التّهديدات تكبر جنو.باً… ومؤشّرٌ خطير!

  • Mar 30, 2024 - 8:06 am

على وقع العد.وان الوحشي الذي تشنه إسر.ائيل على لبنان لليوم الخامس والسبعين بعد المئة على امتداد الحدود مع فلس.طين المحتلة، من الناقورة ساحلاً إلى شبعا في سفح جبل الشيخ، واللاستقرار الذي يمرّ به البلد بفعل تداعيات هذا العد.وان، أحيت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي يوم الجمعة العظيمة، في حين حُرم المسيحيون في الضفة الغربية وغز.ة من إحياء طقوسهم الدينية، تماماً كما حُرم المسلمون من الصلاة في المسجد الأقصى في القد.س، في سياق عدواني واحد يحرم كل الفلس.طينيين من حقهم بالحياة.

وبينما يشهد الهجو.م العدواني الوحشي الذي تقترفه اسر.ائيل ضد الشعبين الفلس.طيني واللبناني تصعيداً غير مسبوق منذ قرار مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النا.ر في غز.ة، يبدو أنَّ هذا القرار بقي معلقاً حتى إشعار آخر، ويضاف إلى سلسلة القرارات الأممية بحق إسر.ائيل التي ما زالت حبراً على ورق.

في السياق، رأت مصادر أمنية أنَّ التصعيد الأخير يعتبر مؤشراً خطيراً لمضاعفة موجات العنف ضد المدنيين اللبنانيين والفلس.طينيين، واصفةً في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية الجر.ائم البربرية التي ترتكبها إسر.ائيل ضد لبنان، بأنها تُنذر بعملية ما متوقعة في لبنان بعد تفريغ المنطقة الحدودية من سكانها ومنع حز.ب ال.له من استهداف المستعمرات الإسرا.ئيلية في شمال فلس.طين المحتلة مستقبلاً.

وإذ لفتت المصادر إلى أنَّ هذا العد.وان يحظى باستمرار الغطاء الدولي خصوصاً بعد أن تمكن حز.ب ال.له من فرض توازن رعب في المنطقة، في وقت لن تصمت فيه إسر.ائيل عن ذلك، بحيث أنها تسعى لتأمين دعم دولي، معتبرة أنَّه لم يبق أمام لبنان سوى تطبيق القرار 1701 لتجنب العدوان الجديد الذي تخطط له إسر.ائيل.

وفي المواقف، اعتبر النائب السابق شامل روكز في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية أنَّ المشهد بشكل عام يشي بأن الأمور الميدانية تطورت أكثر من قبل، نتيجة مفهوم جبهة المساندة، إذ اننا لم نعد نعي ما إذا كانت فعلاً تفيد غز.ة أم لا، مشيراً إلى أنَّه بعد قرار الأمم المتحدة ومحكمة لاهاي أصبحت إسر.ائيل تعيش حالة عزل دولي غير مسبوق، بالإضافة إلى مشاكلها الداخلية والإنقسامات داخل الحكومة وعدم تحقيق أهدافها في غز.ة وهو ما دفع رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو للتوجه نحو الشمال.

روكز شدّد على أنَّ التطورات الميدانية تنبئ بأن العملية ضدّ لبنان باتت جاهزة، لأن من مصلحة نتنياهو توسيع الحر.ب وقد ينفذ تهديده باجتياح ضد الأراضي اللبنانية، لافتاً إلى أنَّ إزاء هذا التهديد، فإنَّ على لبنان تغيير استراتيجيته وتطبيق القرار 1701 باعتباره المخرج الوحيد وتكليف الجيش اللبناني والقوات الدولية ضبط الأمن على حدود البلدين، خاصةً بعد الدمار الذي لحق بالجنو.ب بفعل الاعتداءات الإسرا.ئيلية العنيفة.

وإذ كشف روكز أنَّ إيران لا تريد الحر.ب، لأن هناك مفاوضات بينها وبين السعودية والولايات المتحدة الأميركية، قد تقودها إلى مكتسبات تمكنها من الحفاظ على دورها في المنطقة، أكّد وجوب توفّر استراتيجية عبر تدعيم القرار 1701، وزيادة عديد الجيش في الجنو.ب، كما تفعيل دور قوات اليونيفل ليتمكنوا من بسط الامن في المنطقة.

روكز تطرّق إلى دور الحكومة في ظلّ هذه الظروف الدقيقة، داعياً إلى إعادة تفعيل هذا الدور وتقوية الجيش وتكليفه بحفظ الأمن في الجنو.ب وكلّ لبنان، والتزامها بواجبها كما بالقرار 1701، معتبراً أنَّ لبنان ليس بخاسر بعد أن خلق نوعاً من توازن الرعب.

وسط هذا المشهد الخطير، فإنَّ تفلّت زمام الأمور بات ينذر بتفاقم الأزمة واقتراب شبح توسيع الحر.ب أكثر من أيّ وقت مضى، لذلك يبقى على الحكومة وكل المعنيين اقتناص الفرصة والقيام بما يلزم لتجنيب لبنان الأسوأ.

جريدة الانباء الالكترونية