كشفت باحثة في هندسة الزلازل عن سبب الدمار الهائل الذي تسببه به الزلزالان اللذان ضربا ولاية كهرمان مرعش جنوبي تركيا، الأسبوع الماضي.
ووصفت الباحثة في هندسة الزلازل بكلية لندن الجامعية، تيزيان روسيتو، الزلزالين بقوة 7.8 و7.6 درجة، بأنهما “حفّزا بعضهما البعض”، مشددة على أن هذه الحالة “ليست شائعة” في علم الزلازل.
ولفتت في حديث لوكالة الأناضول إلى أن الزلزالين الكبيرين لا يحملان السمات الزلزالية المعروفة بالنسبة لمنطقة كهرمان مرعش، مشيرة إلى أن الزلزال الأول تسبب في حدوث الثاني على خط صدع شرق الأناضول، وهي حالة غير شائعة في هندسة الزلازل.
أضافت: “الصفائح التكتونية تتنافر أو تتحرك في اتجاهين متعاكسين ما يتسبب بتراكم الطاقة على مدار السنين، ويجري تفريغها في وقت قصير جدا ما يتسبب بوقوع الزلازل، موضحة أنه في حالة كارثة كهرمان مرعش، تراكمت الطاقة على خط الصدع الزلزالي ما أدى إلى انهياره”.
وأشارت الى ان سبب وقوع الكثير من الوفيات نتيجة الزلزال وجود الكثير من الأبنية القديمة غير المقاومة للحركات الزلزالية في المنطقة، بينما تم تصميم المباني الجديدة بطريقة غير مناسبة لهذه الحركات التكتونية.
واعتبرت ان الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا كان مشابها لزلزال نورثريدج عام 1994 الذي أصاب صدع سان أندرياس في الولايات المتحدة، لافتة الى أن زلزال نورثريدج بلغت قوته 6.7 درجة وخلّف الكثير من الدمار، إلا أن زلزالي كهرمان مرعش فرغا طاقة أكثر بـ 30 ضعفا من تلك الناجمة في زلزال نورثريدج.
وتابعت: “زلزالا مرعش حدثا في نقطة تتقاطع فيها 3 صفائح تكتونية هي الأناضول والصفائح الإفريقية والعربية. عند هذه النقطة تتقارب 3 صفائح تكتونية وتتصادم، هذه الصفائح تتحرك وتدفع بعضها البعض، ونتيجة لذلك يتراكم الكثير من الطاقة في هذه النقطة وتتشكل خطوط صدع كبيرة جدا”.
واوضحت أن هذا النوع من الزلازل تتبعه عادة هزات ارتدادية عنيفة على طول حدود الصفائح التكتونية، مذكرة ان آخر زلزال كبير حدث في كهرمان مرعش كان قبل نحو 500 عام، والكثير من الطاقة تراكم عند نقطة الالتقاء خلال السنوات الماضية.
ولفتت الى ان الزلازل الصغيرة تؤدي إلى تفريغ الطاقة المتراكمة بشكل تدريجي وهذا ما لم يحدث خلال الـ 500 عام الماضية ما أدى إلى حدوث زلزال بهذا الحجم.
واكدت أنه لا يمكن التنبؤ بتاريخ الزلزال الكبير التالي على نفس خط الصدع، وليس من المؤكد أن الزلزال القادم سيكون بقوة 7.8 درجة وأنه سيحدث مرة أخرى خلال 500 عام، مضيفة: “الحركة تستمر في الوقت الحالي حتى تصل الصفائح إلى التوازن، والهزات الارتدادية قد تستمر لأسابيع ولكنها ستكون بوتيرة منخفضة”.
