أي خرقٍ رئاسي حققه “الاعتدال”؟

  • Apr 27, 2024 - 4:40 pm

كتب يوسف فارس في “المركزية”: 

ينزلق لبنان أكثر فأكثر نحو قعر الهاوية التي يتخبط فيها منذ سنوات وذلك بالتوازي مع ضعف احتمالات الخرق الايجابي المنتظر على جبهتي الجنوب والملف الرئاسي حيث لا قدرة لأي طرف سواء أكانت اللجنة الخماسية أو كتلة الاعتدال الوطني أو غيرهما في أن تتغلب على عناصر التناقض والاختلاف الكبيرة جداً بين اللبنانيين. تبعاً لذلك، من المستبعد انبعاث الدخان الابيض الذي يسعى إليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري على الخط الرئاسي في المدى المنظور. الخماسية المعوّل على معاودة تحركها مقيدة من داخلها بما يمنعها من تحقيق إنجاز .الولايات المتحدة الاميركية غير مُستعجلة للبت بالملف الرئاسي حاليا. كل الدلائل تؤكد أن الاستحقاق رحل إلى ما بعد انتهاء حرب غزة للبت به ضمن تسوية تصاغ وفق ظروف ما بعد الحرب. وحتى ذلك الحين الأولوية لدى الاميركيين هي لاحتواء التوترات على جبهة الجنوب ومنع اسرائيل من توسيع الحرب ضد لبنان.

أما في الداخل فتعم الفوضى والفلتان في كل الارجاء وتتراكم المخاطر على حاضر البلد ومستقبله وكل اللبنانيين صاروا مكشوفين بلا أمن وأمان فقط خوف وقلق يجتاحان البلاد والدولة في منتهى الهشاشة تستبيحها عصابات من كل الانواع.

عضو كتلة التوافق الوطني النائب طه ناجي يؤكد لـ”المركزية” في هذا السياق عدم وجود مؤشرات ملموسة من شأنها أن تحدث خرقاً في الملف الرئاسي رغم المحاولات المبذولة بداية من قبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري ثم من النائب غسان سكاف واخيرا وليس آخرا من قبل اللجنة الخماسة وتكتل الاعتدال الوطني، والسبب رفض قوى سياسية ونيابية لمبدأ اللقاء تحت أي مسمّى حوار أو تشاور بحجة عدم خلق أعراف جديدة والخوف من اللجوء إليها مستقبلا.

ويتابع قد يكون تكتل الاعتدال قارب الموضوع أكثر من غيره، لكنه عاد ليصطدم بالشكليات كمن يرئس اللقاء ومن يدعو إليه. الامر تفصيل غير مهم في رأيي، اذا ما قيس بفداحة الضرر اللاحق بالبلاد والعباد نتيجة استمرار الازمة وعدم انتخاب رئيس الجمهورية العائق الاساس دونه الحرب على غزة والتي في حال استمرارها لآماد طويلة ستجر على البلاد مشكلات متنوعة وأمنية خصوصا. ولولا نجاح حكومة تصريف الاعمال برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي في الحد من وقف الانهيار وإعادة إحياء المؤسسات وتوفير الخدمات الحياتية الاساسية من مياه وكهرباء وإلى حد ما الطبابة لكانت الثورة عادت لتجتاح البلد.

وختم معرباً عن ثقته بالفاعليات والفاعلين لعدم الانجرار إلى الحرب الشاملة التي تريدها اسرائيل الراغبة في تدمير لبنان على ما يؤكد حكامها كل يوم.