البطريركية المارونية كرمت الشيخ ياسين علي حمد جعفر في كرم شباط العكارية

  • Sep 24, 2023 - 1:27 pm

كرمت البطريركية المارونية الشيخ ياسين علي حمد جعفر في دارته في كرم شباط العكارية، في حضور ممثل البطريرك الماروني المطران حنا رحمة على رأس وفد من الآباء، النواب إيهاب حمادة ووليد البعريني وسجيع عطية ومحمد يحيى ومحمد سليمان، الوزير السابق يعقوب الصراف، وفد من بلدية دير الأحمر، مفتي عكار زيد محمد بكار زكريا على رأس وفد من المشايخ، ممثل السفارة السورية شادي ابراهيم، قنصل سفارة غانا في لبنان علي سميح جعفر، عضو المجلس السياسي في “حزب الله” محمد صالح، رؤساء بلديات عكار العتيقة وفنيدق ووادي خالد وبشوات وفيسان وجوار الحشيش والهرمل والقصر ودير الأحمر وفعاليات.

بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني، ثم ألقى رحمة كلمة قال فيها: “تحية محبة وإكبار لكم جميعاً، انتم الذين اتيتم من كل حدب وصوب، لنلتقي في هذا البيت اللبناني الاصيل العريق الذي بات مدرسة في الوطنية والانسانية والمحبة. اتيتكم من بعلبك دير الاحمر، برفقة هذا الوفد الكريم الذي احييه معكم فردا فردا واشكره على حسّه الذي دفعه الى المشاركة في هذه المبادرة الأصيلة التي ليست بدون غايات. قد يتساءل البعض لم هذا اللقاء وما الغاية من هذا التكريم؟ جوابا على هذا السؤال أقول: لقد ترعرعت مع اخوتي في بيت بقاعي لبناني يؤمن ان القاعدة هي الخير والشواذ عن القاعدة هو ارتكاب الشر والرذيلة، ولكننا نعيش اليوم وكم اشعر بالأسف على هذا الواقع، في عالم ندر فيه الخير وشحت فيه القيم، وصار فعل الخير والسعي اليه كأنه امر غريب ومستغرب. فهل تغيرت مبادئنا الاجتماعية؟ هنا تكمن الاجابة على السؤال”.

وقال: “التقينا اليوم في دارة رجل تتناغم تصرفاته مع القاعدة، قاعدة السعي الى الخير ، تلك القاعدة التي لطالما آمن بها اباؤنا واجدادنا وسعوا لتطبيقها وعيشها في تفاصيل حياتهم اليومية، التقينا اليوم لنسلط الاضواء على هذه القاعدة التي باتت منسية ومرذولة لدى الكثيرين، التقينا اليوم وفي قلبنا رغبة في ان نقدم لأجيالنا الطالعة نموذجا عن البشر الخيّرين الذين يعيشون فيما بيننا، ولهم نودّ ان نؤكد ان فاعل الخير والساعي الى السلام هو من يجب ان يكرّم، وان ما تشهده ساحات مجتمعنا من ضلال وفساد وشر يبقى في نظرنا وفي مبادئنا في خانة الشواذ لا القاعدة. نعم، التقينا اليوم لنقول كفى لتكريم وتأهيل الفاسدين والملتويين والشاذين، ولنقول نعم لتكريم الرجال الخلوقين والمحترمين والصادقين والغيارى على المصلحة العامة وعلى بناء الانسان والدولة. ولحضرة الشيخ ياسين علي حمد جعفر، ماذا نقول؟ انتم في مجتمعكم المقصد والملجأ، وفي دارتكم المباركة، يطيب لنا اللقاء وتبادل مشاعر المحبة والاحترام، ويشرفنا ان نعرب للجميع عن تقديرنا لشخصكم الكريم، وكم نتمنى ان يكثر الرب الإله من امثالكم العريقة في مجتمعنا، فيكثر في محيطنا الرجال الاشداء في المحنة، الثابتون على القيم والمبادئ، مهما حلك الضباب، ومهما اسودّت السماء، ومهما اشتد الضياع، ومهما تجذر الفساد وانتشرت روح الغربة عن القيم والتقاليد والايمان”.

أضاف: “ايها الشيخ الجليل والحبيب، ان مواقفكم الوطنية لهي واضحة وضوح الشمس، وخياركم “الدولة” التي تحمي الجميع لهو اكثر وضوحا وسطوعا، ومحبتكم لمؤسسات الدولة، وعلى رأسها مؤسسة الجيش اللبناني المفدّى، لا مثيل لها، فليبارككم الرب على هذه الصفات العظيمة التي انّما تستثمرونها في وطن يئن من الوجع والتمزق والظلم والفساد. ان الحدث المباشر الذي اسس ودفع بنا للاجتماع اليوم هو مثال واضح على ان ما تجاهرون به كل يوم وان ما تعلنونه على الملأ ليس شعارات فارغة، بل نهج حياة تعيشونه. ان وقوفكم الى جانب صاحب الحق والرزق الحلال امضى من كل كلام يتفوّه به الزعماء على المنابر العالمية والدولية والمحلية. لقد وقفتم قولا وفعلا وحقا موقفا ضد الفساد والمفسدين في قضية خيانة راعي الماشية الذي طعن بالامانة التي تسلمها من صاحب القطيع السيد جان حبشي ابن بلدة دير الاحمر الأبية. هذا الحدث، وان كان متواضعا في الظاهر الا انه كبير في معانيه. فالذين تسلموا زمام الامور في وطننا لبنان، قد تآمروا على المواطنين وغيبوا الأمن والأمان وشرذموا القضاء، وشرعوا الابواب للعصابات واللصوص، وباعوا واشتروا، وشتتوا القطيع وتركوه ضائعا جائعا ومشردا”.

وتابع: “ان الامانة هي من اعظم الفضائل، والخيانة من اكبر الرذائل. مساكينهم الذين عبدوا المال والذات وعظماؤهم الذين تمسكوا بالمفاهيم الانسانية السامية والقيم المقدسة والثوابت والمبادئ التي تصون كرامة الانسان وتؤهله لنيل خلاصه. بإسم صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكليّ الطوبى، بطريرك انطاكيا وسائر المشرق، وبإسم الحاضرين جميعا وبإسمنا الشخصي، نرفع الى قلبكم الطيب اسمى تحية شكر وامتنان وعرفان بالجميل، على كل الجهود التي كنتم تقومون بها لاحلال الحق ونصرة العدالة والحقيقة. فعلى مواقفكم الوطنية المميزة، وعلى وقوفكم الى جانب الحق وصاحبه، وعلى سعيكم الحثيث لصنع السلام، يمنحكم صاحب الغبطة والنيافة بواسطتنا، بركته الرسولية البطريركية مستمطرا عليكم وعلى عائلتكم الكريمة وافر البركات السماوية. ونحن نعلم علم اليقين ان اياديكم البيضاء لم تصنع الخير بانتظار التمتع بتصفيق الجماهير، وان التكريم لا يدغدغ مشاعر المتواضعين ولا يزيدهم مجدا، بل يحفزهم على الثبات في طريق الخير والسلام، لذلك نشد على اياديكم يا صاحب الشيخوخة النبيلة، ألا توفروا فرصة لاضاءة الشموع في الزوايا المظلمة، مهما حلك الظلام، ولا تترددوا في رفع سيف الحق الذي تحملونه بيديكم القديرتين في وجه كل معتدٍ وظالم، وفي جميع المجالات. تابعوا اسهاماتكم في مجتمعنا واحرصوا الّا يتعدّى احد على ارض غيره، فقد لبسكم الصيت الحسن بجدارة، فاحفظوه حتى رمى في الاخير، حفظكم الله”.

وختم: “اليوم يوم مجيد في تاريخ منطقتي البقاع والشمال، حيث تتشابك الأيدي وتتعانق القلوب، وتتكامل الألسن لتعلن بالفم الملآن: كلنا للوطن. كلنا ابناء هذه الارض الطيبة ، فلنعاهد بعضنا بعضا بالحفاظ على الود والاحترام وعيش المحبة، فيبقى “الجار قبل الدار” كما يقول المثل اللبناني الأصيل، فنكون كل حين من دعاة الصدق والإخلاص لبعضنا البعض ولوطننا الحبيب لبنان ولشعبنا المقهور فيكون لنا رجاء بالله وثقة بالوطن ومحبة لجميع ابنائه. عشتم، عاشت الاخوة الصادقة المعاشة على ارض الواقع وعاش لبنان”.

وبعد تسلمه درع البطركية المارونية قال الشيخ ياسين علي حمد جعفر: “بالامس تفقد قائد الجيش اللبناني خط الحدود من أجل حفظ كرامة الحدود وكرامة الوطن والانسان واليوم من بوصلة لبنان مدرسة القديس يوحنا مارون، استلم درعا وانا رفيق للامام السيد موسى الصدر في الرويمة يوم كنت شابا الى جانب والدي للقاء الإمام السيد موسى الصدر الدي كان همه الوحيد هو الوطن وتراب الوطن وتشهد له كنيسة الكبوشية يوم خطب في بيروت ويوم اعتصام في مسجد العاملية من أجل دير الأحمر، هذه المسيرة تعرفونها اكثر مني، وهذا الدرع الذي تسلمته اليوم شرف وكرامة، ولبنان أمانة في اعناقنا، ولو كنا اتبعنا بوصول الاكفاء من خلال مجلس الخدمة المدنية لما وصلنا إلى ما نحن فيه، والبابا يوحنا بولس الثاني قال لبنان رسالة، لكن للأسف حكمتنا الفوضى. بالامس كانت البوابة واليوم البداية”.

وختم: “الإمام علي قال ان لم يكن لك اخ في الدين فهو نظير لك في الخلق، ورسول الله قال إنما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق، والإمام الصدر احب هذا الوطن وهناك قادة عظماء في لبنان يعملون ويحبون لبنان، لكنهم يحاربون ومنهم القائد العربي الكبير السيد حسن نصرالله، لقوة لبنان وحماية لبنان وغيره وغيره.

ختاما كانت كلمة مفتي عكار قال فيها: “ونحن نلتقي بتكريم رجل الخير والصلح، ومع اجواء ذكرى ميلاد النبي الاكرم صلوات ربي وسلاماته عليه، وتحت هذه الاشجار الثابتة العميقة المتجذرة كجذور لبنان، وبحضور هذا الكم النوعي المتألق المتنوع من سائر المناطق اللبنانية. ولنا الشرف ان نكون ايضا على ارض عكارية، ارحب بكم اسمى ترحيب ونحن نلتقي لنؤكد على معاني الخير والصلح التي ارساها ديننا كما سائر الاديان، لاننا اصبحنا في وقت نخسر ما بناه آباؤنا واجدادنا. قطعنا مجداً فريدا، قطعنا تاريخا عظيماً، عندما تكرم هذه البيوت، ويكرم هؤلاء الرجال، فاننا نؤسس لمرحلة ضرورية هامة، ان يأخذ اهل الخير والصلح والارشاد، موقعهم الطبيعي في هذه البلاد، لا ان تترك البلاد لمن يعمل بها ليعيثوا فسادا فيها”.

أضاف: “وصلت الامور الى ابعد مدى، اقصى من ان يفقد الانسان صحته ولقمة عيشه وامنه ماذا ينتظر القائمون والقيمون على هذا البلد يريدون لنا ان نرحل او نهاجر او نترك لا، وان جوعونا وان جهلونا وان عطلوا مدارسنا واغلقوا مستشفياتنا فنحن ثابتون صابرون مستمرون في هذا البلد. ماذا ينتظرون اكثر من شغور رئاسي، تتتابع في وفود تلو وفود، وممثلين تلو ممثلين، يبحث في هذا الشأن في اروقة الامم، وفي القمم، وفي المجالس، ولا تزال الامور على ما هي عليه. ولولا الله ثم وجود اهل الخير واهل الصلح في كل منطقة، ومنهم الحاج المكرم الشيخ ابا علي، الذي هو امتداد طبيعي لبيت آبائه واجداده ومنطقته، لولا وجود الله ثم هؤلاء لرأينا العجب العجب في مناطقنا. اصبحنا نرى في امثال هؤلاء ضمانة، وحفظا وامنا ورعاية. لذلك احفظوا ما تبقى من هذا البلد، احفظوا ما تبقى من هذا الوطن، وليكتب القيمون، في سجل تاريخهم، تاريخا ذهبيا انهم تنازلوا وضحوا من اجل هذا البلد، ليكتب اسمهم في التاريخ بماء من ذهب، ليدرس للاجيال انهم تنازلوا عن المصلحة الشخصية للمصلحة الوطنية والعامة”.

وختم: “ماذا ستدرس الاجيال عن تاريخ لبنان في هذه الفترة؟ ماذا سنعلم اجيالنا ان كنا نعلمهم سيرة رجال الوطن الكبار الذين ضحوا وتفانوا وبذلوا. وطوردوا وحبسوا ولم يتنازلوا عن وطنيتهم لذلك الامل بالله كبير، والفرد بوجودكم عظيم. والشكر للفتة من البطريركية المارونية، للرجل المكرم، والشكر لكم حضورا”.