هل ارتفع احتمال الحر.ب الكبرى؟

  • Mar 14, 2024 - 7:37 am

للمرة الأولى منذ أكثر من خمسة أشهر، بدأتْ الحر.بُ المحدودةُ بين إسر.ائيل و«حز.ب ال.له» تخرج عن ضوابطها بفعل إصرار جيش الاحتلا.ل على توسيع بنك أهدافه، ليشمل أهدافاً لم تطاولها الحر.ب منذ بدايتها.

واستُتبع خروجُ تل أبيب عن قواعد الاشتباك وحدودِ الاحتواء بردِّ «حز.ب ال.له» خارج السياق المعهود وضرْبه مراكز عسكرية في هضبة الجولان المحتلّة، في تطوُّرٍ يحمل دلالاتٍ كثيرةً في إطار محاولةِ الحز.ب إجبار إسر.ائيل على العودة إلى القواعد المرسومة.

وبَدَل استهد.افِ «حز.ب الله» نقاطاً في العمق الإسر.ائيلي، ضَرَبَ مراكز عسكرية أفقية على طول الحد.ود اللبنانية، لتصل إلى هضبة الجولان ليقدّم لإسر.ائيل فرصةً للعودة إلى المربع الأول المرسوم كساحةِ اشتباك.

فإلى أين تتجه الأمور بين الطرفين؟ وهل احتمال الحر.ب الكبرى ارتفع أكثر من السابق؟

في قصْ.فها لأهد.اف في جنو.ب لبنان والبقاع تُلقي تل أبيب يومياً نحو 4 إلى 5 أطنان من المتفجرات، وكذلك يحرص الحزب على رمي أهداف إسر.ائيلية بكمية المتفجرات نفسها في ضرْبه لأهداف عسكرية في غالبية الأحيان على طول الحد.ود اللبنانية الجنو.بية التي تمتدّ لنحو 110 كيلومترات. وهذه جبهة طويلة جداً يعمل عليها الحزب ليؤكد استعداده على امتدادها ووجود قواته بجاهزيةٍ دائمةٍ لتَبادُل الضربات المحدّدة بصو.اريخ ليزرية (عندما تَستخدم إسر.ائيل الطائرات المسيَّر.ة) أو بصو.اريخ «بر.كان» ذات الـ250 – 500 كيلوغرام من المتف.جرات، وبصو.اريخ «الكا.تيوشا» التي تحمل 50 كيلوغراماً من المتف.جرات، والتي أطلق منها دفعة واحدة، 100 صا.روخ على مواقع للاحتلا.ل في الجولان.

وعندما تستهد.ف إسر.ائيل العمقَ اللبناني أو تقتل مدنيين – ولو كان قَتْ.لاً غير متعمَّد – يردّ «ح.زب ال.له» باستخدام صوا.ريخ ثقيلة أو صليات صا.روخية أدخل معها قواعد جوية رئيسية للعد.و وكذلك الجولان ضمن المعركة ومعادلاتها ليوجِد تَوازناً علّ إسر.ائيل تلتزم بقواعد الاشتباك وتعود إلى ضوابط الحر.ب المحدودة.

إضافة إلى ذلك، فإن المعلومات عن استعداد إسر.ائيل للحر.ب والتدرّب على معركة آتية مع «حز.ب ال.له»، قابَلَها استعدادٌ واستنفارٌ عام وشامل من الحز.ب على طول الجبهات خصوصاً في البقاع الغربي والجبهة السورية. إذ إن احتمالَ دخول تل أبيب من خلال الخاصرة السورية الرخوة للوصول إلى البقاع الغربي وارد دائماً في حسابات قادة الأركان في «حز.ب ال.له».

لذلك فإن ضرب هضبة الجولان له دلالات ويحمل رسائل بأن جبهة سورية لن تكون بمنأى عن الحر.ب إذا رغبت إسر.ائيل بتوسّعها وإن الحزب لا يقلّ استعداداً في تلك الجبهة عن استعداده في جنو.ب لبنان.

وتقول مصادر قيادية، إن «معركة غز.ة أصبحت ثانوية وتشغيلية لتصبح جبهة لبنان الأصلية. فمنذ خمسة أشهر ونيف يُزْعِجُ حز.ب ال.له، الجيش والقيادة في إسرا.ئيل ويدفعهما لتجهيز 3 فرق ثابتة مدعّمة بوحدات خاصة مخضرمة قا.تلتْ في غز.ة وأصبحت على الحد.ود اللبنانية. ولولا دخول حز.ب ال.له المعركة، لَوضعتْ إسر.ائيل كامل قوتها في غز.ة وأنهت المعركة في وقت أقصر. فتشتيتُ القوات تَرَكَ أثراً مريراً في نفوس القادة الإسر.ائيليين الذين لم يعودوا يطيقون الح.رب التي فُرضت عليهم ويريدون إيجاد حل دائم للخطر على الجبهة الشمالية اللبنانية لإعادة أكثر من 100 ألف من المهجرين الإسر.ائيليين. وهذا من شأنه أن يُدَحْرِج الأمور إلى الأسوأ وإلى التبادل الصاروخي الأعنف وخصوصاً بعدما ارتفعت الأصوات داخل إسر.ائيل بضرورة بدء معركة كبرى مع لبنان».

وتؤكد المصادر أن التعايشَ مع فكرة الحر.ب الشاملة وإعدادِ العُدّة لها من خلال أخْذ العِبَر من الحر.ب الدائرة مع غز.ة ولبنان أصبح أمراً واقعاً. ولا ينكر القادة الميدانيون أن إسر.ائيل تملك قدرةً تدميريةً هائلةً بعدما دمرت آلاف عدة من المنازل وتَسَبَّبت بأضرار كبيرة بعشرات الآلاف الأخرى في جنو.ب لبنان. إلا أن لدى «حز.ب ال.له» قوة تد.ميرية ستشهدها إسرائيل من دون شك في مناطق لم تَعرف الدما.ر قبلاً إذا تخطت المسرح الحالي للاشتباك وضربت الداخل اللبناني.

وتَعتقد المصادر، أنه، حتى في الحر.ب الشاملة، يفترض أن يتم الاحتفاظ بضوابط مع تحييد المناطق السكنية لتبقى المعركة ضمن إطار استهد.اف مراكز عسكرية وقوات للطرفين منخرطة في الحر.ب. لكن في حال تدحرجت الأمور، فإن استهد.افَ مرفأ سيقابله مرفأ، ومطار مقابل مطار، ومبنى سكني مقابل مبنى سكني.

وما يمنع الحر.ب لغاية اليوم هي الأس.لحة التي يستخدمها «حز.ب ال.له» والتي «يشاهدها» الجيش ولا يعلم بتفاصيلها أمثال وزير الأمن المتشدد إيتمار بن غفير، الذي يطالب وزير الدفاع يوآف غالانت ببدء الحر.ب الشاملة على لبنان.

ويقول القادة الميدانيون في «محور المقا.ومة» إن الحرب الشاملة ستكون مد.مّرة على لبنان، بلا شك، ولكنها ستكون مد.مرة على إسر.ائيل بمئة مرة أكثر مما شهدتْه عام 2006، وان الجبهات المتعددة (العراق واليمن وسورية) لن تتردّد بالمشاركة.

أما بالنسبة للأهداف وإعادة الإعمار، فتقول المصادر إن «حر.ب يوليو 2006 كلفت أقلّ من ثلاثة مليارات دولار لإعادة البناء. تالياً فإن مبالغ أكبر بكثير من هذا المبلغ قد خصصت للدفع لإعادة إعمار البنية التحتية والمنازل والطرق والجسور المتضررة، إذا لزم الأمر ذلك».

ولكن أهداف إسر.ائيل، إذا ذهبت للحر.ب الشاملة، لن تكون واضحةً، إذ، مهما فعلت، فإن اجتياحها للبنان سيكون كارثة عليها ولن تستطيع البقاء ليوم واحد. وتالياً فإن إزاحة الحزب وأبناء الجنو.ب عن الحدود مستحيل. وهذا يعني أنه لن يكون لدى تل أبيب هدف تستطيع تحقيقه سوى الدمار.

يبقى الجواب بما ستحمله الأسابيع المقبلة.

 “الراي الكويتية”