يتأثر لبنان دائماً بما يجري في العالم من احداث وتطورات وازمات وكأن هذا البلد لا يكفيه ازمات اقتصادية وسياسية ومعيشية وحتى امنية. وأبرز وجوه انعكاس الازمة الاوكرانية الروسية تتعلق بواردات لبنان من روسيا واوكرانيا لا سيما القمح والمحروقات.
فلبنان يستورد حاجاته الاستهلاكية من بنزين ومازوت من مصدرين أساسيين، هما اليونان وعبر البحر الأسود وتحديداً روسيا.
في هذا المجال، أوضح عضو نقابة اصحاب المحطات جورج البراكس لموقع “صوت بيروت انترناشونال” أن الازمة الروسية الاوكرانية شكلت بلبلة في اسواق النفط على المستوى العالمي مشيراً ان اوروبا تستورد من روسيا حوالي 40٪ من حاجتها للغاز وروسيا تضخ في اوروبا حولي 3 مليون برميل نفط يومياً في أوروبا.
وأشار البراكس إلى انه نتج عن هذه الازمة عقوبات فرضتها الولايات المتحدة الاميركية والدول الاوروبية على روسيا واثر ذلك هدد الرئيس بوتين بالرد على هذه العقوبات بتخفيض صادرات روسيا من الغاز والنفط الخام الى اوروبا وهذا يعني ان اوروبا ستبحث عن بدائل لاستيراد المحروقات مشيراً ان الولايات المتحدة الاميركية طلبت قبل بدء الغزو الروسي من السعودية ودول الخليج ان تزيد انتاجها لتأمين كميات اضافية من النفط في السوق وذلك لتعويض النقص الذي قد يحصل، لافتاً إلى ان زيادة الانتاج يتطلب وقتاً لذلك يتم العمل على تحويل بعض المحروقات الموجودة في البواخر التابعة للدول المصدرة للنفط كالكويت والسعودية وقطر والتي كانت متوجهة الى آسيا ان يتم تحويلها الى أوروبا.
وقال إنه “حتى الآن المحروقات مؤمنة في لبنان لكن في حال حصل تصعيد في اوكرانيا وفي حال روسيا خفضت صادراتها من النفط الى اوروبا عندها سنواجه صعوبات في تأمين حاجاتنا من المحروقات”.
واعتبر البراكس ان كل هذه الامور أدت الى ارتفاع سعر النفط عالمياً حيث تخطى سعر برميل النفط 105 دولار وهذا الامر سيؤدي الى ارتفاع سعر المحروقات في كل البلدان ومن ضمنها لبنان حيث سنشهد في الاسابيع المقبلة ارتفاعات متتالية للأسعار، يعني ارتفاع تدريجي خلال الاسابيع المقبلة وفي حال عدم تراجع سعر صرف الدولار، سنصل الى 400 الف ليرة.
ورأى أنه لو كان الدولار اليوم بسعر الصرف الذي كان عليه منتصف شهر كانون الثاني، يعني من 5 اسابيع فقط، كان سعر صفيحة البنزين سيكون 450 الف ليرة لأن سعر الالف ليتر بنزين ارتفع 125 دولار ولكن تراجع سعر الدولار الغى الارتفاع الذي مفترض ان يطال الصفيحة.
