الحجار: للحدّ من معاناة الطبيب ودعمه

  • Oct 13, 2022 - 3:03 pm

إفتتحت نقابة أطباء الأسنان “مؤتمر بيروت الدولي الثلاثون لطب الأسنان”، في “بيروت سي سايد” – “البيال”، برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلا بوزير الشؤون الإجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هكتور الحجار، وحضور رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا بالنائب قاسم هاشم، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ممثلا بوزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري، وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال فراس الأبيض ممثلا بالدكتور جوزيف الحلو، قائد الجيش العماد جوزاف عون ممثلا بالعميد الطبيب الياس ابي كرم، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان ممثلا بالعقيد الطبيب طوني صليبا، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ممثلا بالمقدم بهيج مشموشي، مدير جهاز امن الدولة اللواء طوني صليبا ممثلا بالدكتور كريستيان خياط، المدير العام لوزارة الاقتصاد الدكتور محمد ابو حيدر، رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران، رئيس الصليب الاحمر اللبناني انطوان الزغبي، نقيب المهندسين عادل ياسين، نقيب الاطباء البروفسور يوسف بخاش، نقيب الصيادلة جو سلوم ممثلا بزينة حيدر، نقيب اطباء الأسنان رونالد يونس وأعضاء النقابة، الى ممثلين عن القوى الأمنية والطبابة العسكرية ورؤساء اتحادات ونقابات أطباء الاسنان اللبنانيين والعرب، وممثلين عن النقابات في المناطق اللبنانية ورؤساء الجامعات اللبنانية وعمداء الجامعات والمؤسسات المختصة بطب الأسنان العربية والأجنبية، واعضاء مجالس وصناديق نقابة اطباء الاسنان السابقين والحاليين ومسؤولي الجمعيات والروابط العلمية وحشد من أطباء الأسنان وتلامذة طب الأسنان في لبنان والعالم العربي والعالم.

وترافق المؤتمر مع معرض ضخم لأجهزة ومعدات طب الأسنان وكل ما يلزم الطبيب.

بعد النشيد الوطني، القى رئيس المؤتمر العلمي البروفسور جورج عون كلمة، اعرب فيها عن سروره لانعقاد المؤتمر بعد سنتي تأخير بسبب جائحة كورونا”، واعتبر ان المؤتمر “يشكل تحديا كبيرا ومسؤولية كبرى”، وأوضح أنه “مع تطور الاكتشافات العلمية والتكنولوجية، فإن جمعية طب الاسنان اللبنانية تسعى دائما الى تأمين الخبرات العلمية العميقة لتتماشى مع آخر الابتكارات والتطورات في مجال طب الاسنان. وهي تقوم بذلك على الرغم من الأزمة الاقتصادية التي تضرب لبنان”، ورأى ان “حدث اليوم هو فرصة فريدة لاطباء الاسنان اللبنانيين والعرب والاجانب لتتشارك آخر التطورات العلمية في مجال طب الاسنان، في سبيل تطوير المفاهيم العلمية في لبنان والشرق الاوسط”.

من جهته، قال امين السر العام في اللجنة التنظيمية في نقابة اطباء الاسنان حسام جسار: “نجتمع اليوم على بعد مئات الامتار من موقع ثاني اكبر انفجار هز العالم، مخلفا مئات الشهداء و الجرحى ودمار مرعب هز قلوب المحبين لوطننا من اخوة عرب وزملاء اجانب. كارثة لم يتوقع احد بعدها ان تقوم لهذا البلد قائمة ولكن كما عهدنا لبنان ، هذا الوطن العصيِّ على الموت الخالد على مر العصور الذي تخطى أصعب اللحظات وأمرّ الاحداثِ قادر بكل تأكيد بارادة شعبه وسواعد ابنائه ومساندة اشقائه ان يبلسم جراحه وينهض من جديد”.

اضاف: “تجمعت العقول اليوم معلنة بدء فجر يوم جديد نابع من صميم المعرفة والعلم لديكم وحب الاستكشاف والتطور حيث خط العلم سطورا من اجمل التحايا التي نكنُّها لكم وبوجودكم الكريم يزداد وتيرها ويسمو. لا يمكن للكلمات التعبير عن مقدار السعادة والمحبة بوجود هذا الجمع الكريم الذي لطالما احببناه وألفناه واعتدنا في كل عام لقياكم والتشرفِ بوجودِكُم في رحاب مؤتمرنا السنوي، لكن حيث مرت علينا ازمات متهافتة ومتتالية من وضع صحي و اقتصادي واوضاع معيشية صعبة حكم علينا فيها بالبعد القسري لسنوات عدة خلت لم نَرَكم فيها، لكننا استطعنا وإياكم نشر بعض الفائدة العلمية في بعض الاوقات عبر النشاطات في مركز التعليم المستمر او في بعض المناطق ولكنها لم تروِ ظمأ اللقاء الكبير”.

وتابع: “اجتمعنا اليوم لنثبت للجميع ان فنون المعرفة التي لا تنْضَب سنسعى اليها دائما ولن نكِلَّ من الإلمام بها مهما حكمت علينا الظروف وأبعدتنا، خصوصا في مثل هذه الاوضاع التي نمر بها. اعود مجددا لأرحبَ بحضورِكُم الكريم راجياً ان تعُمَّ الفائدة المرجوة من مؤتمرنا العلمي هذا على الجميع، و اتوجه بالشكر لكل من ساهم في إحياء هذا المؤتمر وسهّل ويسّر وساعد في كل شؤونه، من مجلس نقابة ولجنة علمية ولجنة للتعليم المستمر ولجنة تنظيمية من زملاء ما ادخروا جهدا تاركين اعمالهم الخاصة لمساندة نقابتهم وموظفين مخلصين وطلاب جامعة اعزاء كنا ولا زلنا نعتمد عليهم وعلى مبادرتهم الطيبة، مظهرين كل الحرص والكفاية في تأدية المهام الموكلة اليهم. وطبعا الشكر موصول لكل الشركات الراعية التي ساهمت في التحضير لهذا المؤتمر”.

وتحدث النقيب يونس فقال: “نجتمع اليوم بمناسبة إنعقاد المؤتمر العلمي الثلاثون لنقابة أطباء الأسنان في بيروت. وإن شكَل هذا الإنعقاد حدثاً هاماً ليس بسبب الإنقطاع لمدة عامين ولأسباب نعلمها جميعاً، أو لأهميته لما يمثله من رفع شأن المهنة العلمي، إنما كونه يشكل مؤشراً على حيوية في العمل النقابي نشهد عليها جميعاً وتعكس أجواءً واعدة في مسارنا النقابي، وإصرارٌ على المضي قدماً في هذا المسار متخطين كل الصعوبات”.

أضاف: “على الرغم من صعوبة الواقع الذي كانت تتخبط فيه النقابة وإدراكنا حجم التحديات المتشعبة التي تنتظرنا، إلا أننا إرتضينا خوض هذه المغامرة وتلقف كرة النار التي وضعت بين أيدينا. منذ اليوم الأول لوصولنا حرصنا على إعتماد سياسة اليد الممدودة للجميع، كما إتباع طرق الحوار لإيصال النقابة إلى بر الأمان. فالنقابة ملك للجميع وننتظر من الجميع أقصى التعاون والإيجابية لتعزيز العمل النقابي الجدي بعيداً عن المزايدات والصراعات وزواريب السياسة الضيقة التي أرهقت النقابة ولم تنتج سوى التعطيل والشلل وتعريض مصالح الأطباء وأمنهم الصحي والتقاعدي كما النقابي للخطر. أردناها نقابة قوية تتسع للكل ومنفتحة على الجميع. بحيث يشعر كل طبيب بانتمائه لها وفخره بها”.

واشار الى ان “التحديات كثيرة والملفات متراكمة ومتشابكة وبعضها يعود لسنوات خلت، والمسؤولية تقع على الجميع ومن دون إستثناء، ونحاول كل يوم فك العقد وحل المشاكل للمضي قدماً ولكي نستحق ثقة عالية أعطيت لنا ونفتخر بها، وقد تجلت في الثقة الكبيرة التي أظهرتموها في الجمعية الإستثنائية وموافقتكم على خياراتنا. وعلى الرغم من الإنكباب على التحضير للمؤتمر، إلا أن العمل جارٍ للتحضير للجمعية العامة العادية وستصدر الدعوة إليها هذا الأسبوع إحتراماً للمهل القانونية”، لافتا الى ان “التكوين المركب للمجالس النقابية كما الصناديق يجعلها تحمل هشاشة معينة ما لم يواكبها إرادة صادقة من مراكز التأثير وتضامناً عميقاً بين أعضاءها مع تغليب للمصلحة النقابية”.

وتابع: “أعود إلى المؤتمر، هذا الحدث العالمي الذي يعني لي الكثير شخصياً والذي تحملت مسؤوليته العلمية في مرحلة سابقة ويعيد الأشعاع لأيام بيروت العلمية في نسختها الثلاثين، كما لهذه المدينة الجميلة التي إعتادت طويلاٌ تنظيم ورعاية المؤتمرات وكانت أبوابها مفتوحة دوماً للأشقاء والأصدقاء. لقد خضنا منذ وصولنا في إتحاد نقابات المهن الحرة معركة إسترداد حقوقنا المسلوبة، ونحن مستمرون بها في مسارات قانونية وتحركات مواكبة مبنية على تحديد المسؤوليات في حجز أموال النقابات تعسفاً، وأحييهم على الجهد الكبير الذي نقوم به معا”.

وختم شاكرا “كل من ساهم في إنجاح المؤتمر، كما المحاضرين والشركات العارضة. وأخص بالذكر رؤساء وأعضاء اللجان العلمية والتنظيمية وأعضاء مجلس النقابة والموظفين لتفانيهم في التحضير لهذا الحدث الكبير. وأتمنى للمشاركين كل الفائدة من البرنامج العلمي الغني وحسن التنظيم وللضيوف الكرام إقامة طيبة. وكما نشهد اليوم على هذه الإنطلاقة الواعدة للمؤتمر، كلنا أيمان أن هذا الوطن سينتفض كما الفينيق وينهض من رماده”.

والقى الوزير الحجار كلمة، فقال: “يسرنا أن نجتمعَ اليوم في مؤتمر طال انتظاره بعدما فرضتهُ علينا جائحةُ كورونا من ضغوط حالة دون امكانيةُ اللقاء بكم وفرضت علينا البعدَ القسريَ عنكم، أيها الأطباء الزملاء، تعرفون حجمَ المعاناةِ، ونعرف مدى صلابتكم في مواجهتها، تعرفون وجعَ الضعفاء ونعرفُ لطفكم في مداواتهِ، والحقيقةُ أنكم تعرفونَ لبنان جيداً ولبنان يعرفكم ويعتمد عليكم، محبةٌ خالصةٌ وتقديرٌ عظيمٌ أنقله إليكم من فخامة رئيسِ الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون الذي شرّفني وكلّفني بتمثيله في هذه المناسبة الكريمة، دعوةٌ جدّيةٌ أيها الزملاء والحضور الكريم لامتهانِ التضحيةِ والبذلِ في سبيل المواطن، ذاك الذي تعاظمت عليه المسؤوليات وأوجعته همومه المعيشيةِ اليوميةِ، لامتهان الصدقِ في معاملةِ من بات يرتّب سلّم اولوياتهِ معتمداً في تصنيفها على إرجاءِ الخطر الأبعد، دعوةٌ جدّيةٌ أيها الزملاء لعدم التلهي بالقشورِ المتمثلةِ بالمصالحِ والمكاسبِ والنظر إلى صلب انتمائنا والمواطنة، والدعوة تنسحب على كل من تولى مسؤوليةً عامةً وتعاطى بمصيرِ وطنٍ ومواطنٍ، فالأجدرُ بنا اليوم أن نبحث عن طريقةٍ نداوي بها وجع مجتمعٍ بات يبحث عن لقمةٍ ليأكلها بأسنانٍ تمكّنهُ من مضغِها، وتبقى أولويته أن يجمع بين اللقمةِ والقدرةِ على الأكل”.

أضاف: “لا بدّ أن نوحّد ما بين الإرادة اللبنانية والقرار اللبناني لتجاوز كلّ الأزمات، فلبنان الرازح تحت وطأة الأزمات متعدّدة الأبعاد، خسر عدداً كبيراً من أدمغتهِ ومن كوادرهِ الطبيةِ المتخصصةِ وفي طليعتهم أطباء الأسنان، الذين توجهوا إلى حيث يعززون قدراتهم واستمرارهم وهم لعبوا في ذلك دورَ الانفتاح اللبناني المتمثل بالطموح اللامحدود والصلابة في المواجهة، وأما الذين رفضوا الهجرةَ فهم فريقُ الدفاعِ الأول عن كل مواطنٍ لبنانيٍ وخصوصاً الإنسان المتألم الذي جُلّ ما يبحثُ عنه هو طبيبٌ يداويه، فهؤلاء الأطباء لهم معاناتهم كمواطنينَ أولاً أصابهم ما أصاب مجتمعهم من محنٍ أضف إليها الصعوبات الخاصة بمهنتهم والتي تتمثلُ بصعوبةِ تأمين المستلزماتِ الطبية والتي يتم استيرادها بالعملةِ الصعبةِ من جهةٍ وانقطاع التيار الكهربائي من جهةٍ أخرى ووجع المواطن الملحّ والصارخ في أذن الإنسانية، هنا يكمن دور النقابة التي نجلّ ونحترم، في الحدّ من معاناة الطبيب اللبناني ودعمه على الصمود، والحفاظ على حقوقه بالتعاون الوثيق مع وزارة الصحة العامة، وفتح آفاق التطور وتأمين متطلبات التيويم updates لثقافته ومعلوماته المكتسبة، لكي يبقى رائداً في مواكبة التطور التقني والعملي تماشياً مع طموحهِ وإبداعهِ، كما أننا نقدّر ونحيّي جهود النقابةِ في سعيها الدؤوب لإعادة لبنان مجدداً قبلةَ الناظرين الباحثينَ عن الطبابةِ المتقدّمةِ بالجودة والأداء والتطور، بما يمكّنهُ من استعادة دورهِ مركزاً أساسياً للطبابة في الشرق، وتظهر هذه الجهود في إقامة مؤتمر علمي مأمول منه تزويد الأطباء بكل التقنيات الحديثة، وتمكينهم من مواكبة آخر الاكتشافات العلمية المتعلقة بمهنتهم”.

وختم معربا عن امتنانه “لتضامنكم واظهار صورة لبنان الحضاري، طائر الفينيق الذي أرهق الصعاب ولم يُرهق، فانبعثَ من بين رمادِ الموتِ ناثراً رائحةَ العطرِ رائحةَ الحياة، قاومَ الزوال بسلاحِ الإرادة، وضمّدَ الجراحَ ببلسمِ التضامنِ الاجتماعي، فلا نعجبنّ بذلك لأننا نعرفُ وطنَنا ووطنُنا يعرفنا في الأزمات والمحن شعبٌ صادقٌ صلبٌ متمرّد، لا نقف عند حاجز خوفٍ ولا نأبه لخفير يأسٍ ونحن سلاطينٌ الحياة، عشتم وعاشت الروح النقابية في صفوفكم وعاش لبنان”.

وتخلل المؤتمر عرض بصري سمعي عن مناطق لبنانية عدة ومراحل تطور النقابة، مع عزف من انتاج شركة “توث بيك” الشريك الرسمي للمؤتمر.

وتسلم ممثل رئيس الجمهورية درعا تكريمية من النقيب يونس.