مقدمات نشرات الأخبار المسائية

  • Apr 9, 2022 - 11:31 pm

* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”

إذا كان معظم المواطنين اللبنانيين تراجعت آمالهم لا بل أحلامهم نحو حصرها بتمني العيش عيشة كريمة بدءا من تأمين المأكل والمشرب والإستشفاء وبعدها لكل حدث حديث، فإن حدث الساعة السياسية- الدبلوماسية لا يزال عودة سفراء الدول الخليجية الى لبنان الذي غادروه قبل خمسة أشهر وأما الحديث، فهو تزامن هذه الانفراجة مع توصل لبنان الى تفاهم إطار مع صندوق النقد الدولي ومع انطلاق مسار الاستحقاق النيابي نحو 15 ايار- موعد الناس مع صندوقة الاقتراع، بعد مرور 3 أعوام ذاق فيها معظمهم ويذوق المرارة المعيشية والنقدية والاقتصادية واستطرادا السياسية.

فبعد ليلة تسجيل اللوائح وضحى انطلاق العد العكسي لمسار السباق نحو الانتخابات النيابية، حلت أيام الإياب العكسي لمسار عودة السفراء الخليجيين الى لبنان تباعا بدءا من وصول عميدهم السفير الكويتي عبد العال القناعي، وبعده مباشرة السفير السعودي وليد البخاري الذي تعمد مساء الجمعة إظهار العنوان الإيجابي المنتظر في بيروت، حيث نشر البخاري صورة تجمع علمي لبنان والسعودية في دلالة قوية الى أهمية عودة العلاقات الحسنة بين لبنان ومجلس التعاون.

هذه العودة لاقت مواقف الارتياح والترحيب على كل المستويات: السياسية والدبلوماسية والدينية والروحية والاجتماعية والاقتصادية والمالية وتيار المستقبل، في وقت أشارت أوساط معنية الى أن العودة الخليجية قبيل الاستحقاق النيابي تكتسب دلالات مهمة على أربعة خطوط: الأول للحؤول دون مزيد من الانهيارات في لبنان خصوصا على مشارف الانتخابات. الثاني المساعدة في إنهاض لبنان وبالإشارة الى أنه لم يكن من المصادفة تزامن العودة الخليجية مع اعلان اتفاق الاطار بين لبنان وصندوق النقد. والثالث أن الدبلوماسية التي أثمرت هذه العودة  كانت متشعبة الأطراف: فرنسية- سعودية وأميركية مترامية الاتجاهات وحتى روسية، تمثلت بالاتصال مساء الجمعة بين الموفد الرئاسي الروسي للشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف والرئيس نجيب ميقاتي، وذلك غداة امتناع لبنان عن التصويت في مجلس حقوق الانسان للأمم المتحدة- جنيف على مشروع لطرد روسيا من عضوية المجلس. وأما الرابع فهو الفاتيكان والتحضيرات لزيارة البابا فرنسيس للبنان بعد أربعة أسابيع من انتخابات 15 أيار.

وفيما انتظار الاستحقاق المحلي سيد الموقف في لبنان، فاستحقاق توقيع الاتفاق النووي الإيراني- العالمي قريبا محور استقطاب دولي، إقليمي وكذلك محلي، في عالم من البديهي أن يتغير بعد الحرب في جنوب شرق أوروبا على الأراضي الاوكرانية.

تفاصيل النشرة نبدأها من الحراك السياسي والعجلة الانتخابية. الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي يطل تلفزيونيا مساء الاثنين استضاف على مائدة الافطار ليل أمس رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، في حضور عدد من القيادات المعنية. وقد كان اللقاء فرصة مناسبة للتداول في العلاقات الثنائية والأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”

ما عجز عنه الراعي رعاه نصرالله بإفطار مصالحة بين الحليفين اللدودين ونور العين. هي صدقة جارية وضعها أمين عام حزب الله في ميزان حسنات الشهر الفضيل، بجمع فرنجية – باسيل، رأفة بمن تبقى من المسيحيين بعد تهجير السواد الأعظم منهم، وذهاب آخرين فرق عملة في حروب الإلغاء.

وإذا كانت مفاعيل اللقاء على موائد الرحمن تأخرت عن الصرف في سوق الانتخابات النيابية، فإنها ستؤسس لأول الكلام في الانتخابات الرئاسية. لكن رئيس التيار وغداة اللقاء، بدا كمن تعاطى إبرة في العضل. فباسيل الذي ترأس أكبر كتلة نيابية بالرافعة السنية، سيعود إلى ساحة النجمة بالحواصل الشيعية، وكاد وهو يعلن لوائح التيار الانتخابية في مختلف المناطق اللبنانية، أن يستهل كلمته ب”البسملة والحمدلة”، لكنه وللأمانة أتقن فن الكذب واستحق عن جدارة لقب “غوبلز” التيار.

مشى باسيل عكس تيار الإصلاح والتغيير، ومن معزوفة “ما خلونا وما خليناهم”، كرس الوجه الحقيقي للقائد الهارب في عز المعركة. وبسياسة رفع الضيم، كاد يقول للخصم “بيي الجنرال أقوى من بيك الزعيم”. قدم الاعتذار عن عدم القدرة على بناء الدولة وهو لم يكن له حتى شرف المحاولة، بانغماسه في المحاصصة والثلث المعطل والميثاقية وتعيين آلاف المحاسيب في الإدارات العامة، حارب الإصلاح بإلغاء الدستور واللعب على القانون، ورمى فشله في التغيير على الاخرين “وما خلوه” يسترجع أموال الناس بعد أن شارك في هدرها، “وما خلوه” يستخرج الغاز لأن المرسوم بات بحاجة إلى منقبين للعثور عليه في أدراج بعبدا.

لم يبق جبران على خصم ولا حليف، فهو لم يوفر جعجع وفرنجية وأمل وحزب الله والاشتراكي والنواب الذين “تفرفطوا” وهاجروا من تكتل لبنان القوي. والغرابة في الخطاب الانتخابي أن جبران يهاجم أمل في الكهرباء ويعلق في الوقت نفسه على شبكتها الانتخابية، يلسع فرنجية ويجالسه على مائدة رمضان، يكيل أقوى الاتهامات لجعجع كمجرم حرب وهو الذي صاحبه وتفاهم معه كمجرم حرب في صفقة معراب – بعبدا التشاركية والإلغائية لبقية المسيحيين، يقرص وطن الانسان لنعمة افرام وهو الذي عرفنا على هذا الوطن عندما استدعاه ممولا للائحة كسروان جبيل في الدورة الماضية. هو يعلن العزم على محاربة حزب المصارف ممن لديهم مرشحين في الانتخابات المقبلة، وعلى متن تياره عمدة مرشحي حزب المصارف، وفي عقيدته ان ليس كل المصارف مهربة وملعونة، بل يحيد منها كل من يدفع الجزية الانتخابية.

وفي موسم بيع الأوهام للناس اعتذر باسيل من المودعين، وفاته أنه كان شريكا مضاربا في طلب الاعتمادات التي ضاعت في قنوات الصرف السوداء، لكنه أخذ على عاتقه تطيير حاكم مصرف لبنان، وتياره كان شاهد زور في الحكومات على السياسات المالية. وعد باسيل بتطيير الحاكم، وليته فعل في جلسة التمديد له، لكان وفر علينا تكرار التذكير بهذه الواقعة الاليمة.

وفي إطلالة شد العصب على أبواب الانتخابات رمى بتهمة التقصير في التصويت الإلكتروني على مدير بالخارجية، في وقت كانت حقيبة الخارجية بيده، واستحدث شباكين اثنين للاقتراع واحد للتيار والثاني لمحدلة أمل، مبتدعا فكرة الفصل عبر الشبابيك.

وفي خطاب الجهاد الانتخابي حاز باسيل على براءة اختراع أفضل خطة للكهرباء و”اللي استحوا ماتوا”، في خطة أهدرت مليارات الدولارات على العتمة وانبعثت روائح الصفقات من بواخرها، حتى وصلت إلى “أنف ماغنتسكي”. قدم باسيل كل اعتذار ممكن إلا عن الكهرباء حيث فصل جبران خط الحامي عن البارد، وانفصم عن الواقع، مصورا للناس أن البواخر كانت الحل واللبنانيين رفضوه. هو هاجم ما سماه اعلام الكذبة في صفقة البواخر ورشوتها، وادعى ان الملف اقفل في القضاء، علما أنه ما يزال مفتوحا على مصراعيه، وقد وثقت وحدة التحقيقات الإستقصائية فساد هذه الفضيحة من خلال عمولات دفعت لتمريرها، وعرضت التسجيلات ذات الصلة، بل ثمة إدعاء من النيابة العامة المالية على صديقة رالف فيصل والملف عن قاضي التحقيق في بيروت روني شحادة.

نسي باسيل الكابتال كونترول سنتين وأيده الآن، ألقى باللائمة على الثورة بالانهيار ولم يحتسب السنين الخمسة عشر التي قضاها بالحكم لاعبا ملاكما معطلا نسب انجازات صندوق النقد الدولي الى صندوقته الانتخابية. منن الناس بأنه خفض الخلوي وهو الذي أطلق الصلاحيات بيد الوزير لينهب ويقطف.

أما مسك الختام فكان بإلقاء اللوم على المؤامرة والحصار حتى وقوع الانهيار، علما أن التيار ومن خلفه العهد، كان عراب الانهيار حتى الوعد بجهنم وبئس المصير في شخصيات تقدم نفسها في مواقع القيادة وتختبئ خلف إصبعها.

وكما في السلطة للمعارضة ودعاة التغيير ومجموعات المجتمع المدني، قيادات نحرت الثورة وصورة وحدتها في النقابات والجامعات، ولم تتجل في الانتخابات النيابية المقبلة بتشتت اللوائح وغلبة الأنا والمصلحة الشخصية، وأمام هذه القوى فرصة الوقت المستقطع قبل الاستحقاق الانتخابي للتوحد وعدم تأمين الصوت التفضيلي للسلطة بتشتت الأصوات المعارضة.

وإذا كانت انتخابات الداخل تترنح على حافة التأجيل أو التطيير، فإن المرحلة الأولى منها بتصويت المغتربين مهددة، وعليها رفع وزير الخارجية عبد الله بو حبيب الصوت وقال: أريد حلا.