فياض: نعيش تقسيما نفسيا في وقت نحتاج ‏إلى إنقاذ انهيار الدولة

  • Sep 27, 2022 - 8:35 am

أشار عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب علي فياض الى ان “على الرغم من هذه الظلمة الحالكة مالياً واجتماعيأ واقتصاديا، ‏يحق لنا ويحق لكم ويحق لهذا الوطن ويحق لكفررمان أن تسترق لحظات ‏من فرح على المستوى التربوي وعلى المستوى الإجتماعي، كدلالة ‏إصرار على المضي في مواجهة كل هذه الأعباء والتحديات، تحديدا في ‏المجال التربوي الذي  يعتبر من المجالات الأولى التي وقعت إلى جانب ‏المجال الصحي ضحية الأزمة المالية الإجتماعية الإقتصادية”.‏

كلام فياض جاء خلال رعايته حفل تخريج مدرسة كفررمان الرسمية الأولى طلابها الناجحين – دفعة “جهاد وحصاد” 2021 – 2022.

أضاف: “المسألة لا تقتصر على الإطلاق من حيث نتائج هذه الأزمة على ما يتصل ‏بالمؤشرات المالية والإقتصادية وهذه ربما هي قابلة للمعالجة بشكل من ‏الأشكال لكن ماذا عن مستوى النظام التربوي الذي أخذ بالتداعي وتحديدا ‏على المستوى الجامعي؟ الخسائر كارثية. ماذا عن مستوى النظام الصحي ‏الذي يشهد هجرة كادرات عالية المستوى ولا يمكن إستعادتها على نحو ‏عاجل ومباشر؟ للأسف الشديد هذا هو الوطن الجميل الذي يكاد ينحره أبناؤه ‏بأيديهم.‏
في هذه الأيام شغلنا الشاغل هو البحث عن سبل لمعالجة الأزمة، ولا ‏يمضي يوم إلا ونعقد فيه إجتماعا على مستوى من المستويات المختلفة ‏التنفيذية داخل الحكومي او على مستوى وزاري ونيابي للبحث عن سبل ‏كفيلة بالمعالجة”.‏

وتابع: “إذا كانت الأزمة بهذا التعقيد وشائكة وحولت الاإقتصاد ‏اللبناني إلى واحد من أسوأ الاقتصادات على المستوى الدولي ورابع أسوأ انكماش اقتصادي على مستوى العالمي ‏بحسب البنك الدولي وهذا في غاية الأسف، فما الذي يبرر للمكونات ‏الحزبية والطائفية والمذهبية ان تمضي في مناكفاتها وخصاماتها وتعقيدات ‏العلاقة فيما بينها وأن تقدم حساباتها السياسية على أولوية المعالجة ‏الاإقتصادية والاجتماعية وهنا تكمن المأساة. ‏ لا بد من توفير الشروط السياسية التي تفتح الطريق للمعالجات التقنية ‏والإقتصادية والمالية والتي هي ممكنة وليست معقدة. نحن تأخرنا كثيرا منذ ‏تشرين 2019 كان يجب ان يصدر الكابيتال كونترول ويعقبه مباشرة قانون ‏إعادة هيكلة النظام المصرفي والمصارف. في هذا البلد ولغاية اللحظة، هذا ‏الأمر لم يحصل. لذلك، أنا أقول فليتضامن اللبنانييون في ما بينهم على قاعدة ‏لا غنى عنها قاعدة ذهبية إذا أردنا ان نضع عقولنا في رؤوسنا كما يقال ‏ونعتبر بأن الأولوية هي معالجة الشأن الإجتماعي الإقتصادي التي ‏تستوجب مقاربة إنقاذية وليست الإختصار على إدارة الأزمة. البلد يحتاج ‏إلى إنقاذ إنهيار الدولة والمؤسسات بدل أن ينتقل إلى تفسخ مجتمعي وأخطر ما ‏في الأمر هذه الجدران النفسية. هذه المجتمعات التي يفكر كل مجتمع أنه ‏قادر على العيش بمعزل عن المكون الآخر. نحن نعيش في نوع من ‏التقسيم النفسي كل مجموعة تشعر بقلق وريبة وخوف من المكون الآخر، ‏لا يجوز لهذا الوضع أن يمضي طويلا”.‏

وختم: “أتوجه بنصيحة إلى أصدقائي أخواني وأخواتي الخريجات أن يمضوا قدما ‏في دروب العلم. نحن نعيش في زمن كل مسالك النهوض والتطور والتقدم ‏إنما هي ترتد في نهاية المطاف وبدايته إلى العلم. فإذا أردنا ان نصنع وطنا ‏لا بدن أن نحافظ على ميزة هذا الوطن  العلمية التربوية. لبنان كان جامعة ‏المنطقة. يجب ان نعود إلى هذه الأمر. وكل الخطط التي قدمت على ‏مستوى التطور كلها إلتقت على حقيقة ان لبنان قادر على المنافسة فيما ‏يتعلق بتكنولوجيا المعلومات.‏
لا تقفوا عند حدود. وأنا أؤمن بتفوق الإنسان اللبناني وعلى الأخص ‏تفوق الإنسان العاملي. لذلك، لا أستبعد أن نقف ذات يوم على  هذا المنبر ‏كي نحتفل، ببعض طلابنا وقد باتوا علماء حقيقيين. نحتفل بمستوياتهم ‏بشهاداتهم بإنجازاتهم وبما حققوه على المستوى العلمي. كل التحية والتقدير ‏والاحترام لإدارة متوسطة كفررمان الرسمية للجهازين الإداري والتعليمي ‏ولذوي الطلاب الذين واكبوا تعبهم وسهرهم”.‏