ويتوقع محللون سياسيون ليبيون في حديثهم لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن يتمخض عن المؤتمر خارطة طريق جديدة لليبيا، مقترحين أن تتضمن حكومة مصغرة وموعدا للانتخابات.

وأرسلت ألمانيا، قبل أيام، لأول مرة منذ أكثر من 9 سنوات مبعوثا لها إلى ليبيا لترتيب استضافة المؤتمر.

وفي هذا الاتجاه، أجرى مبعوثها، كريستيان بوك، لقاءات شملت مسؤولين من غرب وشرق ليبيا، منهم رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس الحكومة المنتهية ولايتها في طرابلس، عبد الحميد الدبيبة، ورئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب، فتحي باشاغا، وكذلك رئيسا مجلسي النواب المستشار، عقيلة صالح، والمجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، فضلا عن رئيس مجلس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات عماد السايح.

بحسب بيانات صادرة عن أطراف ليبية وتغريدات للمبعوث نفسه، ركزت المباحثات على سبل حل الأزمة الليبية، وإجراء مؤتمر “برلين 3” في وقت تعلنه وزارة الخارجية الألمانية.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن تأييده لعقد المؤتمر الجديد، داعيا للحفاظ على السلام بأي ثمن، وتحقيق التوافق بين مجلسي النواب والأعلى للدولة للسماح بإجراء التغييرات القانونية اللازمة لإجراء الانتخابات.

وتسببت الخلافات بين المجلسين حول شروط المرشحين وقانون الانتخابات في تعطيل إجراء الانتخابات حتى الآن.

وعن دوافع ألمانيا للتدخل في هذا التوقيت، يرى المحلل السياسي الليبي إبراهيم الفيتوري، أن الجمود الحاصل في ليبيا، ومخاوف اندلاع صراع عسكري جديد في البلد النفطي أمر غير محبب نهائيا للأوروبيين الذين يعانون الآن نقصا في إمدادات الطاقة.

كذلك لفت الفيتوري إلى القلق الأوروبي من تزايد الوجود الروسي في ليبيا، وانعكاس هذا على إمدادات الطاقة الخارجة منها إلى أوروبا.

ويتوقع المحلل الليبي أن يرسم “برلين 3” خريطة سياسية مصغرة جديدة لليبيا، تشمل تشكيل حكومة مصغرة، وتحديد موعد للانتخابات، والضغط على مجلسي النواب والأعلى الدولة للاتفاق على القاعدة الدستورية لتنظيم الانتخابات.

دول الجوار، مصر وتونس والجزائر، ستكون حاضرة بقوة خلال المؤتمر الجديد؛ فالكل يعلم المتاعب التي عانتها جراء الفوضى في ليبيا، بحسب الفيتوري، مشيرا بشكل خاص إلى تصريح وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي يؤكد أن القاهرة تنظر للحكومة القائمة في طرابلس على أنها منتهية الولاية.

يتفق المحلل السياسي الليبي والمرشح الرئاسي محمد المزوغي، مع طرح تكليف حكومة مصغرة تسير الأعمال وتعد للانتخابات في أسرع وقت.

ويرجع ذلك إلى أن المباحثات بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة “انتهت بدون اتفاق على قاعدة دستورية تنظم الانتخابات؛ لأن كل طرف متمسك بما يخدم أيديولوجيته”.

من جانبه، يرى نائب رئيس المجلس الانتقالي الليبي عبد الحفيظ غوقة، أن ليبيا في حاجة لخارطة طريق جديدة لعلاج الانسداد السياسي.

وفي تقديره، فإن كل المسارات العسكرية والأمنية والدستورية السابقة فشلت في حل الأزمة، آملا أن يحمل “برلين 3” نتائج إيجابية.

وسبق أن استضافت ألمانيا مؤتمري “برلين 1″ في 19 يناير 2020، و”برلين 2” في 23 يونيو 2021 برعاية من الأمم المتحدة، جمع الأطراف الليبية لبحث وقف إطلاق النار وتنظيم الانتخابات، وإخراج المرتزقة الأجانب، لكن لم يتم تنفيذ شيء من تعهداته إلا فيما يخص وقف إطلاق النار لحد كبير.