أصعب رمضان: الإفطار بطبق واحد.. وبيع الفجل بالحبّة

  • Apr 10, 2022 - 4:35 pm

كتبت بلقيس عبد الرضا في المدن:

بين اعتماد سياسة التقشف والتقنين في شراء الخضار، أو مقاطعتها نهائياً واقتصار مائدة رمضان على حواضر البيت، تسعى أغلب الأسر اللبنانية إلى تدبير شؤونها في هذا الشهر الكريم، فيما لجأت أسر أخرى إلى الجمعيات الخيرية بهدف مساعدتها على تحمل أعباء تكاليف شهر رمضان.

لم تتمكن حتى الآن السيدة ليلى الأحمد من تحضير طبق “الفتوش” الخاص بشهر رمضان. فعلى الرغم من مرور سبعة أيام على بدء رمضان، إلا أن مائدتها لا تتضمن أكثر من الطبق الرئيسي، وبمكونات بسيطة جداً.

رمضان الأصعب
يطل رمضان هذا العام على اللبنانيين وسط فجوة كبيرة بين أسعار السلع الأساسية التي ارتفعت إلى مستويات ضخمة وبين تدني قيمة الأجور، وهو ما بدل الكثير من عادات اللبنانيين. إذ لم تتمكن أغلب الأسر من تحضير مستلزمات رمضان كما اعتادت منذ سنوات، وحتى مع بداية الأزمة الاقتصادية عام 2019، لم تكن موائد شريحة كبيرة من اللبنانيين مقتصرة فقط على طبق واحد، حسب ما تؤكده ليلى الأحمد. وتقول لـ”المدن” اختلفت طبيعة المائدة الرمضانية هذا العام مقارنة مع العام السابق، إذ اقتصرت حالياً على وجبة بسيطة، فغابت العناصر الرمضانية من المعجنات، والمقبلات، التي كانت جزءاً أساسياً عند الإفطار”. وتضيف “استبدلت طبق الفتوش بنوع بسيط من السلطة، مكونة من الخيار والبندورة بعدما ارتفع سعر الخس إلى 40 ألف ليرة وضمة الفجل إلى 22 ألفاً”. وقد عمد بعض الباعة إلى بيع الفجل بالحبة وليس كباقة، وكذلك باقي الخضر.

يتقاضى زوج ليلى الأحمد نحو مليوني ليرة تقريباً، وهو مبلغ حسب ما تؤكده لا يكفي لتأمين المستلزمات الأساسية.

قد تكون السيدة ليلى الأحمد محظوظة لأنها تمكنت من تأمين طبقها الرمضاني مقارنة مع السيدة “أم هادي” الذي يعمل زوجها “مياوماً” في إحدى المؤسسات ويتقاضى 30 ألف ليرة يومياً. تصف هذا العام بالأسوأ. وتقول: “في السنوات السابقة، كنت أتفهم ارتفاع الأسعار مع بداية الشهر الكريم، وكنا رغم ذلك نستطيع شراء بعض المستلزمات، فيما هذا العام، لا يمكن شراء أي شيء”. وتؤكد بأنها لم تدخل اللحوم إلى بيتها منذ أكثر من 6 أشهر، بعدما وصل سعر الكيلوغرام من اللحم إلى 230 ألف ليرة”. وتقول: “في الكثير من الأحيان، لا نجد الخبز، نعتمد في غذائنا على البطاطا والبيض، وبعض المساعدات التي تقدمها الجمعيات الأهلية”.

وتضيف “حتى وجبة السحور، لم أعد قادرة على تأمينها، بعدما وصل سعر الكيلوغرام من اللبنة إلى أكثر من 140 ألف ليرة، والجبن ما بين 70 و100 ألف ليرة”.