غريب : الحوار الداخلي واجب ومطلوب للخروج من الأنهيار

  • Oct 23, 2022 - 11:20 pm

ألقى الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب كلمة، لمناسبة الذكرى ال98 لتأسيس الحزب قال فيها:

” 24 تشرين الأول عام 1924، يوم مجيد في تاريخ شعبنا اللبناني ونضاله ضد الاستعمار والفتن الطائفية والاستغلال الاجتماعي الممتدة جذوره الى ثورة طانيوس شاهين، وعاميات انطلياس ولحفد ومقاومي السلطنة العثمانية، الذين علّقوا على أعواد المشانق في ساحة الشهداء عام 1916…هو يوم بلغ فيه – على وهج انتصار ثورة اوكتوبر الاشتراكية العظمى عام 1917- نضج الحالة الثورية في لبنان ذروته مع اعلان خمسة مناضلين من شعبنا هم: يوسف إبراهيم يزبك وفؤاد الشمالي والياس قشعمي وفريد طعمة وبطرس حشيمي تأسيس حزب الشعب اللبناني في اجتماع لهم في بلدة الحدت، والذي اصبح عام 1927 الحزب الشيوعي اللبناني بعد انضمام كوكبة من المناضلين الآخرين، منهم ارتين مادايان وسعد الدين مومنة ومصطفى العريس وغيرهم.
ومن روح التأسيس الخالدة ولدت جذور السنديانة الحمراء التي أزهرت وردا متجددا روتها دماء الشهداء وتضحيات المناضلين على امتداد ثمانية وتسعين عاما. روتها مسيرة كفاح ضد القمع وشتى اشكال التعذيب والخطف والاغتيالات والملاحقات والاعتقالات داخل سجون أنظمة الاستبداد والغرف السوداء، روتها دماء فرج الله الحلو وجورج حاوي وحسين مروة ومهدي عامل واحمد المير الأيوبي وخليل نعوس واللائحة تطول مع قوافل الشهداء وبطولات المقاومين والأسرى والمناضلين الأوائل في العمليات العسكرية ضد قوات حكومة فيشي والانتداب الفرنسي ومعارك الاستقلال والجلاء، وضد المشروع الصهيوني في فلسطين، وضد الاحلاف العسكرية في ثورة 1958، وفي قوات الأنصار مع الأحزاب الشيوعية العربية والحرس الشعبي وجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية “جمول” ضد الاحتلال الصهيوني على درب التحرير والتغيير، وفي مواجهة مشاريع التقسيم والكانتونات ابان الحرب الاهلية مع الحركة الوطنية اللبنانية وبرنامجها الاصلاحي، وفي التظاهرات والمعارك النقابية من اجل حقوق الطبقة العاملة في معمل الغندور وشركة الريجي ومزارعي التبغ في الجنوب والحركة الطلابية من اجل تعزيز الجامعة اللبنانية ودعم التعليم الرسمي وفي مقاومة العدوان الصهيوني عام 2006 وفي تحركات اسقاط النظام الطائفي وهيئة التنسيق النقابية وحراك حماية البيئة، وصولا الى انتفاضة 17 تشرين عام 2019 التي لم يشهد لبنان مثيلا لها في تاريخه. فشهداء هذه المعارك الوطنية والقومية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية هم هوية حزبنا، واستمراره حزبا ثوريا للتحرر الوطني والاجتماعي، ضد الإمبريالية والصهيونية والرجعية وضد نظامها السياسي الطائفي الرأسمالي التابع لها وحماته في تحالف الأحزاب الطائفية وحيتان الطغمة المالية والتوقف عند هذه الانجازات وهذا التاريخ بمحطاته النضالية كافة، هو واجب وضرورة، ليس لنوجه تحية اجلال واكبار لأرواح الشهداء والجرحى والمناضلين فحسب، بل لندين محاولات السلطات السياسية المتعاقبة التي عملت طوال هذه المسيرة ولا تزال، على تغييب هذه الانجازات وطمسها وتزويرها، لكنها تبقى حقيقة واضحة عصية على الالغاء وراسخة في ما تحقق لشعبنا ووطننا، لاسيما في مجال تحرير ثلاثة ارباع الاراضي اللبنانية المحتلة من رجس الاحتلال الصهيوني وفي مجال تحقيق المكاسب الاجتماعية وانتزاع الحقوق والدفاع عن الحريات العامة والدفاع عن الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، هي انجازات نفخر بها ونبني عليها لنتابع المسيرة حتى تحقيق اهدافها في بناء وطن حر وشعب سعيد”.