كتبت امال الياس سليمان:
نحن شعب بتنا نودّ ان نعرف عن جيناتنا..من نحن؟ لماذا نستمر؟ ما الذي يجعلنا نتعلّق بهدا الوطن؟ هل هو “المدرسة والناس والجيران وزهور ما بتعيش من دوني”؟ أو ” الأرض والبيت والحيطان ومنظر طبيعي مرايتو عيوني؟…..
أسئلة تسكن عقل وروح كل لبناني وتحيّره، فإذا بنزار فرنسيس ينتزعها من عمق العقل وشذا الروح ويحوّلها الى نصّ توجه به الى كل لبناني ليقول له “لست لوحدك بل كلنا في الهوى سوا يمزّقنا الفراق إن جربناه وينتزعنا الإخلاص للوطن إن عارضناه، ويغلبنا الانتماء الى الأرض مهما أغرتنا الكرة الأرضية بمنّها والسلوى.
وبين كلام وسلام نزار فرنسيس صدح صوت كارلا شمعون بباقة منتقاة تعبّر عن حب الوطن وتؤازر فرنسيس في الايمان بالأرض والانتماء وفي لذّة التضحية من أجل لبنان الذي لا يضاهي سحره سحرا….
وبين كارلا ونزار انتقلنا لنفكّر من نحن؟ هل نحن شعب لا ينكسر وإن كسروه، لا ينفجر وإن فجّروه….هل نحن شعب لا ينخذل وإن خذلوه؟
هل نحن هذا الشعب الذي شرب وتشرّب وامتزجت جيناتنا بجينات طائر الفينيق؟
وامام كل العالم حوّلنا الوجع والألم والتعب الى استمرارية وحياة!
والله نحن تصحّ فينا وعلينا الدراسات لأنّنا شعب لا يتكرّر، وطن فريد وليس من عدم ا تقول الاغنية “كون ليس لبنان فيه سوف يبقى عدما او مستحيلا”
نحن شعب لا يصحّ فينا الموت المتعارف عليه لأننا كما ختم نزار فرنسيس سهرية “لبنان حكاية حب”
“نحنا شعب منموت تا نبقى”
وكي يبقى لبنان “حكاية حب” بعيون وقلوب كل الذين سافروا وهاجروا….
والأجمل في سهرية “لبنان حكاية حب” ضمن مهرجانات جونية الدولية انها لم تتغاضى او تغض النظر عن الواقع الأليم الذي نتجرّع كأسه كل يوم….
أجمل ما في هذه السهرية أنها عبرت عن كل لبناني لا يستسلم رغم الاوجاع ويجعل من الفرح ملجأ لوجعه….
أحلى ما في هذه السهرية انها حملت واقعنا الى المسرح وعبرت عن هواجسنا وخاضت النفوس وقالت لنا نحن من الناس ونعيش الوجع ونعبر عنه أحيانا كما انتم بوسائل ووسائط الفرح والحياة كي يبقى لبنان حكاية حب في قلوبنا وقلوب أبنائنا….تحية الى زينة افرام رئيسة المهرجانات وكل فريق العمل…عمل لم يحمل ضخامة مهرجانتكم المعتادة…لكنه حمل أعباءنا وهمومنا وهواجسنا..عمل عظمته ببساطته ورسالته!
