بوحبيب في ذكرى اختطاف المطرانين: الكشف عن مصيرهم مسألة مبدئية

  • Apr 6, 2023 - 3:44 pm

ألقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بو حبيب كلمة بمناسبة الذكرى السنوية لاختطاف المطرانين في حلب، جاء فيها:

“سلام لكم جميعاً من لبنان الاعتدال، وطن الحريات، ونموذج العيش المشترك، حامل قضايا الانسان وهمومه في كل زمان ومكان.
جئتكم اليوم للحديث عن قضية مبدئية لها بعدها الإنساني والحقوقي والسياسي ومصيرها يعني دور لبنان ورسالته.

قد يسأل البعض محقاً ما علاقة لبنان باختطاف المطرانين يوحنا إبراهيم وبولس اليازجي في ضواحي حلب منذ عقد من الزمن؟ وهل لبنان مسؤولٌ عن إيجاد حلول لقضايا تتعدى نطاقه الجغرافي، وهو المثقل بهمومه وتحدياته؟

لقد ارتبط دور لبنان بالشرعية الدولية الانسانية ومشاركته بصياغة الإعلان العالمي لحقوق الانسان الذي وضع حجر الأساس لكل ما تلاه من تشريعات دولية ومحلية لحماية الفرد وحريته. لذلك، فإن الكشف عن مصير المطرانين المفقودين هي مسألة مبدئية واخلاقية تتعلق بوظيفة لبنان ودوره كموطن للحريات والكرامة الإنسانية. فلقد اجتمعت مجموعات من ثقافات وديانات مختلفة وانتجت هذه الصيغة اللبنانية الفريدة في تنوعها وتفاعلها مع بعضها البعض ضمن الكيان النهائي، المقصود بذلك وطننا الحبيب لبنان.

والفرادة اللبنانية تتعدى التنوع في النسيج الاجتماعي والديني لتطال دور لبنان. ولعل ابلغ تعبير عن هذا الدور وصف قداسة الحبر الأعظم يوحنا بولس الثاني للبنان بأنه رسالة تلاقٍ وتسامح واعتدال للأديان والافراد والمجموعات. لذلك فإن اختطاف المطرانين يُشكل جريمة ضد الإنسانية نُدينها لأنها تناقض كل ما يرمز إليه لبنان الرسالة.

فالعالم اليوم مليء بالنزاعات والتناقضات، ويبقى لبنان نموذجاً ورسالة يشعر فيها المسلمون والمسيحيون بأنهم متساوون في الحريات والحقوق والواجبات.

في الخلاصة، لم تعد قضية اختطاف المطرانيين مرتبطة فقط بظروف الازمة السورية بل تعدتها لتصبح قضية انسانية ومسألة تطال كل حريصٍ على تنوع هذا الشرق والتوازن والمساواة بين مكوناته، ليبقى هذا الشرق وعلى رأسه لبنان رسالة محبة ووفاق للإنسانية جمعاء.

ختاماً، تحضر هذه القضية ورمزيتها في وجدان الحاضرين والدولة اللبنانية للقيام بكل ما من شأنه ختم هذا الجرح المفتوح والكشف عن مصير المطرانين، وتمنياتي بعودتهم سالمين إلى بر الآمان”.