سيناريو “كابوسي” يهدد لبنان

  • Nov 20, 2023 - 10:53 am

أثار تصاعد وتيرة المواجهة بين ح.ز.ب الله والجيش الإس.رائيلي، خلال اليومين الماضيين، المخاوف من اتساع حرب غ.ز.ة إلى لبنان، خاصة بعد حادثة استهداف ح.ز.ب الله طائرة مسيّرة إس.رائيلية بص.اروخ “أرض جو” على الحدود اللبنانية الإس.رائيلية، ثم ما تبع ذلك بإعلان الجيش الإس.رائيلي اعتراض قواته لص.اروخ أطلق من الأراضي اللبنانية على مسيّرة إس.رائيلية.

رأت صحيفة “واشنطن بوست”، أن “الصراع الثانوي الذي اندلع على طول الحدود اللبنانية الإس.رائيلية بالتزامن مع حرب غ.ز.ة يتزايد نطاقه وشدته تدريجيا، بعدما شهد، السبت، قيام طائرات إس.رائيلية بضرب مصنع للألمنيوم في بلدة النبطية اللبنانية، على بعد 12 ميلاً شمال الحدود، وهو ما يتجاوز المنطقة التقليدية التي يعتبر فيها الجانبان إطلاق النار الانتقامي مقبولاً”.

ووفقا للصحيفة، بدأ الجانبان باستخدام أسلحة أكثر فتكا. وتقوم إس.رائيل الآن بإرسال طائرات مق.اتلة بشكل منتظم لضرب أهداف ح.ز.ب الله، وينشر ح.ز.ب الله طائرات بدون طيار وص.واريخ من العيار الثقيل.

وذكرت الصحيفة أنه في شكل أشبه بالروتين وفي كل يوم على مدى الأسابيع الستة الماضية، هاجمت إس.رائيل لبنان وهاجم ح.ز.ب الله إس.رائيل، وهو النمط الذي بدأ كأسلوب ثأري ثم تحول الآن إلى تبادل مستمر لإطلاق النار.

وأوضحت الصحيفة أنه في أغلب الأحيان تقريبًا، تكون الضربات على مسافة تتراوح بين 4 إلى 5 أميال من الحدود على كلا الجانبين، وهي معايرة متعمدة تهدف إلى احتواء العنف وتجنب حرب أكثر تدميراً بكثير.

لكن الصحيفة ترى أن المسؤولين الإس.رائيليين يصعدون حاليا من لهجتهم، إذ قال المتحدث باسم الجيش الإس.رائيلي، دانييل هاغاري، الأسبوع الماضي: “سيتحمل المواطنون اللبنانيون تكلفة هذا التهور وقرار ح.ز.ب الله أن يكون المدافع عن ح.م.اس”. لدى الجيش الإس.رائيلي خطط عملياتية لتغيير الوضع الأمني في الشمال”، بحسب الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن أديبا فناش، 65 عاماً، وهي واحدة من بين 12 شخصاً فقط بقوا في قرية دهيرة الحدودية، على الحدود الإس.رائيلية، إنه في الأسابيع الأولى من القتال، كانت إس.رائيل تقصف فقط في المساء. وقالت لـ”واشنطن بوست” أثناء زيارتها لصور لشراء الإمدادات: “الآن القص.ف يمتد من الصباح حتى الليل. ويتصاعد يوما بعد يوم”.

وذكرت الصحيفة أن هذه التصعيدات المتفرقة لم تشعل بعد الحريق الذي يخشاه كثيرون، لكن كل انتهاك للاتفاق غير المعلن بين ح.ز.ب الله وإس.رائيل يجعلهم أقرب إلى حافة الهاوية.

وأسفرت الحرب الأخيرة، في عام 2006، عن مقتل أكثر من 1200 شخص في لبنان و165 في إس.رائيل، وتركت مساحات واسعة من هذا البلد المحاصر في حالة خراب. وقد حذر الجانبان من أن أي صراع واسع النطاق الآن سيكون أكثر تدميراً بكثير، وأشار كلاهما إلى أنهما لا يرغبان في خوض مثل هذه الحرب.

ونقلت الصحيفة عن أندريا تينينتي، المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، وهي قوة حفظ السلام التي تراقب النشاط على الجانب اللبناني من الحدود، إنه مع مرور الأسابيع وتطاير الصواريخ، يتزايد خطر أن يخطئ أي من الجانبين في الحسابات أو يتجاوز الحدود.

وقال: “أي شيء يمكن أن يفعله أحد الطرفين، يمكن للآخر أن يقرر أنه تم تجاوزه ويسمح بمعركة أكبر”.

وفي مدينة صور القديمة، وهي مدينة ساحلية جذابة مليئة بالصيادين وشوارعها وأسواقها المرصوفة بالحصى، ترتفع المخاوف من انتشار العنف قريباً إلى بقية أنحاء لبنان. ومنحت السنوات السبعة عشر الماضية للجنوب أطول فترة سلام له منذ خمسة عقود، وقد ازدهرت هذه المدينة، ما جذب السياح إلى شواطئها وباراتها وفنادقها الفاخرة، وفقا للصحيفة.

لكن “واشنطن بوست” أشارت إلى أن الحانات والفنادق فارغة الآن وهناك عدد قليل من العملاء في المطاعم .

ويقول دبلوماسيون عرب وغربيون للصحيفة إن محادثات مكثفة تجري خلف الكواليس لمنع تكرار ما حدث عام 2006. وقد تركز اهتمامهم على حسابات ح.ز.ب الله، الحزب الشيعي والجماعة المسلحة التي تمثل القوة السياسية والعسكرية الأكثر هيمنة في لبنان، وعلى كلمات ح.سن نص.ر الله، زعيم الجماعة القوي الذي يتمتع بعلاقات وثيقة وطويلة الأمد مع إيران.

وذكرت مجلة “ناشيونال إنترست” أن الولايات المتحدة تحاول التوسط بين الجانبين للخروج من هذا السيناريو الكابوسي، إذ تريد واشنطن تقليل احتمالية اندلاع حرب إقليمية وتستخدم كل نفوذها لتحقيق ذلك.

وأوضحت المجلة أن الناس في لبنان يحاولون ممارسة حياتهم اليومية في ظل حالة الخوف الدائمة مع تفاقم الوضع في المنطقة الحدودية الجنوبية، لكن القتال الدائر بين ح.ز.ب الله وإس.رائيل يبقي الجميع على أهبة الاستعداد لحرب واسعة النطاق.

وترى أن احتمال قصف الطائرات الإس.رائيلية لبيروت وضرب ص.واريخ ح.ز.ب الله الموجهة بدقة لتل أبيب لن يكون من الممكن تجنبه على الإطلاق.

وقد اقترح البعض في لبنان سبلاً لتجنب المواجهة الكاملة مع إس.رائيل.

وتحدث اللواء عباس إبراهيم، الذي شغل منصب رئيس مديرية الأمن العام في لبنان، مع “ناشيونال إنترست” حول الوضع الحالي، قائلا “الولايات المتحدة تجري اتصالات بشكل رسمي وغير رسمي بأشخاص يعتقدون أن بإمكانهم إحداث فرق مع ح.ز.ب الله، لأن الأميركيين يحاولون تقليل التصعيد على الحدود”.

ووفقا للمجلة، لعب اللواء إبراهيم في الماضي دور الوسيط لح.ز.ب الله والولايات المتحدة كلما احتاجا إلى التواصل. ومع ذلك، نفى بشكل قاطع وجود أي نقاش مباشر بينهما بشأن الصراع الحالي.

وقال: “أستطيع أن أقول إن ح.ز.ب الله لا يشارك في محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة. إنهم يركزون كل جهودهم على فل.سطين. هناك محاولات عديدة لبناء هذه القناة بين ح.ز.ب الله والولايات المتحدة، لكنها أثبتت عدم نجاحها حتى الآن”.

وأضاف إبراهيم، أن “أفضل ضمان لعدم اجتياح الحرب لبنان هو أن يوقف المجتمع الدولي الهجوم الإس.رائيلي على غ.ز.ة الآن”.