: “إن الاتصالات بعد اللقاء في الديمان تكثفت، وخصوصا بعد عظة البطريرك
الراعي صبيحة الأحد الماضي والتي انتقد فيها صراحة رهانات الكتل النيابية على التحركات الخارجية فقط، وتأكيده أن التحرك الداخلي أمر أساسي ومطلوب لكي يلاقي المبادرات الخارجية المشكورة، ولاسيما مبادرة اللجنة الخماسية، ويشكل وإياها حالة متكاملة. في اختصار، أطلق غبطته من خلال هذه العظة دعوة متجددة لكل الكتل النيابية للخروج من أسر حساباتها وانتظاراتها ورهاناتها العقيمة”.
ويشدد عون على أن “لا شروط مسبقة نضعها للتشاور مع من هو منفتح على التشاور معنا، كما لا فيتو لدينا على أحد، جهة كان أو شخصا يريد التفاعل معنا أو خوض غمار تجربة سياسية مرحلية أو دائمة معنا، مع العلم أن في الرباعي من هو من المرشحين للرئاسة واسمه مدرج في لائحة بكركي التي تضم عددا من الشخصيات يتقاطع كثر على اعتبارها مؤهلة لتولي سدة الرئاسة الاولى”.
ويتابع: “في إطار تحركنا، من المقرر أن نلتقي خلال هذا الأسبوع عددا من النواب المستقلين الذين بدأنا التواصل معهم قبل زيارتنا الديمان، كالنائبين نعمة إفرام و
ميشال الضاهر، بالإضافة إلى عدد من النواب الآخرين، ولاحقا سنباشر برنامج لقاءات مع الكتل النيابية”.
ويختم: “لقد خطونا الخطوة الأولى في رحلة سياسية لا ننكر أن ثمة صعوبات تواجهها، لكننا مرتاحون مبدئيا وواثقون بأن لنا دورا مستقبليا”.