الصايغ: الواقع المفروض علينا ستتم مواجهته بأمر واقع مقابل

  • Aug 12, 2023 - 9:18 pm

كرّر عضو كتلة الكتائب اللبنانية النبابية النائب الدكتور سليم الصايغ تعازيه الحارة لأهالي الشهداء الذين قتلوا في ضيعهم وأمام منازلهم في الأيام القليلة الماضية، لافتاً الى أن أهل الكحالة ووفقاً لنخوتهم هرعوا لمساعدة الشاحنة لكنهم قوبلوا لاحقاً بإطلاق نار عليهم لتفريقهم وابعادهم عن شاحنة حزب الله.

وقال: “سمعنا كلاماً كبيراً من رفاق الشهيد فادي بجاني وفيه الكثير من العصب اللبناني العميق الرافض للإملاءات وسياسات الفرض، خاصة ان اليوم هو زمن البطولة وليس زمن اللعب والمناورة”.

وعن جريمة قتل الياس الحصروني في عين إبل، كشف الصايغ أن الحصروني قد خُطف قبل اغتياله وتم كشف الجريمة بحسب كاميرا مراقبة خاصة تابعة لأحد البيوت، معتبراً أن التحقيق في الجنوب لن يُفضي إلى نتيجة، وقال: “أتحدّى الدولة أن توقف شخصاً متورّطاً في هذه الجريمة”.

أضاف: “من قام بعملية اغتيال الياس الحصروني كان بإمكانه تنفيذها بكاتم الصوت لكن نُفذت بطريقةٍ أخرى من خلال الخطف وهي عملية صامتة ضمن منطقة عمليات الـ1701”.
ورأى الصايغ أن حزب الله وحلفائه تخطّوا منطق إرسال الرسائل عبر عمليات الإغتيال، وباتوا يعملون على اغتيال الأركان الذين يرفضون الأمر الواقع خاصّةً أن الياس الحصروني كان يحمل لواء منع بيع الأراضي التي يحاول حزب الله شرائها بطريقةٍ ممنهجة في المنطقة.

وقال: “يعملون على تقويض ركائز الوطن اللبناني الذي يرفض “وضع اليد” من قبل حزب الله ومُشغلّيه من الخارج، وعلى سبيل المثال تم تحييد لقمان سليم لأن كلامه المعارض كان قوياً جداً”.

وأكّد الصايغ أن حزب الله بات ضعيفاً ولا قضية له خاصّةً بعد فضيحة ترسيم الحدود البحرية أو اتفاقية الغاز والبترول، واعترافه بدولة اسرائيل، وقال: “يقومون بهذه العراضات لشدّ العصب فقط لا غير”.

وأضاف الصايغ: “يتحدّث حزب الله بوحدة الساحات وغيرها وهذا الحديث أشبه بتجميع أوراق في انتظار التسوية الإقليمية”، سائلاً: “كيف لهم أن يتحدثوا بالقضية بعد أن تنازلوا عن أرض لبنانية برعاية “الشيطان الأكبر” على حد وصفهم لصالح اسرائيل؟”، ومعتبراً أن تخوّف حزب الله من عرض اتفاقية ترسيم الحدود البحرية أمام مجلس النواب سببه واضح وهو لكي لا تتم مناقشتهم بهذا الملف.

وتابع:”عشية الإنتخابات الرئاسية وزيارة لودريان أو غيره من الموفدين، يحاول حزب الله منع الحديث عن مشكلة السلاح وينقل الحديث الى الكلام بمواصفات الرئيس المختصرة بعبارة واحدة “حماية ظهر المقاومة” “.

ورداً على سؤال، أوضح الصايغ أن “حزب الله يضع نفسه في عمق المعادلة الإقليمية، مشيراً الى التنازلات من بعض الفرقاء لصالحه دمّر البلاد، وعندما يُسأل التيار الوطني الحرّ عما أعطاه حزب الله لهم يردّون بأنه ساهم بإقرار قانون انتخابي”، معتبراً أن هذا القانون الحالي الذي يتفاخر به التيار الوطني الحرّ بذريعة تحسين التمثيل أشبه بالنزول في “فندق 5 نجوم في جهنم”.

وعن التواصل بين قوى المعارضة والتيار، كشف الصايغ أن التواصل قائم بين الطرفين، لكن التيار في المقابل يتواصل مع حزب الله من أجل تمرير قوانين منها اللامركزية مُقابل إسقاط الفيتو عن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية من جهة وتأمين النصاب من جهة أخرى.

وقال: “مقاربة التيار الوطني الحرّ مع حزب الله ليست واقعية”، وسأل الصايغ : “لماذا لم يقوموا بها عندما كانوا في الحكم وفي الرئاسة بالإضافة إلى الأكثرية النيابية؟ ولماذا الآن ولمصلحة من؟”

وأوضح الصايغ أن الاختلاف مع الوزير جبران باسيل سببه أنه يقوم بمقايضات بالجوهر، لافتاً الى أن قضية اللامركزية هي اساس السلم الاهلي والشراكة الوطنية بعد الطائف وهي كلفت ١٠٠،٠٠٠ قتيل وبالتالي لا يجوز طرحها اليوم كتنازل يعطيه حزب الله للمسيحيين مقابل التنازل لصالح مرشحه، ، جازماً أن “اللامركزية لا يمكن مقايضتها برئاسة الجمهورية”.

واعتبر الصايغ أن ردّة فعل التيار الوطني الحر ورئيسه على موضوع الكحالة ليست في المستوى المطلوب وكأن الأخير يُساوي بين الطرفين، كما وأنهم يقولون لحزب الله أنهم لن يطعنوه، وقال: “إن أراد الوزير باسيل القيام بسلام الأبطال مع الحزب عليه أن يكون بطلا في قول الحقيقة مهما كانت صعبة”.

وشدّد الصايغ على أن الحديث باللغة الرمادية لا يفيد، وقال: “نحن نطالب بشراكة وطنية مع كافة الأطياف اي بسلام الشرفاء، لاننا اليوم نعيش في لبنان حرباً باردةً من دون السلاح”.

وعن دعوة رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل بعد حادثة الكحالة الى النضال الوجودي الكياني، اعتبر الصايغ أن أهميتها هي أنها صادرة عن رئيس الحزب وخاصة بعد هذه الجريمة والأحداث الأخيرة التي شهدناها والتي من غير المقبول السكوت عنها، لافتاً الى أنه علينا العودة أيضاً إلى حديث البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قبل الإنتخابات النيابية الذي دعا فيه الشعب إلى اختيار الهوية في صناديق الإقتراع.

وقال: “لا نتحدث باسم حزب الكتائب فقط اليوم وانما بإسم الشعب اللبناني ككل، والكتائب وجّه دعوة للشركاء في المعارضة لمواكبة هذا الملف لوقف التعاون مع سيطرة الدولة التي يسيطر حزب الله بكل الوسائل التي نمتلكها”.

وفي هذا السياق، أكّد الصايغ ان الخلاف في لبنان ليس بين المسيحيين والمسلمين بل هو خلاف على هوية لبنان الوطنية، وخلاف على أي لبنان نريد، فإمّا الجمهورية الإسلامية التي يريدها حزب الله أو الجمهورية اللبنانية التي تحتكم إلى الدستور.

ولفت الى أننا بحالة استنفار وطني، لمواجهة كل التحديات بدءًا من قضية النازحين السوريين ، وقال: “لن ننتظر الدول للتقرير، وسيكون لدينا لجان شعبية ستدرس واقع الوجود السوري الفعلي للعمل على تنظيم العودة والوجود، كما وسنعمل على قضايا التنمية المحلية مع البلديات أو من دونها ولكن من الأفضل العمل معها”.

وكشف الصايغ نية التوجّه نحو تحضير الناس للتعاون والإمتناع عن التعامل مع دولة مركزية يسيطر عليها حزب الله، مؤكداً أن “لا أجندات لدينا وغرف سوداء وما نقوم به يكون في العلن، والناس تطلب منّا تنظيم أمور الشعب اللبناني والتحرّك لمنع تحلحل البلاد، وبظلّ ما يحصل نحاول الحفاظ على المؤسسات”، جازماً أن الأمر الواقع المفروض علينا ستتم مواجهته بأمر واقع مقابل، وقال: “ذاهبون للطلاق مع كل شيء في لبنان يسيطر عليه حزب الله، وقانون البلديات الذي لا يُطبّق يمكن الذهاب به بعيداً”.

وشدّد الصايغ على ضرورة المواجهة لأنه إذا لم نواجه اليوم سيقومون بتعيين رئيسٍ للجمهورية يُكرّس السيطرة على الدولة والمؤسسات وبعد 6 سنوات لن يبقى أحد للمواجهة.
وعن فكرة التسلّح والإشاعات التي حاول إعلام الممانعة المأجور اتهامنا به، أوضح الصايغ “أننا لن نتّجه إلى ملعب حزب الله الذي اتّهمنا بحادثة الكحالة وبالتسلّح، مع العلم أنه لو فعلاً قمنا بها لكان المشهد مغايرا”.ً

وقال: “لن نمنع المواطنين ولن نمسّ بحقهم بالدفاع عن النفس، ونزرع الأرضية لإحداث اختراق في حالة الجمود القاتل والقيام بشيء لا يستطيع أحداً الوقوف بوجهه وذلك يبدأ من خلال التوحد كلبنانيين ووضع بسلّم الأولويات استعادة الدولة من المسيطرين عليها”.

أضاف: “وزارة المال تموّل نفسها من الناس وقد تتّجه الأمور إلى عصيان مدني وضريبي، وعلى سبيل المثال دفع فواتير الكهرباء بطريقة مجحفة لا يمكن القبول به بعد اليوم”، مشيراً الى أن “هناك قواعد وأصول أخرى تعطي الحق بالعصيان والتظاهر ورفض الأمر الواقع، ونحن حصانتنا من الناس وخطواتنا مدروسة وستوصل إلى تراكمات سريعة تصحح مسار الامور على اساس أجندة حقيقية لبناء الدولة”.

واعتبر الصايغ أن الشعب اللبناني لا يزال “مخدّرا” كوننا في موسم الصيف ونشهد حركة بالعجلة الاقتصادية، لافتاً الى أن الأمور ستنجلي بدءًا من شهر أيلول مع عودة المدارس والجامعات، داعياً الجميع لملاقاتنا بطرحنا لإنقاذ لبنان.

ودعا الصايغ الشعب اللبناني الى الثقة بقدرة المواجهة هذه المرة لأنها ستكون “حرزانة”.
وتطرّق الى الوضع الأمني والفلتان الذي نشهده في البلاد، وقال: “القوى الأمنية تغض النظر ولا تتعاون لحماية المواطنين بعد عمليات سرقة على سبيل المثال فيما تهرع لمنع بناء “قنّ دجاج” في منطقة تدفع ضرائبها وهذا الأمر مجحف ونرفضه”.

وختم الصايغ قائلاً: “الدولة أصبحت ضد الناس وخيارنا أن نكون بصفّهم وليس مع الدولة التي يسيطر عليها حزب الله”.