هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، مساء الأربعاء، باجتياح لبنان، متوعدًا حزب الله بدفع “ثمن باهظ”. وقال إنه إذا طلب من الجيش الإسرائيلي تنفيذ عملية عسكرية هناك، فستكون “قوية ودقيقة” ضد حزب الله اللبناني. واضاف في تغريدات نشرها على حسابه في “تويتر”، عقب مشاركته في “الاحتفال في ذكرى مرور 40 عاما على حرب لبنان الأولى عام 1982: إذا طُلب منا القيام بعملية في لبنان، فستكون قوية ودقيقة. وستفرض ثمنا باهظا على حزب الله ودولة لبنان. وأضاف “في مواجهة أي تهديد لمواطني إسرائيل، لن تكون بنية تحتية تستخدم لإلحاق الأذى بنا محصنة”.
وأكد أن خلال عملية عسكرية محتملة، ستتلقى الجبهة الداخلية الإسرائيلية صواريخ من “حزب الله”، مشيرا الى ان “هناك استعدادات لهذا السيناريو، بما في ذلك من خلال حماية وتعزيز الصلة بين الجيش ورؤساء السلطات والسكان”. وهدد غانتس لبنان، قائلا “نحن جاهزون للمعركة، وإذا لزم الأمر سنسير مرة أخرى إلى بيروت وصيدا وصور”.
وفي وقت لازم حزب الله الصمت حيال هذه التهديدات ولم يعلّق عليها، تشير مصادر دبلوماسية مطّلعة الى ان كلام غانتس هدفه شد العصب الاسرائيلي ورفع معنويات شعبه، لا اكثر ولا اقل، لافتة الى ان أغراض كلامه التصعيدي، ليست “عسكرية” بقدر ما هي “سياسية”.
فهذه المواقف تأتي في ظل مساع لاحياء المفاوضات الجارية بين بيروت وتل ابيب برعاية الامم المتحدة وبوساطة اميركية، لترسيم الحدود البحرية بين الجانبين. وقد افيد في الساعات الماضية ان بات العرض اللبناني لاحياء المحادثات معروفا وينص على الخط 23 مع حقل قانا كاملا مقابل حصول اسرائيل على كاريش، والذي تولى تقديمه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين شفهياً، على طاولة المسؤولين في تل أبيب وفق ما اعلنت وسائل إعلام إسرائيلية في الساعات الماضية. وقد ذكر موقع “غلوبس” الإسرائيلي أن المستوى السياسي في تل أبيب يدرس الاقتراح، من دون الإشارة إلى مواعيد لتقديم الرد.
ووفق ما تفيد المصادر” المركزية” ، تهديدات تل ابيب قد تشير الى ان ردها على العرض اللبناني لن يكون ايجابيا أو انه لن يشمل موافقة كاملة على ما تشترطه بيروت لاستئناف المفاوضات. من هنا، فهي تعتبر ان بعض الضغط المعنوي والعسكري قد يكون مفيدا لارغام الجانب اللبناني على خفض سقفه اكثر وعلى القبول بتقديم تنازلات اضافية، تحت طائلة ان البديل من الخيار الدبلوماسي قد يكون حماوة عسكرية لن تُبقي حجرا على حجر في لبنان، كما يقول غانتس.
على اي حال، بعد ان يصل الجواب الاسرائيلي الى لبنان، مطلع الشهر المقبل على ابعد تقدير، لكلّ حادث حديث. ومن المبكر التكهّن في ما ستحمله المرحلة المقبلة، أكان ترسيميا او عسكريا، تختم المصادر.