نصرالله صعّد شكلا فقط: انفتاح على تسوية وترقّب لزيارة هوكشتاين

  • Jun 10, 2022 - 12:43 pm

صحيح ان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رفع السقف امس وصعّد النبرة في وجه الاسرائيليين وفي وجه السفينة اليونانية “اينيرجين” علّ ترويعَ طاقمها، وهو ليس من العسكريين، يفيد في تهشيلها… إلا ان الرجل بدا متريثا في تنفيذ تهديداته باستهداف الباخرة وبالرد على اي محاولة اسرائيلية لشفط نفطنا، وإن كان استقصد تحديدَ توقيت اطلاقه خطابه في تمام الساعة الثامنة وخمس وثلاثين دقيقة مساء، وهو التوقيت الذي استهدف فيه حزب الله البارجةَ الاسرائيلية في عرض البحر، إبان حرب تموز 2006.

فوفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، اراد نصرالله من خلال لهجته الحازمة هذه، إبلاغ تل ابيب وايضا الدولة اللبنانية، بأنه دخل مباشرة على خط ملف ترسيم الحدود البحرية، وأن التسوية “الترسيمية” المرتقبة يجب ان تنال رضاه. لكن كلمته من حيث المضمون، لم تتضمّن تصعيدا:

فالامين العام لم يتمسّك بالخط ٢٩ مثلا ولم يَبدُ معرقلا او رافضا خيارَ التوصل الى حلّ عبر الدبلوماسية، وإن كان قال إن الوسيط الاميركي غير نزيه. فهذه “البديهيات” يقولها لانها من “أدبيات” الحزب و”فولكلوره”، لا اكثر ولا اقل.

نصرالله وفق المصادر، اكتفى بوضع “لا” واحدة، هي “لا لتنقيب الإسرائيليين في حقل كاريش”، غير انه استطرد “لا لهذا التنقيب قبل انتهاء المفاوضات”.. علما ان الإسرائيليين اصلا، لن يبدأوا بالتنقيب الا بعد استنفاد كل فرص التوصل الى اتفاق.. وقد استعجل وزير الدفاع الاسرائيلي بيني غانتس لبنان مطلع الاسبوع “الإسراع في المفاوضات بشأن الحدود البحرية”.

انطلاقا من هنا، تتابع المصادر، فإن الوضع في المنطقة سيبقى مضبوطا حاليا، وفي حالة هدوء او هدوء حذر، في انتظار مشاورات الموفد الاميركي اموس هوكشتاين مع المسؤولين اللبنانيين. ففي حال، قدّموا له الاسبوع المقبل خلال جولته المرتقبة عليهم، جوابا موحّدا (على الارجح، هم سيوافقون على طرح الخط ٢٣ شرط الحصول على حقل قانا كاملا، على ان يأخذ الاسرائيليون حقل كاريش حينئذ)، أُبرمت التسوية (ربما بعد بضعة اجتماعات في الناقورة برعاية الامم المتحدة)، وسارت الامور كما يجب.

اما اذا لم تسر رياح هوكشتاين كما تشتهي سفن لبنان، واذا ارادت تل ابيب الاستمرار في التنقيب من دون اتفاق، فعندها، قد تذهب الامور نحو ما لا تحمد عقباه، تختم المصادر.