جمود رئاسي بانتظار لودريان

  • Jun 26, 2023 - 7:12 am

لا شيء متوقّعاً في القريب العاجل على جبهة الاستحقاق الرئاسي الذي دخل في حالة انتظارية لعودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان المُنتظَرة الشهر المقبل، وذلك بعدما أنهى زيارته الاولى للبنان بحصيلة راوَحت المواقف فيها بين مؤيّد لِعقد طاولة حوار في الاستحقاق وبين معارض لها، على أن يحدد طبيعة خطوته اللاحقة في ضوء مشاورات بين باريس والرياض خصوصاً والمجموعة الخماسية العربية ـ الدولية عموماً، علماً انّ لودريان كان قد أعلن لدى مغادرته انه سيعمل على “تسهيل حوار جامع بين اللبنانيين بغية التوصل إلى حل توافقي للخروج من الفراغ المؤسساتي والقيام بالإصلاحات الضرورية”.

أبلغَت أوساط مطلعة الى “الجمهورية” انّ الجميع في الداخل اللبناني عادوا الى الوقوف على رصيف الانتظار، ترقّباً لما سيحمله الموفد الفرنسي جان إيف لودريان في زيارته الثانية لبيروت خلال تموز المقبل، الأمر الذي يعني ان الفترة الفاصلة عن عودته ستكون قاحلة محلياً على مستوى الاستحقاق الرئاسي.

ولفتت هذه الاوساط الى انّ زيارة لودريان الثانية يُفترض ان تكون مفصلية، لأنها هذه المرة لن تكون استطلاعية بل إجرائية، بمعنى ان الموفد الفرنسي سينتقل خلالها من مرحلة ان يستمع إلى طَور ان يقترح، بناء على الاستنتاجات المُستقاة من لقاءاته مع القيادات السياسية والمشاورات التي سيجريها مع الرياض والدوحة قبل أن يعود إلى باريس لاطلاع الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون على حصيلة الجزء الأول من مهمته.

واعتبرت الاوساط ان الرحلة المقبلة لـ لودريان الى بيروت ستعطي مؤشرات حول مصير حراكه، فإمّا ان يستمر اذا وجدً أرضية مشجعة، وإمّا ان يراوح في مكانه وبالتالي استبعاد انتخاب الرئيس قريباً.

الى ذلك، قالت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية” ان لودريان سيناقش مع المسؤولين في السعودية وقطر حصيلة مشاوراته في لبنان ونتائج اللقاءات التي أجراها مع الاطراف اللبنانية للبحث في إمكان القيام بأي خطوة تساعد على تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين، خصوصاً ان مسؤولين من الدولتين تعهدوا بمناقشة الوضع مع المسؤولين الإيرانيين. فيما تردد ان وفداً قطرياً يزور العاصمة الايرانية حالياً.

ترفيع العلولا

ومواكبةً لزيارة لودريان المنتظرة للرياض للقاء المسؤولين السعوديين الذين شاركوا في الاجتماعات الفرنسية ـ السعودية الأخيرة، صدرَ امس أمر ملكي سعودي، تمّ بموجبه تعيين المسؤول عن ملف لبنان في الادارة السعودية الدكتور نزار بن سليمان بن علي العلولا مستشاراً في الأمانة العامة لمجلس الوزراء بالمرتبة الممتازة. ومن المنتظر ان يزيد ترفيعه الى هذه المرتبة من حضوره في الملف اللبناني الذي يتولّاه منذ سنوات.

وفي انتظار عودة لودريان تتفاعل نتائج زيارته في مختلف الاوساط السياسية الى درجة انّ بعض الافرقاء السياسيين أرادَ تصوير هذه النتائج على انها جاءت انتصاراً لوجهة نظرهم، لا سيما منهم “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” المعارضَين بشدة لترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، حيث استنتجا من مهمة لودريان ان فرنسا تخَلّت عن مبادرتها القائمة على معادلة سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية ونواف سلام (او الرئيس تمام سلام) رئيساً للحكومة، وانها تتجه الى تأمين التوافق اللبناني ـ اللبناني الى خيار ثالث. وفي المقابل فإن الفريق المؤيّد لهذه المبادرة الفرنسية يؤيّد إجراء حوار في الاستحقاق الرئيس فإمّا يتم التوافق على رئيس وامّا يُخاض الاستحقاق الرئاسي بمعركة تنافسية، ويؤيد الرئيس السباق للحزب التقدمي الاشتراكي هذا الحوار والوصول الى تسوية على رغم تقاطعه أخيراً مع “التيار” و”القوات” على تأييد ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور في الجلسة الانتخابية الاخيرة التي نال فيها 59 صوتا مقابل 51 لفرنجية.