مؤشرات أميركية وإيرانية للجم التصعيد

  • Oct 30, 2023 - 8:55 am

مضى يوم آخر من المواجهات بين المقا.ومة وقوات الاحتلال الاس.رائيلي على الحدود الجنوبية ولكنه تميّز باتّساع رقعة هذه المواجهات لتتجاوز المدى الجغرافي لقواعد الاشتباك المعمول بها بموجب القرار 1701، حيث بادرت اس.رائيل إلى قص.ف مدفعي وجوي في عمق بعض المناطق الجنوبية، لتتلقى ردوداً صارو.خية في عمق المنطقة الشمالية من الاراضي الفس.طينية المحتلة ما أثار توقعات بأن تتّسِع تلك الرقعة أكثر فأكثر في قابل الايام، خصوصاً اذا استمر القص.ف الاسر.ائيلي التدميري لغ.ز.ة ومحاولات اقتحامها التي فشلت حتى الآن. وفيما لاحَت في الافق مؤشرات على لجم التصعيد لَمسَتها مصادر قريبة من رئيس الحكومة الذي زار قطر أمس، أعلن رسمياً مساء امس انّ الأمين العام لـ”ح.ز.ب الله” السيد حس.ن ن.ص.ر الله سيتحدث عند الثالثة بعد ظهر الجمعة المقبل خلال “الاحتفال التكريمي للشهداء الذين ارتقوا على طر.يق القدس دفاعاً عن غ.ز.ة والشعب الفلسطيني والمقدسات”.
وقالت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية” انّ الاعلان عن موعد اطلالة السيد ن.ص.رالله، وهي الاولى له منذ ما قبل عملية “ط.وفان الاقص.ى”، وضع حداً لتساؤلات الداخل والخارج عن اسباب صمته الذي اقلق اسرائي.ل وحلفائها وكل المهتمّين بالح.رب الاسرائيلي.ة على غ.ز.ة والمواجهات بين “ح.ز.ب الله” وا.سرائيل على الحدود الجنوبية. وتوقعت المصادر ان تشهد الايام الفاصلة عن هذه الاطلالة مزيداً من التطورات في الجنوب وفي غ.ز.ة خصوصاً، في ظل “التبدّل ـ التراجع” في مواقف الولايات اللمتحدة الاميركية وحلفائها الداعمين لاسر.ائيل في ضوء فشل الاخيرة في اقتحام غ..زة لـ”سَحق” حم.اس كما هددت، واتساع الغضب العالمي على جرائ.مها في قتل نحو 8000 من الغزّاويين وغالبيتهم من الاطفال والنساء. واكدت هذه المصادر ان ما سيعلنه السيد ن.ص.رالله من مواقف سيُبنى عليه للمرحلة الراهنة والمقبلة بوجوهها الداخلية والاقليمية والدولية.

جولة عربية لميقاتي
في غضون ذلك بدأ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جولة عربية امس استهَلّها بزيارة سريعة الى قطر التي عاد منها قرابة الخامسة عصرا، وافادت مصادر قريبة منه لـ”الجمهورية” ان الزيارة هي من ضمن خطته لزيارة عدد من الدول العربية تباعاً بهدف متابعة المساعي والضغوط العربية والدولية لوقف الحرب الا.سرائيلية على قطاع غ.ز.ة ومنع توسّعها الى لبنان، ولا نعرف الدولة التالية التي سيزورها وهو يقرر “كل مشوار بمشواره” بحسب ظروف كل دولة وارتباطات مسؤوليها.
ورجّحت معلومات “الجمهورية” ان تكون سلطنة عمان المحطة الثانية بعد قطر في جولة ميقاتي.
واشارت المصادر الى مؤشرات الى لجم التصعيد في جنوب لبنان صدرت عن الادارة الاميركية وايران، ما يؤكد استمرار المواجهات بين المقاومة وقوات الاحتلال الاس.رائيلي في الجنوب ضمن المواقع الامامية الحدودية وعدم امتدادها. وردّت المصادر اسباب التغاضي الغربي عن القص.ف الاسرائيلي العنيف على غزة الى “محاولة استرضاء اسرائيل لفترة من الوقت لاستعادة هيبتها المكسورة بعد عملية “طو.فان الاقص.ى” التي نفذتها حركة “حم.اس” في 7 تشرين الاول الجاري”.
وكان ميقاتي قد التقى في دولة قطر أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الحكومة ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وتناولت المحادثات آخر تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وتداعياتها على لبنان والمنطقة بالاضافة إلى العلاقات الثنائية بين لبنان وقطر وسبل تعزيزها وتطويرها في ضوء ما تقدمه قطر من مساعدات مختلفة على اكثر من مستوى خصوصا للجيش والقوى الامنية.
بعد ذلك عقد ميقاتي لقاء مع نظيره القطري في حضور القائمة بأعمال سفارة لبنان لدى دولة قطر السفيرة فرح بري، قبل ان تعقد خلوة ثنائية بينهما.

الحملة الديبلوماسية مستمرة
وفي إطار الحملة الديبلوماسية التي تقودها وزارة الخارجية، من المقرر ان يلتقي الوزير عبدالله بوحبيب اليوم الاثنين كلّاً من السفيرين الروسي لدى لبنان ألكسندر روداكوف والبابوي المونسنيور باولو بورجيا، وذلك بهدف مناقشة التطورات الناجمة عن الحرب في غ.زة وتداعياتها على لبنان والمنطقة بالإضافة الى ما يجري في الامم المتحدة من مناقشات تناولت الوضع في غ.ز.ة وما يجري على الحدود اللبنانية الجنوبية ولا سيما المواجهات الاخيرة التي شهدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بُغية توضيح موقف لبنان مما يجري، والتأكيد على اهمية السعي الى وقف النار ووقف المجازر في غ.زة لتكون الخطوة الأولى للتهدئة تمهيداً للبحث في الحلول السياسية والديبلوماسية.
وتلقّى الوزير بوحبيب اتصالاً من وزيرة خارجية مملكة هولندا هانكي برونزي حيث تشاورا خلاله في آخر التطورات في الجنوب اللبناني، والتصعيد الاس.رائيلي الكلامي والعسكري. وشدد بوحبيب على ضرورة الضغط على إس.رائيل لوقف استفزازاتها وتهديداتها الصادرة عن مسؤولين حكوميين وعسكريين بتدمير لبنان وإعادته الى العصر الحجري، ما قد يؤجّج النزاع ويزيد مخاطر تحوّله الى مواجهة إقليمية تهدد السلم والأمن في جنوب لبنان والمنطقة بأجمعها، وذلك بعكس التصريحات الصادرة عن المسؤولين اللبنانيين التي تشدد على عدم رغبة لبنان بالحرب أو السعي اليها. واكد بوحبيب لنظيرته الهولندية قلقه الشديد من التصعيد الاخير في غ.زة مشدداً على ضرورة وقف الحرب، واحترام اسرائيل للقانون الدولي الإنساني. واتفق الوزيران على انّ السلام والاستقرار في المنطقة ككل يبدأان بتنفيذ “.طيني السيادة وتحفظ كرامته.

وزير الجيوش الفرنسية
الى ذلك يزور وزير الجيوش الفرنسية سيباستيان لوكورنو لبنان الأربعاء المقبل حيث سيتقفد قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب البلاد.
وأفاد مكتب لوكورنو امس أنّ زيارته التي تستمر حتى الجمعة المقبل تهدف إلى “إعادة تأكيد تمسّكنا باستقرار لبنان”، في أوج النزاع بين اس.رائيل والفلسط.ينيين، موضحاً أنّ الوزير الفرنسي سيلتقي قادة لبنانيين بينهم رئيس الوزراء نجيب ميقاتي. كذلك سيلتقي وزير الدفاع العميد موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزف عون.
وسيزور لوكورنو صباح الخميس، قوة الأمم المتحدة الموقتة (اليونيفيل) العاملة في جنوب لبنان منذ العام 1978 وتضم أكثر من 10 آلاف جندي، بينهم نحو 700 جندي فرنسي. على ان يكرّم في بيروت الجمعة ضحايا هجوم “دراكار” الذي أودى بحياة 58 جنديًا فرنسيًا عام 1983.

جنوباً وعلى الصعيد الميداني، توسعت دائرة الرد على طول الجبهة الجنوبية حيث نفذ “ح.ز.ب الله” و”كتائب الق.سام” و”قوات الف.جر” سلسلة عمليات ضد مواقع اس.رائيل ومستوطناتها في القطاعين الغربي والأوسط. وأعلن “ح.ز.ب الله” في بيان مسائي عن “استهداف مسيّرة إس.رائيلية في منطقة شرق الخيام بصاروخ أرض جو وإصابتها إصابة مباشرة، وشوهِدت بالعين المجردة وهي تسقط داخل الأراضي الفلس.طينية المحتلة”. كذلك، أعلن “ح.ز.ب الله” عن استهداف قوة مشاة إس.رائيلية في موقع بركة ريشا بالأسلحة الص.اروخية الموجّهة، وأوقعَ فيها اصابات مؤكدة. وقد نعى الحز.ب ش.يداً جديداً هو محمد نجيب حلاوي من بلدة كفركلا الحدودية.

وبدوره، أعلن الجيش الإس.رائيلي أنه رصد “10 عمليات إطلاق صو.اريخ عبر الحدود من لبنان وقام بالرد على مصادر الإطلاق”. وطاولَ القص.ف المدفعي الاسرائيلي أطراف بلدات البستان، مروحين، ام التوت، زبقين ومحيط منطقة اللبونة، وسقطت قنابل مضيئة فوق بلدة علما الشعب. فيما استهدفت غارات الط.يران الحربي الإسرائ.يلي برعشيت في المنطقة الواقعة بين عيترون وبليدا في قضاء مرجعيون، وخراج رميش – هرمون، وأطراف يارون في قضاء بنت جبيل، ووادي طير هرما خراج بلدة ياطر، والشعيتية، وبلدة عيتا الشعب.
وفي تطور لافت، نقلت قناة “سي إن إن” عن مصادر أميركية أنّ “قوة رد سريع تابعة لمشاة البحرية الأميركية تتحرك في اتجاه شرق البحر المتوسط”.