قبلان في خطبة عيد الفطر: لا نريد رئيس جمهورية يُباع بالمزاد العلنيّ

  • Apr 22, 2023 - 9:41 am

ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة العيد لهذا العام سائلا  هل تعي القوى السياسية أننا أمام واقع كارثي؟! وأن لبنان على شفير الانهيار الكامل الذي يطال أصل وجوده؟ وأن الفدرالية واللامركزية تمرّ بالحرب؟ أيها الإخوة إن لبنان ليس ضعيفاً بالخيارات، والحلّ بالتلاقي والشراكة لانتشال الدولة من الفراغ، وسيكتب التاريخ يوماً ما, أن أي قطيعة سياسية بسياق خرائط طائفية وجداول دولية ستأخذنا نحو حرب أهلية، لن يربح فيها المشروع التقسيمي، ولن يتقسّم لبنان حتى لو كلّف ذلك حرباً كونية. من هنا، أقول: منطقتنا تعيش على صفيح متحرك، والبلديات ليست بديلاً عن الدولة، والبديل الطائفي مشروع حرب، ولا نحتاج دوحة جديدة، ولا طائف جديداً، ما نحتاجه صدق وإخلاص وضمير وطني حيّ، ما نحتاجه دولة مركزية سياسياً وإدارياً ومالياً، ورئيس جهورية قوي وطنياً، يكون إلى جانب شعبه كلّه، ولا نريد رئيس جمهورية يباع بالمزاد العلني. ثانياً، لواشنطن ولمن يعمل لصالحها أقول: مصلحة الجميع بتسوية سياسية تحفظ الدولة ومشروعها، ولعبة الحصار والإنهاك الاقتصادي ليست لصالح واشنطن ومشروعها الإقليمي، والمنظمات غير الحكومية ما هي إلا جيوش ارتزاقية ليس أكثر، وعلى البعض أن يفهم أن اللعبة الأمريكية في سوريا انتهت على شكل كارثة طحنت الشعب السوري وإمكاناته الوطنية، وحوّلت من لعب لصالحها إلى “نزوح في خيمة”.

اضاف: “لذلك مرشّح الفراغ دمار للبنان، ورئيس بلا نفوذ وطني سيزيد من جحيم الفراغ، “وما نريده رئيس مسيحي قوي بالقيمة لا قوي بالعدد، وحماية الوجود المسيحي إنما هو بالشراكة الوطنية والدولة المركزية، لا بخرائط بعض الرؤوس الحامية، ذات التاريخ الأسود، ولن نقبل بتسوية رئاسية على ظهر الدبابة، بل في مجلس النواب. وما نريده لبنان متعدد الخيارات. نعم الحلّ المجدي اليوم يمرّ في الصين وليس في واشنطن، وبالنهاية سيخرج لبنان من هذه الكارثة لكن ليس لصالح جماعة الخرائط الدولية، وبحمد الله قوتنا الوطنية كبيرة، وكذلك الحاضنة الشعبية كبيرة، الذي بتكاتف ناسه وأهله أن يخفف من ارتددات الأزمة، التي غيّرت طريقةَ تفكيرِنا، ونمطَ خياراتِنا، وسياسةُ عنق الزجاجة لم يعد لها محل في لبنان”.