توقعات بو حبيب حول الترسيم في ايلول غير صائبة؟!

  • Jul 11, 2022 - 5:31 pm

لا يزال ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وجانب الاحتلال الإسرائيلي في إطار المفاوضات غير المباشرة. وبالتزامن مع إعلان “حزب الله” الاسبوع الماضي “إطلاق 3 مسيّرات غير مسلّحة في اتجاه المنطقة المتنازع عليها للقيام بمهام استطلاعية عند حقل “كاريش”، مؤكداً أنّها “أنجزت المهمة المطلوبة، وأوصلت الرسالة”، توقّع وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب أن يتم التوصل إلى اتفاق في مسألة ترسيم الحدود في أيلول المقبل، بعد أن كانت السفيرة الأميركية ​دوروثي شيا​ اطلعت رئيس الجمهورية ​ميشال عون، مطلع الشهر الجاري، على نتائج الاتصالات التي اجراها الوسيط الأميركي ​اموس هوكشتاين​ مع الجانب الإسرائيلي في مسألة ترسيم الحدود، والتقدم الذي تحقق في هذا المجال. فعلى أي مؤشرات استند بو حبيب في إعلانه هذا؟

الخبير في الشؤون السياسية والدبلوماسية الوزير السابق فارس بويز لا يشارك وزير الخارجية في رأيه حيال ترسيم الحدود لأسباب عدّة يفنّدها لـ “المركزية” على الشكل الآتي:

“- أوّلاً، لدي شكوك في أن يسمح للبنان في الوقت الذي لا تسيطر فيه دولته على كلّ مداخيله وإيراداته بالحصول على مداخيل نفطية، لذا هناك مناخ سلبي حيال الموضوع هذا رغم حاجة العالم لإنتاج نفط وغاز إضافي.

– ثانياً، ما تقبل به إسرائيل هو أقل ما يستطيع أن يعطيها إياه العهد، فالأولى تريد ما هو أقلّ من الخط 23 أما الثاني فيريد ما هو أكثر”.

ويعتبر أن “مهمّة المفاوضين عسيرة. لم يفسح لهم المجال للقيام بتفاوض حقيقي، فالمفاوضات عادةً لا تحصل على الشاشة وعبر الإعلام على غرار ما يحصل في لبنان حيث نشهد مفاوضات علنية. كذلك، يفترض أن يكون للمفاوض هامش للتفاوض وإلا ما جدوى القيام به؟ فليعلن حينها كل فريق موقفه نهائياً ويبقى في منزله. عندما يكلَّف مفاوِض لا بد من إعطائه الحد الأعلى والأدنى للتفاوض، إلى جانب منحه مساحة يمكنه التفاوض من خلالها، وهذا الحديث يأتي بناءً على خبرة مكتسبة من مرحلة مفاوضات مدريد للسلام”.

إذاً وباختصار، يرى بويز أن “لبنان لم يفاوض جدّياً لأن البلد منقسم في الداخل حول الموقف من هذه المفاوضات، إلى ذلك لم يعط الوفد المفاوض الهامش الكافي، وثالثاً هذه المفاوضات ليست سرية وتجري بشعبوية كبيرة جدّاً وبضغوطات سياسية محلية داخلية كبيرة. لذا، أملي ليس كبيراً بالتوصل إلى اتفاق في المدى المنظور وعلينا مراقبة كيفية تغيّر الأوضاع الإقليمية واللبنانية قبل التوقع البعيد المدى”.

المصدر: المركزية