هل مهمة هوكشتاين مستحيلة؟

  • Mar 8, 2024 - 8:11 am

 “الأنباء” الإلكترونيّة:

بقيت أصداء زيارة الموفد الأميركي آموس هوكستين تتردد في الأروقة السياسية، وكان لافتا أمس كلام الرئيس وليد جنبلاط لصحيفة “لوريون لوجور” من أن الأميركيين لا يستطيعون أن يفرضوا علينا وقفاً لإطلاق النار دون التفاوض على هدنة عام 1949، مؤكدًا أن هذا الاتفاق يظل صالحاً جداً، مشيرًا إلى أنه أثار هذه النقطة خلال لقائه مع هوكشتاين.

وفي غضون ذلك كشف نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، أنّ “هوكستين تحدث خلال زيارته الأخيرة الى بيروت عن النقاط التي كان قد طرحها سابقاً، ويبدأ تنفيذها بعد اتضاح الصورة حول الوضع النهائي في غزة. وذكّر بو صعب بأن “هوكستين كان قد وضع خطّة وأفكاراً من قبل، ويطرحها مجدداً الآن للبحث عن آليات تنفيذيّة لتطبيقها لكي يبدأ النقاش حولها بعد تحقيق الهدنة في غزة.

مصادر مراقبة أشارت، عبر “الأنباء” الإلكترونية، إلى أنه كان ينبغي على الموفد الأميركي الأخذ بالنصيحة التي أسداها له جنبلاط بأن ينطلق في المفاوضات لوقف إطلاق النار من اتفاق الهدنة المبرم بين لبنان وإسرائيل في العام 1949 والتي تنصّ على ضبط الحدود بين البلدين، لكنه آثر التفاوض انطلاقا من القرار 1701 الذي تتولى إسرائيل خرقه منذ ما بعد حرب تموز في العام 2006، حيث ما زال الطيران الحربي الاسرائيلي يقوم بخرق هذا الاتفاق من تاريخ توقيعه حتى الآن. وهذا هو السبب برأي المصادر المراقبة لعدم نجاح مهمته حتى الساعة. وقالت، إن إصرار هوكستين على تطبيق القرار من الجانب اللبناني فقط بمعزل عن اسرائيل التي تهدد بتوسيع الحرب ضد لبنان، عقّد مهمته وأضرّ بمساعيه، لأنه من غير المقبول ان يلتزم لبنان بتطبيق القرار الأممي وأن يتراجع حزب الله بضعة كيلومترات عن الحدود ويبقى الجيش الاسرائيلي محتلاً لأراضي لبنانية في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ومتمركزاً على طول الخط الأزرق.

المصادر رأت أن “مهمة هوكستين تبدو مستحيلة إذا لم تمارس الولايات المتحدة ضغطاً كافياً يلزم اسرائيل احترام القرار 1701، ما يعني استمرار المواجهات الميدانية وسقوط المزيد من القتلى بالاضافة الى الدمار والخراب والأضرار المادية الكبيرة”.

النائب بلال الحشيمي لم يكن بعيدا في موقفه عن هذه النظرة إذ قال، لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، إن “سبب تعثر مهمة هوكستين مرده إلى التفتيش عن طريقة لتطبيق القرار 1701 من جانب لبنان بمعزل عن اسرائيل انطلاقاً من تثبيت وقف اطلاق النار وإدخال الجيش الى الجنوب بعدد لا يقل عن عشرة آلاف جندي ومنع المسلحين وتحديداً حزب الله من الاقتراب من الحدود، من دون أن يشمل ذلك منع الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان. فمن أجل تخفيف هذا الاحتقان على الحدود يجب تطبيق القرار 1701 من قبل لبنان وإسرائيل على السواء”.

الحشيمي رأى ان “وقف إطلاق النار لا يمكن أن يقرره حزب الله لوحده بمعزل عن إيران”، مضيفا، “قبل مطالبة حزب الله بشيء علينا معرفة ما تريده ايران وأين أصبحت المفاوضات بينها وبين الولايات المتحدة”، معتبرا أن “إيران مازالت تتحكم باللعبة، وما يحصل في البحر الأحمر ليس بعيداً عما يحصل في غزة وفي جنوب لبنان”، معرباً عن شكه في التوصل إلى هدنة.