إشارات حول تحريك خلايا إرهابيّة نائمة.. هل تدخل إسرائيل على خط أزمة النازحين؟

  • Apr 29, 2023 - 6:40 pm

عندما بدأ الحديث عن ملف النازحين بشكل جدي عربياً، مع العودة السعودية الى سوريا، تفاعلت القضية في لبنان الذي يحتضن أكبر نسبة نازحين مقارنة بعدد سكانه في العالم، فعاد الانقسام بالمواقف بين مَن يطلب مقاربة الموضوع من وجهة نظر لبنانية بحت تتعلق بالمصلحة العامة، ومَن يُعيد الخلاف حول العلاقة مع الدولة السورية، ما يعني العودة الى زمن 2011، تاريخ بدء النزوح والخلاف الكبير الذي رافقه.

هذا بالسياسة، لكن الخطر الأكبر يكمن في التحريض، سواء اللبناني الذي يصدر عن مناصري أحزاب متطرفة، كانوا يوماً الى جانب وجود النازحين في لبنان “نكاية” بالدولة السورية، أو الصادر عن السوريين المعارضين الذين نقلوا حرفة الدجل الى لبنان، من خلال بثّ أخبار كاذبة وفيديوهات مضللة يحرّضون فيها على الجيش اللبناني واللبنانيين، ويدعون النازحين الى حمل السلاح، وهو ما سيكرر بحال حصوله حرباً داخليةً أكبر وأصعب من تلك التي حصلت عام 1975.

بحسب مصادر سياسية مطّلعة، لا يمكن النظر ببراءة إلى فتح ملف النازحين السوريين في هذا التوقيت بالتحديد، خصوصاً أنه طوال السنوات الماضية كان يتم قمع أي محاولة لطرح ضرورة المعالجة، وآخرها تعامل مجلس الوزراء مع الوزير المعني بهذا الملف، بعد أن حاول تحقيق نجاحات فيه، وزار سوريا لهذه الغاية أكثر من مرة، لكن حصيلة عمله لم تُعرض على مجلس الوزراء أصلاً ، ويتم تغييبه مؤخراً عن اجتماعات مخصصة لبحث مسألة النازحين، وبالتالي هناك من أراد الدخول على هذا الخط الآن من أجل تحقيق أهداف معينة.

في هذا الإطار، من الضروري التنبه إلى أن رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية يعتبر أن قدرته على معالجة هذا الملف من أهم الأوراق التي قد ينجح فيها في حال انتخابه، بسبب العلاقة التي تجمعه مع الرئيس السوري بشار الأسد، لكن في المقابل استخدام هذا الملف كورقة أمنية في هذا التوقيت قد يخدم مرشحين آخرين، قد يكون أبرزهم قائد الجيش العماد جوزيف عون.

في هذا السياق، هناك قلق جدي تتحدث عنه المصادر بخصوص الوضع الأمني، كاشفة أن في بعض المناطق، كطرابلس على سبيل المثال، تحركات داعمة لوجود السوريين، والخوف من أن يتم استغلال هذه التحركات وغيرها لافتعال إشكالات، كذلك في الجنوب يبدو أن العدو الإسرائيلي قد بدأ بالدخول على خط الاستثمار، إذ تكشف المصادر أن ما جرى من كتابات لعبارات “داعشية” في الطيبة الجنوبية، يحمل بصمات غير مطمئنة، خاصة عندما يترافق مع ضخّ لأخبار كاذبة بأغلبها حول ضبط مخازن سلاح لسوريين.

في الوقت نفسه الذي تحرك فيه ملف النازحين، التقطت الأجهزة الأمنية إشارات في أكثر من مكان تتعلق بتحريك خلايا إرهابية نائمة، وهو ما تؤكده المصادر التي تتحدث عن متابعة الاجهزة لهذه الإشارات بشكل دقيق، دون إثارة الذعر لأن ردات الفعل في هذه المرحلة قد تؤدي الى ضرر أكبر من الفعل نفسه بحال لم تكن مضبوطة.