تشكيل الحكومة.. في الثلاجة!

  • Jul 26, 2022 - 7:37 am

لفتت مصادر سياسية لصحيفة “اللواء” الى ان ملف تأليف الحكومة وضع في الثلاجة وما من تحريك له ، والتواصل بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي أكثر من غائب، ولفتت إلى أن الاثنين يزاولان نشاطهما كالمعتاد. إلى ذلك، لم تستبعد المصادر أن يكون موقف رئيس الجمهورية في الاول من آب شاملا ومتناولا الملفات الداخلية.

وعليه، بعدما اصبح تشكيل الحكومة الجديدة في خبر كان، وبعد التسليم بعدم وجود معالجات جذرية للأزمات القائمة لا سيما ازمة شح الخبز التي تفاقمت الى درجة كبيرة خلال اليومين الماضيين، وإضراب موظفي القطاع العام، تنشط الاتصالات بعيداً عن الاضواء بين القوى السياسية لتحديد الخيارات حول انتخاب رئيس الجمهورية، وبرز في هذا السياق من بين الخيارات تداول اسم رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية بين القوى الحليفة والصديقة له ومن بينها الحزب التقدمي الاشتراكي (حليف الرئيس نبيه بري)، بعدما فضّل قائد الجيش العماد جوزاف عون عدم زج اسمه في هذا الاستحقاق، وبعدما اقتنع رئيس التيار الوطني الحر بصعوية انتخابه لعدم وجود توافق اكثرية القوى السياسية الداخلية عليه عدا دول الخارج المعنية بالوضع اللبناني عن قرب.
بينما تحدثت بعض المعلومات عن دور ما للتيار وللرئيس ميشال عون في توجيه الخيارات ايضاً نظراً لوجود كتلة نيابية وازنة له ولا بد من وقوف الحلفاء على رأيه في هذه الخيارات.

وسيكون وضع لبنان لا سيما الموقف من الاستحقاق الرئاسي مدار بحث في زيارة ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الى فرنسا يوم الخميس المقبل، حيث يستقبله الرئيس ايمانويل ماكرون مساء فور عودته من جولته الافريقية.

من جهة أخرى، وفي ظل التعثر القائم في ملف تشكيل الحكومة والاتصالات شبه المقطوعة بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي وتراجع الحديث المتعلق بهذه المسألة بشكل لافت، فيما المطلوب هو الإسراع في تحديد المسار السياسي للبلد تلبية لحاجات اللبنانيين ولتحضير الملفات المطلوبة للتفاوض مع صندوق النقد، لفت عضو تكتل نواب الشمال أحمد الخير في حديث مع “الانباء” الالكترونية الى أن الكل يعلم أن الرئيس ميقاتي وفور الانتهاء من الاستشارات غير الملزمة التقى الرئيس عون وسلّمه مسوّدة تشكيل الحكومة بما يراه مناسباً لهذه الفترة لدراستها، ووضع ملاحظاته عليها ولغاية هذا التاريخ ليس هناك من جواب.

وقال: “من الواضح أن كل فريق يعتبر الحكومة مصيرية وهناك فريق يحاول دائماً كما في كل مرة أن يفرض شروطه لكن من الصعب في هذه المرحلة ان يكون هناك قدرة على فرض الشروط”، معتبراً أن “أننا أمام مرحلة استثنائية وكلنا يعرف ظروف البلد وما يعانيه من أزمات، فبدلاً من أن نحصّن بلدنا ونعمل على إنقاذه ذهبنا مع الأسف الى تغليب مصالحنا الخاصة على حساب الوطن والمواطن على السواء”.

الوقت يضيق كلما اقتربنا من نهاية العهد، وبالتالي تصبح إمكانية تشكيل الحكومة غير ممكنة وغير ذي جدوى، وبالتالي فإن الرهان بات على الاستحقاق الرئاسي الكفيل بإعادة انتظام المؤسسات والحياة السياسية وبالتالي اطلاق عجلة النهوض والانقاذ.

أما “الجمهورية” فلفتت الى ان مع دخول ملف التأليف في حالة موت سريري، لا يزال ثمّة في الوسط السياسي من يعوّل على لقاء ثالث بين الرئيسين، حيث انّ هذا اللقاء ما زال ممكناً وخصوصاً انّ خط التواصل بين عون وميقاتي لم ينقطع. الّا انّ معطيات المطّلعين على خفايا تعقيدات التأليف جزمت أنّ هذا الملف كان صفحة وطويت نهائياً، فالرئيسان في قطيعة غير معلنة، وحتى إن قدّر لهما أن يلتقيا من جديد، فسيلتقيان على لا نتيجة، ذلك انّ الهوة عميقة بينهما في النظرة إلى الحكومة، وما سُمّيت “معايير عون” و”اقتناعات ميقاتي” جعلت الشراكة بينهما في تأليف هذه الحكومة بين خطّين متوازيين لا يلتقيان، ولن يلتقيا.

من جهتها، أشارت “القبس” الى ان رغم كل الدعوات الدولية، وآخرها من مجلس الأمن، لتشكيل الحكومة اللبنانية والمباشرة بتنفيذ الاصلاحات، يستمر الجمود في مسار التأليف في ظل قطيعة شبه تامة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف. فلا اتصال ولا مبادرة تخرج أزمة التشكيل من جمودها في حين تتوسع معاناة اللبنانيين معيشياً واجتماعياً، وتبرز معالم التسيّب الأمني، وحوادث الخطف طلباً للفدية.