شرطٌ للبنان… ومزارع شبعا تحت وصاية دولية؟

  • Jan 14, 2024 - 7:45 am

عاد ملفّ مزارع شبعا المحتلّة من قبل إسرا.ئيل إلى الواجهة مجدداً، مع مطالبة لبنان بتحريرها، وتسويق هذا المطلب لدى المبعوث الأميركي آموس هوكستين الذي زار لبنان هذا الأسبوع، لنزع فتيل تفجير الجبهة اللبنانية مع إسر.ائيل، والانتقال إلى التنفيذ الفعلي لقرار مجلس الأمن الدولي «1701»، الذي يجعل منطقة جنو.ب مجرى نهر الليطاني (المحاذية للحدود اللبنانية – الإسرا.ئيلية) خالية من أي وجود عسكري لـ«حز.ب الله»، ووضعها تحت سيطرة قوات الطوارئ الدولية (اليو.نيفيل) والجيش اللبناني.

لكنّ مصادر وزارية دعت إلى عدم التفاؤل بإمكان تحقيق خرق في موقف الحز.ب، وأوضحت لـ«الشرق الأوسط»، أن «وضع تحرير مزارع شبعا شرطاً لوقف القت.ال على الجبهة الجنو.بية، هو تفخيخ لمهمّة هوكستين». وقالت إن «المبعوث الأميركي يحصر محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين حول انسحاب الجيش الإسر.ائيلي من النقاط الـ13 المتنازع عليها فقط، في حين أن مزارع شبعا مرتبطة بالقرار (242) وليس بالقرار (1701)، ولا يمكن الربط بينهما».

ومنذ دخول «حز.ب الله» على خطّ المواجهة مع إسر.ائيل في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، محولاً جنو.ب لبنان إلى جبهة مساندة لغزّ.ة، تتسابق الوفود الأميركية والأوروبية في محاولة لنزع فتيل التف.جير.

وعدّ رئيس «لقاء سيّدة الجبل» النائب السابق فارس سعيد، أن «الغاية من الرسائل التي يحملها الموفدون الدوليون هي حماية أمن إسر.ائيل، والبدء بتنفيذ حرفي للقرار (1701)، وأن تكون منطقة جنو.ب الليطاني منزوعة السلا.ح». وأوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «(حز.ب الله)، ومن خلفه الحكومة اللبنانية، يريدون أن يبدأ تنفيذ القرار (1701) بانسحاب إسر.ائيل من مزارع شبعا، وهذا يعني أن الحز.ب استبدل بشرط وقف القت.ال في غزّة شرط الانسحاب من مزارع شبعا».

وقال سعيد إن «قبول الحز.ب بمبدأ التفاوض مع الإسر.ائيليين عبر الوسيط الأميركي، يعني أنه تخلّى عن خطابه التاريخي وسرديته القائمة على قتال إسر.ائيل حتى تحرير فلس.طين، وهذا يعدّ تطوراً كبيراً يجب ألّا يغيب عن بالنا كلبنانيين وعرب، وخصوصاً أن هذا التفاوض يأتي في ذروة المعارك المستمرّة في غزّ.ة».

وأظهرت التطورات الميدانية التي حصلت في الأيام الأخيرة أن «حز.ب الله» لا يرغب بالدخول في حر.ب مع إسر.ائيل، يعرف مسبقاً آثارها التدميرية على لبنان، خصوصاً بعد اغتيال القيادي الكبير في حركة «حما.س» صالح العاروري في عمق الضاحية الجنو.بية، واغتيا.ل القا.ئد العسكري في الحز.ب وسام الطو.يل في الجنو.ب.

وشدد فارس سعيد على أن «سلسلة الاغتيا.لات التي تنفذها إسر.ائيل في لبنان شكلت إحراجاً سياسياً وعسكرياً للحز.ب، وهذه التطورات أجبرته على الجلوس على طاولة المفاوضات». وجزم سعيد بأن «(حز.ب الله) لا يريد الحر.ب، وإيران أيضاً تحاذر جرّها إلى الحر.ب أيضاً، وهي منذ السابع من أكتوبر برّأت نفسها من عملية (طو.فان الأ.قصى) وبدأت تفاوضاً غير علني مع الأميركيين، وهذا ما أدى إلى عدم توحيد ساحات القتا.ل لدى محور الممانعة».

وثمة عقبة أساسية أمام الجانب اللبناني، تتمثّل بعدم تثبيت لبنانية مزارع شبعا قبل المطالبة بالانسحاب منها؛ ولذا دعا الخبير العسكري والاستراتيجي العميد الدكتور هشام جابر، الدولة اللبنانية إلى «الفصل ما بين النقاط الـ13 موضوع النزاع مع إسر.ائيل وما بين مزارع شبعا المحتلّة». وشدد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على أن «المطلوب من لبنان أن يثبت بالوثائق ملكيته لمزارع شبعا بالتواصل مع الجانب السوري». وأكد أن «المطلوب من المسؤولين اللبنانيين أن يعرضوا على المبعوث الأميركي انسحاب إسر.ائيل من هذه المزارع، وأن تصبح منطقة خالية من السلا.ح، وتوضع تحت حماية قوات دولية إلى أن ينتهي من تثبت لبنانية هذه المنطقة».

وعن إمكانية قبول «حز.ب الله» بوضع مزارع شبعا تحت حماية دولية، قال العميد هشام جابر إن «تحرير المزارع من الاحتلال الإسر.ائيلي يعدّ مكسباً للبنان ويفترض بـ(حز.ب الله) أن يقبل بذلك؛ لأنه يحقق مطلباً تاريخياً وهو تحرير هذه المنطقة، على أن يحدد لاحقاً لبنانيتها عبر اعتراف رسمي سوري أو عبر الأمم المتحدة».

يوسف دياب – الشرق الأوسط