ربط الساحات: تجاهلٌ للحدود ولرأي اللبنانيين

  • Apr 12, 2023 - 1:10 pm

 لارا يزبك في “المركزية”:

بينما الضجة حول الصواريخ التي أطلقت من الجنوب في اتجاه الشمال الاسرائيلي، لم تهدأ في الداخل بعد، التقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ووفد قيادة الحركة، الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مساء الاحد. واوضحت حماس في بيان مقتضب ان “اللقاء الذي عقد في العاصمة بيروت “استعرض أهم التطورات في فلسطين المحتلة، ومجريات الأحداث في المسجد الأقصى ‏والمقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية وقطاع غزة”. وأشارت إلى أن اللقاء استعرض أيضا التطورات السياسية في ‏الإقليم عموماً “وجهوزية محور المقاومة وتعاون أطرافه في مواجهة كل هذه الأحداث ‏والتطورات”.

في الموازاة، أكد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، أن ما يتعرض له المسجد الأقصى من اعتداءات متواصلة على المصلين والمعتكفين والأوقاف الإسلامية والمقدسات في القدس الشريف، لا يحتمل ولا يطاق، ومن حق كل الشرفاء في الأمة أن يفعلوا أي شيء نصرة وحماية للمسجد الأقصى. واذ اشار الى أن كل التضحيات من فلسطين ولبنان وكل محور المقاومة تهون لأجل القدس والأقصى، وهذا واجب إنساني وأخلاقي وديني لا نتردد في القيام به، جدد تأكيده أن حزب الله في الموقع المتقدم لنصرة فلسطين وشعبها ومقاومتها وسيبقى إلى آخر الطريق دون تردد، ولا يوجد أي تهديدات تنال من عزمنا أو تكسر إرادتنا. ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي يعيش أسوأ أيامه منذ الـ48 بفضل معادلات المقاومة، وبات الكيان الإسرائيلي محاصراً بالنار من الداخل والخارج، وبمعادلة المقاومة في لبنان، بات العدو الإسرائيلي يحسب ألف حساب قبل أن يفكر بالحرب على لبنان، الذي بات البلد الأكثر منعة تجاه التهديدات الإسرائيلية على مستوى المنطقة. وختم “فخر للبنان وللمقاومة أن قادة جيش العدو يقرّون بأن جيشهم بات أسيراً لمعادلات حزب الله في لبنان”.

لقاء نصرالله – هنية من جهة، ومواقف مسؤولي الحزب من جهة ثانية، والتي أعقبها تهديد اسرائيلي مساء امس اطلقه رئيس الوزراء بنيامين نتناهو قائلا “لن نسمح لحماس بإقامة بنية تحتية إرهابية في لبنان”، كل هذه المعطيات تؤكد ان الصراع على هوية لبنان ودوره ومكانه في المنطقة، مستمر، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”. فرغم كل المستجدات الاقليمية والتهدئة السعودية – الايرانية تحديدا، لا تزال ايران تنظر الى لبنان كساحة تحت تصرّفها، شأنه شأن غزة والجنوب السوري حيث استُخدم الجولان ايضا منصة لاطلاق الصواريخ على اسرائيل اخيرا.. لكن هذا استخدام ايران بيروت، من خلال أذرعها التي باتت علنا لا تقيم وزنا للحدود وتُوحّد الجبهات في ما بينها، لا يُرضي اللبنانيين كلّهم، ولا إجماع عليه في الداخل، ولم يوافق عليه لبنان الرسمي ولو انه اكتفى بإدانة لفظية لما حصل.  الحزب اكد على لسان قاووق ان “حزب الله في الموقع المتقدم لنصرة فلسطين وشعبها ومقاومتها وسيبقى إلى آخر الطريق دون تردد”، غير ان هذا الخيار الذي سيُلزم لبنان كلّه بتبعاته وأثمانه، لم يُسأل عنه اللبنانيون الذي يعتبرون، وفق المصادر، ان قرارهم في هذا الشأن مخطوف ومُصادَر من قبل الحزب، خاصة وان الاخير لم يفز بالاكثرية النيابية في الانتخابات الاخيرة.

انطلاقا من هنا، تشير المصادر الى ان لا خلاص من هذه الدوامة بانتخاب رئيسٍ يبصم على توجهات الحزب ويسايره ويحميه وخياراته، بل برئيسٍ يعتبر لبنان دولة لا ساحة، يُعيد ربطَه بمحيطه العربي الخليجي الذاهب نحو التطور والازدهار، لا بمحور الممانعة الذي أوصل الشعوبَ الى الفقر والدمار والعوز…